|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  28 / 3 / 2017                                 د. رابحة مجيد الناشئ                                   كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

دار النشر تارابست بضيافة بيت الشعر
ÉDITIONS TARABUSTE est la hôte de la maison
de la poésie

د. رابحة مجيد الناشئ
(موقع الناس)

استضاف بيت الشعر في مدينة ﭘﻭاتيه " دار النشر تارابست " بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيسها بكل فريق العمل فيها، مُديرها جَمَل مَسكاش - Djamel MESKACHE وزوجته وابنته اللتان تعملان معه في ادارة وتسيير شؤون النشر، كما استضاف شاعرتين
تنشر لهما هذه الدار : ساندرين كنود - 
Sandrine CNUDDE، وكاميّ لواﭬﯾٙﺭ -  Camille Loivier

وَجَمَل مسكاش، من أصلٍ جَزائري " قبائلي "، وتتميَّز تارابست، دار النشر التي يُديرها بِجودَة ما تَنشرهُ من مَطبوعاتٍ شِعرية.

بدأ جَمل الأمسية بالحديث عن الدار التي يديرها وعن الضرورة التي أوجبَت تأسيسها قبل 30 عاما ، مؤكداً على أنها مُختصة بنشر دواوين الشعر فقط، ثمَ اسهبَ في الحديث عن الشعراء الذين نشرَ لهم والذين مازال ينشر لهم وعن العلاقات الحميمية التي نُسِجَت معهم بفضل الشعر .

ردَّ جَمل على تساؤلات الجمهور المُحتَفي به، وشرح بالتفصيل طريقة وَ مَراحِل نشر كتاب منذ وصول مسوَدته والى حينَ نشره، ثم اخذ بتقديم الشاعرتين الضيفتين.

بدأت الشاعرة ساندرين بالحديث عن بدايات كتاباتها للشعر وعن اسفارها وترحالها الدائم ، مصدر الهامها الشعري، ثمَ قرأت بعض قصائدها، مع عرضٍ للصور التي ترتَبط بكلِ قصيدة من هذه القصائد.

ولدت الشاعرة ساندرين عام 1971 في باريس، وهي مهندسة للمناظر الطبيعية والتخطيط الحضري، وَساندرين معروفة بطبيعتها البدوية والتأملية وترحالها الدائم، وهيَ تُمارس الترحال سيراً على الأقدام لِتَجِسَ نَبض الأرض بَحثاً عن علاقةٍ مُباشِرة وَحيوية معَ الطبيعة.

تمزِجُ ساندرين ما بينَ الكتابة والتصوير وَتؤكِد في كتاباتها على التجربة المُعاشة كمصدرٍ للإلهام الشعري والفني.
من مؤلفاتها المنشورة من قِبَل دار نشر تارابِست :

- الفراغ والباقي- 2012 .
- ساكِن الفجر - 2016 .

اخترتُ ان اترجمَ للقُراء بعض القصائد لهذه الشاعرة ، منها هذه القصيدة التي تُهديها ساندرين الى :
N. Scott Nomaday

عِندَ مَجيئي الى بيتكَ،
لن أجلِبَ أزهاراً.
سأجيءُ بالشمس بِداخِلَ ظَهري
حتى تُدرِكَ حَقيقةَ أجنِحَتي.
وَمعاً نُغَربِلَ أراضي
النهر الأحمَر

وهذه ايضاً ترجمة لمُقتَطَف مِن قصيدة اخرى للشاعرة ساندرين بعنوان: " أنا مَطرٌ بِلا ظِل " ، َ تحية منها للمصوِّر كُورتيس وَلِحياته التي أمضاها بينَ الهنود الحُمر :

Extraits de « Je pluie n’ai pas d’ombre »
Hommage au photographe E.S Curtis et sa vie passée auprès des amérindiens :

أنا
أَمطرُ
عَبرَ الليل.
أنا – أَتَضاعَفُ،
سِيولة فَريدة مَوروثة
مِن ثَمالَةَ أبي.
أكثَرَ خُصوبة أنا
مِن جَدِ والده.
كُل هؤلاء الآباء عَديمو الفائدة
كَمثلِ شُموسٍ آفِلة.
أنا – مَطرٌ بِلا ظِل.

ثُمَ جاءَ دور الشاعرة والمترجِمة كاميّ لواﭬﯾٙﺭ ، التي تحدثَت كثيراً عن أهمية الترجَمة في رُقي الشعوب وَفي تَواصلها. والشاعرة من مواليد عام 1965، وهي تسكُنُ في باريس وَتعمَل كَمُدَرِسة للأدَب الصيني الذي تُتَرجِم عنه وَعَن الأدب التايواني في آراس، كما تَكتُب كاميّ نصوصاً شِعرية للمَسرَح الفرنسي.

مِن ضمن ما نشَرَته تارابست للشاعرة كاميّ ما يَلي :
Enclos – 2011 – سورٌ
Ronds d’eau – 2013 – جَولة المياه
La terre tourne plus vite- 2016 الأرض تَدور بِسُرعَةٍ أكبَر

قَرأت كاميّ العديد من قَصائدها وَمن تَرجَماتِها عن اللغة الصينية، وقَد اخترتُ ان أترجمَ للقُراء عن الفرنسية قَصيدتها التالية عن أحَد أحياء باريس في فرنسا "مونمارتَر" ، في الدائرة 18 ، والذي يُعتَبَر احَد أهم المكانات السياحية الباريسية. ترسمُ الشاعرة في قصيدتها هذه، صورة لهذا الحي الشمالي من باريس حيثُ تَتَموضَع نقطة الذروة من المُعاناة :

Butte Montmartre avant le jour
تَلَة مونمارتَر قَبلَ النَهار
قَبلَ انطِلاق النهار
الشَوارِعُ فارغة وَمُثيرَة للقَلَق
القِطَطُ ما بينَ الشَبَكات
عالمٌ مُهَيأ
للأطفال
المنطلقين في وَقتٍ مُبَكِّر
على ظُهورِهِم حَقائِبهُم المَدرسية
والشَحرور يُغَني
على التِلة
بَعدَ رَش الأرصِفة
اسمَعُ أغنيةً خاطِفة
آتيةً مِن مَجموعة أشجار
معَ الأوراق
مُستَمِرة
غير مُتَوَقِعة وَخافِتة
ويبدو انَ عامِلاً قَد سَمَعها
بِلا حِراك، مفتاحه مَحصورٌ بينَ يَديه
لكنهُ لا يسمَع
انحِداراً طَفيفاً
وَتَحتَ الأشجار
عُصفورٌ مُنصَرِفٌ الى زَغرَدَتهِ

مُنَبِهات السَيارات
هي لِوَحدِها اغانٍ أُخَر
انها ليسَت بَعيدة
بِفَكاهَةٍ أو باستِخفاف
شَحرورٌ مِن جَديد
أحمَر الحنجرة
مَطرودٌ بِسُرعة
بِشاحِنَةٍ لِجَمع القِمامة
عالَمٌ حيثُ لا يوجَد غير الكناسين والزَبالين
وَبَعض الأطفال المُتَأخرين
أعودُ الى عُزلَتي
لأنَ الساعةَ الوَحيدة القابِلة للاحتِمال منَ النَهار
قَد مَرَّت للتَو

أمسيةً رائعة، تفاعَلَ معها جمهور بيت الشعر وَتَخللتها الكثير من النقاشات الممزوجة احياناً بالنكات وبالدعابة مع الناشر جَمَل مسكاش وَمعَ الشاعرتين ساندرين كنود وَكاميّ لواﭬﯾٙﺭ.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter