| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رشيد كَرمة

rashid_karma hotmail .com

 

 

 

الأثنين 24/1/ 2011

 

 كنتُ في تونس *
(2)

رشيد كَرمــــــة 
 

تتشابه الشعوب العربية في الكثير من الأشياء الأراس منها إستكانتها للسلطة (الدينية),وفي تونس حيث تحققت الكثير من الطفرات الحداثية بعد رحيل المستبد الأول "بورقيبه"ألا ان المستبد الثاني "بن علي"إعتمد طريقاً للتعامل الإقتصا ـ إجتماعي وذلك عبر حظر تجمعات دينية سياسية سلفية وتحجيمها إضافة إلى منع نشاط اليسار التونسي ومنهم العمال الشيوعيين وتم رصد حركة النقابات والمنظمات, والذين سلكوا طرقاً عدة للوصول إلى الناس وذلك عبر المسرح والفنون التشكيلية,ولقد إلتقيت بجمهرة جلهم من الشبيبة تفيض حيوية بمعية الفنان (رياض.....) والفنانة (ليلى) اللذان أقدما على إستغلال موسم السياحة لنشر أفكارهما عن طريق اللوحة الفنية التشكيلية,وقد استقطب المعرض المفتوح إقبالاً يلفت النظر طبقا للموضوعات التي تناولوها والتي تركزت على تسييس الدين,وسعي الرجعية للإجهاز على ما تحقق للمرأة مثلاً,ولضيق الوقت سألت أحد التشكيليين عن مدى قناعة (التوانسة) بمواجهة المتدينيين من خلال الفن,وكانت إجابته واضحه وصريحة :بإن تونس تموج بالأفكارالدينية التي تعم العالم العربي والإسلامي وإصطحبني إلى أزقة يبدو أن لا علاقة لها بما نتحدث ونشتهي,أزقة تعيش مع الفقر وتحولت بيوتها إلى ما يشبه الصومعة,شبيبة أطلقت لحاها تنتظر آذان السلطة الدينية والتي لاتنفك ان تعلنها كل حين,في الوقت الذي يَكرفُ فيه المتسيدون على أموال وحقوق الناس ,ثمة امرٌ آخر يلاحظ في سيمائيات الناس وكأنه آلية للشروع في ولوج الطريق الديني فتبدلت الألبسة وشاع الحجاب والجلباب وشرعن البعض تأسيس مقاهي خاصة للنرجيلة (للمحافظين ) لذوي اللحى والمحنطات ولكن بطريقة تونسية تسمع من خلالها إلى صوت (أمينة فاخت) هذا الواقع التونسي ينتج بهذه الشاكلة التضاد بين القديم والجديد بين الحاكم والمحكوم وكلاهما يخضعان للسلطة الدينية ,التي تسعى لأبعاد الثقافة التنويرية بنصوص الأصول الرجعية , ومع الأسف الشديد إختفت في ادبياتنا الكثير مما كنا نتداوله بحق أزاء من يسعى لأيقاف عجلة تطور الفكر الإنساني ,فالرجعية المحلية سواء في تونس وغيرها من البلدان الإسلامية ومنها بلدنا العراق لابد من التصدي لها بإستمرار ومن الخطأ مهادنتها ومجاملتها على حساب وعي البشر وما يحدث اليوم في تونس يصب في إحتواء منجزات حداثية فرضها الواقع الجغرافي والتأريخي التونسي تحققت في عهد حزب ورئيس مستبد. ويبقى الفقراء طُعْماً سهلاً لمروجي التخدير في ظل هذا الصراع الطبقي الأزلي الذي لابد منه .
 

كانون الثاني عام 2011 السويد
 

* ثلاث مقالات كنت في تونس.
 

 كنتُ في تونس (1)

 


 


 

free web counter