|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  10 / 12 / 2015                                 د. رابحة مجيد الناشئ                                   كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

صدور كتابي الجديد في فرنسا
مختارات شعرية: فرنسي - عربي

Anthologie Poétique
Français – Arabe

 د. رابحة مجيد الناشئ

الكتاب يتضمن اختيار وترجمة وعرض لمختارات شعرية من دواوين الشاعر والروائي الفرنسي – البنيني : (برنابه لاي) Barnabé LAYE  .
صدر الكتاب في فرنسا أواخر حزيران – 2015، والكتاب بـ 134 صفحة من القطع المتوسط.

مُتابِعَة وَمُثابرَة على قراءة الشعر العالمي، كان لي اهتمام خاص بكتابات هذا المؤلف من أصل أفريقي وعلى الأخص بشعرهِ الواضح، الأَنيق، الحساس والموسيقي. فمن خلال تَنوع المواضيع يُعَبِّر شعر (برنابه لاي) عن واقع الامور بإخلاصٍ مُتناهٍ. كما أن حساسية هذا الشاعر مكنته من الانفتاح على آفاقٍ مختلفة ومن طرح رسالة الأَمل والحقيقة.

هذهِ هي الأَسباب التي دَفعتني لتحقيق هذهِ المختارات الشعرية لبرنابه لاي وترجمتها إلى اللغة العربية، لاعتقادي بأن هذا الشاعر يستحق أَن يكونَ معروفاً على نطاقٍ واسعٍ في العالم، لاسيما في البلدان العربية.

هذا الكتاب مَعروض بالنصوص الفرنسية الأَصلية للقصائد على الجانب الأيسر ويقابلها الترجمة العربية في الجانب الأيمن، وفقاً لمنطقِ اللغة العربية التي تُكتَب وَتُقرأ مِن اليمين إلى اليسار.

وِلِدَ (برنابه لاي) في بورتو نوفو، في بنين وبعدَ دراسات أكاديمية في كليات الطب لمدينتي بوردو وباريس، مارس مهنته كطبيب مستشفيات في مدينة باريس. وهكذا، وخلال سنوات عديدة استطاعَ (برنابه لاي) أن يحَققَ ولَعه المزدوج : الطب والأدب : ‹‹ أَنا طبيبٌ في النهار، وَكاتبٌ في الليل، ولكن عليَّ أَن أَعترِف بأَنَ الطبيب هو الذي يُغذّي الكاتب ››.

وحينَ يُسأل الشاعر عن مصدر ولعه الأدبي يقول : ‹‹ بعدَ قِراءَتي لرواية ألن باتو  
Alan PATON  من جنوب أفريقيا، بعنوان : "ابكِ يا بلدي الحبيب"، هاجَت مَشاعري تماماً، كما لو أَنني تلقيتُ وحياً، من المحتم عليَّ أن أَكتبَ مؤلفات أَدبية وشعرية بلغةٍ بسيطة وَ واضحة ومجردة من التزويق مثل أَلن باتو، وَ اعتقد بأن هذهِ هيَ الطريقة لأجل السماح لموسيقى الكلمات الاقتران باضطرام المشاعر... كان عمري آنذاك خمسة عَشرَ عاماً ››. ثم يستمر بسرد قصة افتتانه بالأَدب : ‹‹ اعترفتُ لوالدي برغبتي في أَن أصبح كاتباً، لكنه لم يُرحب بحماسة لفكرتي هذهِ :” ابني، هذهِ ليست مهنة لأسود، هذهِ ليست مهنة لنا “ ››.

‹‹ والدي كان في الواقع يأمَل بأَن أَصبحَ طبيباً، والحَقُ يُقال، هذهِ الفكرة لم تسبب لي إِزعاجاً. و هكذا أخترت دراسة الطب لإرضاء والدي، إلا أَن حلمي في الكتابة ظلَّ مُتخفياً في ذهني وفي قلبي. وَ من جهةٍ أخرى ولأسباب لا يمكن لي شرحها، وَجدتُ بأَنَ الطب مهنة شاعرية إِلى أَبعد الحدود ››.

نشرَ برنابه لاي مجموعات شعرية بعناوين مثيرة للذكريات :

حنيناً لأَيام مَضتْ،
مَسارات الحرية،
كعلامةٍ في الليل،
قِداسٌ لبلدٍ مُغتال،
قَصائِد للغائبة،
انتظار طويل جداً،
بزمن الشك والصمت الساكن،
غسق التحولات.

في السنوات الأَخيرة، البعض من مؤلفاته تُرجمَت إلى لغاتٍ عديدة : إلى الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية ( برازيل ) والآن إَلى اللغة العربية.

حصل هذا الشاعر في فرنسا على جوائز عديدة، لاسيما جائزة أميل نيليجان في عام 2010 عن جميع أعماله الشعرية.

المؤلفات الشعرية لبرنابه لاي مُدهشة وبأقصى درجات الجمال الشعري، من خلال اسلوبه ومن خلال الموسيقى المتفردة التي تسري ما بين سطور قصائده. كما أن الكثير من شعره مُسجَل في صميم المناقشات الاجتماعية والديمقراطية، وفي قلب الانشغالات والقلق لنساءِ ورجالِ اليوم. بالنسبة له، ان الأمر يتعلق دائماً بالإنسان ، في تأكيد هوية المشاركة ، في الوعي الجماعي وفي حماسة الاندفاع نحو الجمال والحقيقة. إنها معركة الإنسان لأجلِ تحقيق الأمل بسيادة الحب والعدالة والمساواة .

يعتبر برنابه لاي من الأصوات الرئيسية للجيل الحالي للكتاب الناطقين باللغةِ الفرنسية و البعض من أعماله تخضع لأعمالٍ أكاديمية.
برنابه لاي يكرسُ نفسه الآن كلياً لولعه الكبير، الكتابة، وهكذا يحقق تماماً حُلم الشباب الخالد.

 




 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter