نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشاد الشلاه

 rashadalshalah@yahoo.se

 

 

 

 

الجمعة 22/9/ 2006

 



أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع!


رشاد الشلاه

في كل مرة تشير بها أصابع الاتهام الى الدور السلبي لتدخل معظم دول الجوار العراقي بالشأن العراقي الداخلي، وتأثير ذلك في المزيد من التدهور في الأوضاع السياسية و الأمنية والاقتصادية، يتطوع مسؤولون حكوميون رفيعو المسؤولية ومعهم قادة كتل أو أحزاب متنفذة، بنفي وجود مثل هذا الدور أو التدخل، ويقولون ان تلك الاتهامات لا تستند الى الحقيقة، بل الى تقارير صحفية غير دقيقة. ولتأكيد مصداقية هذا النفي يتساءلون بلغة يظنونها دبلوماسية وقاطعة الحجة بقولهم؛ أين الدليل؟ لا يوجد دليل يثبت هذا الادعاء. ومعروف أن تساؤل" أين الدليل" قد انطلق من ذات العواصم المتهمة بالتدخل السلبي في الشأن العراقي، قبل تلقفه وتكراره من قبل الساسة والمسؤولين العراقيين. هنا لا يتملك المرء سوى القنوط على مثل تلك التصريحات المقللة من مصداقية مطليقيها وهي في ذات الوقت لا تنسجم مع الواقع اليومي المعاش والموثق.

هكذا بقي الحال ما بين النفي أو التأكيد بما يصل حد اليقين القاطع بحصول و استمرار وجود مثل هذا التدخل السلبي من قبل دول الجوار، تدخل يجري من منطلق أجندتها ومصلحتها الخاصة فقط ، بغض النظر عن تطابق هذه المصلحة مع مصالح جارة أخرى أو جيران أخر في مفردات هذه الأجندة، حتى جاء لقاء وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ونشر فيها يوم 16/ أيلول/ 2006. في هذا اللقاء لم يكتف فيه وزير الخارجية بتأكيد حصول مثل هذا التدخل بل عززه بوجود الدليل "المفقود" برأي من ينزه أو يبرئ ذلك التدخل السافر، وكذلك تأكيده بوجود أدلة، ومعلومات، وإثباتات، وطلبات صريحة لوقف هذا التدخل. يقول وزير الخارجية بالنص" هناك تدخلات إقليمية في الشأن العراقي من جميع الدول المجاورة بهذه الدرجة أو تلك، عدا دولة أو اثنتين، التدخلات قائمة وموجودة، هناك تعويل على فشل العملية السياسية وعلى فشل المشروع الديمقراطي في العراق». ويضيف «لدينا حديث صريح مع كل دول الجوار حول تدخلاتهم في الشأن العراقي الداخلي، وفي زيارة رئيس الحكومة (نوري المالكي) الأخيرة الى طهران اخذ وفدا متخصصا بالشؤون الأمنية حمل معه ملفات، و معلومات، وأدلة، وإثباتات، وطلبات صريحة لوقف التدخل الإيراني في الشأن الأمني العراقي».... الى هنا انتهى التصريح، فماذا يقول أصحاب النفي بالفم المليء؟

أسلوب معالجة قضية إثبات أو نفي التدخل الاقليمي السلبي السافر بشؤون العراق الداخلية، أخذ يتكرر عند البحث في أسباب ودواعي ضحايا ما بات يسمى بحرب الجثث، ومخاطر اتساع الحرب المذهبية المندلعة منذ أكثر من عام *، ففي الوقت الذي يحذر فيه رئيس مجلس النواب العراقي من مخاطر انزلاق العراق لاندلاع حرب أهلية لن ينجو منها احد، قائلا "ان البلاد تعيش تسيبا امنيا وتشهد احتقانا وتوترا طائفيا ودينيا وقوميا". و الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان، يصرح بمفردات لا اعتبارات دبلوماسية فيها " ان هناك خطرا كبيرا بان يسقط العراق في آتون حرب أهلية إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن ." فان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ يعبر عن أسف الحكومة لتصريحات كوفي عنان بشأن العراق، بل ويضيف السيد الناطق الرسمي قائلا ان "الأمين العام لم يزر العراق وكانت تصريحاته اعتمادا على تحليلات بعيدة عن الواقع".

ولكن ما هو الواقع الذي قصده السيد الدباغ..؟ يبدو انه غير واقع استقبال مستشفيات المدن العراقية خلال شهري تموز وآب الماضيين 6599 جثة قتيل فقط لا غير.!!

*
معالجة سابقة للكاتب نشرت في 1 /9/2005 بعنوان : " إنها حرب مذهبية فما انتم فاعلون".