| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشاد الشلاه

 rashadalshalah@yahoo.se

 

 

 

 

الخميس 1/9/ 2005

 

 

إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟


رشاد الشلاه

ما يحدث وبشكل يكاد أن يكون يوميا في العراق من عمليات التصفيات الجسدية الفردية والجماعية الممتدة من الموصل في شماله والبصرة في جنوبه و من ديالى في شرقه والرمادي في غربه، هي حرب مذهبية سافرة وتطهير طائفي على الرغم من التمويه الإعلامي المقصود من عرابي و موجهي ومخططي هذه الحرب الملعونة، ولا غرابة في ذلك ما دامت الأطراف المتحاربة وهي في سعيها للاستحواذ على السلطة ترتضي أسلوب إلغاء و تصفية الآخر هدفا آنيا واجب الوصول إليه، دافعها دائما التقليد العشائري القميء تقليد الأخذ بالثأر ليظل مشهد الدم العراقي مراقا في دوامة لا تنتهي في أجواء الفوضى العامة الضاربة في البلاد. وإذا كان للاحتقان المذهبي الحالي ولتسعير العداء الطائفي أسبابهما التاريخية المحلية المتراكمة المتمثل باحتكار السلطة من قبل الأقلية السنية، فان انتهاء الحكم الديكتاتوري والتدخل السافر من قبل دول الجوار بالشأن العراقي والأخطاء المتعمدة و"العفوية" في سياسة المحتل الأمريكي كانوا الشرارة المبشرة باندلاع لهيب الحرب المذهبية التي ينكرها صناعها.
إن أعداء العراق الديمقراطي الموعود من بقايا النظام الدكتاتوري المتحالفين مع القوى الإرهابية التكفيرية المحلية والوافدة لم يخفوا نيتهم باللجوء إلى أكثر الأساليب دناءة ووحشية في معاقبة الشعب العراقي على خياره الديمقراطي هذا، لهذا لم يكن مفاجئا مهرجان الموت الجماعي الذي سببه هؤلاء الإرهابيون على جسر ألائمة في بغداد للشيعة وهم يؤدون مراسيم الزيارة لمرقد الإمام موسى الكاظم. هذه المصيبة التي يراد بها صب المزيد من الزيت على نار الحقد والثأر الطائفي. وفي الوقت الذي تتحمل فيه هذه القوى التكفيرية المسؤولية الكاملة عن جرائمها الطائفية المروعة فأن أسلوب رد الفعل والأخذ بالثأر من قبل بعض المحسوبين على الطائفة الشيعية سوف لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والعنف المقابل.
 لقد قيل وبحق مرات ومرات إن حل المعضلات الحالية التي ابتلي بها العراق وفي مقدمتها المعضلة الأمنية لن تحل بالإجراءات العسكرية وحدها، بل لابد أن تقترن باعتماد ثقافة الحوار و بمعالجات على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وستكون أن خلصت النية في اللجوء إليها عاملا هاما وأداة فعالة في دحر القوى الإرهابية وإطفاء لهيب الحرب المذهبية المشتعلة، أما بعكس ذلك وهو الذي يشهده المواطن العراقي في تزايد الميليشيات المسلحة تحت واجهات"إنسانية" مفضوحة، وإحلالها محل سلطة الدولة والتمكن من رقاب المواطنين والتدخل في شؤون حياتهم اليومية وحرياتهم الشخصية، كل ذلك مضافا إليه لغة العنف المسلح السائدة تلك التي تأكدت في أحداث النجف الأخيرة بين أنصار التيار الصدري وأنصار المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، سيزيد من حجم الكارثة التي يأن تحتها العراقيون.
إن على أطراف الائتلاف العراقي الموحد وحكومة السيد الجعفري المنبثقة منه وعلى هيئة رئاسة الجمهورية وأعضاء الجمعية الوطنية تقع المسؤولية الكبيرة في تأمين أسلوب معالجة إطفاء نار الفتنة الطائفية عبر الكف عن الإجراءات الطائفية في دوائر الدولة وخصوصا الأمنية منها والعسكرية وإفساح المجال للقوى الديمقراطية البعيدة عن النفس الطائفي المقيت للمساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتنجب اتساع هذه الفتنة، والاعتراف بان الانفراد في معالجة مثل هذه الأوضاع المعقدة والتمسك بسياسة المحاصصة لم يكتب لها النجاح بل زادت الطين بلة.
 لقد رفع الائتلاف العراقي الموحد شعارا انتخابيا قبل انتخابات كانون الثاني الماضي يقول" عندما يعجز الاخرون نتقدم نحن"، نعم لقد عجز الآخرون وها انتم في المقدمة فما أنتم فاعلون؟