|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  23  / 8 / 2015                                 رواء الجصاني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

"حزمة ثالثة" من التساؤلات حول التظاهرات في العراق

رواء الجصاني

... وتستمر التساؤلات بشأن تظاهرات جماهير العراق، المشروعة، من أجل الاصلاح والأمن والنهوض، كما يهدف اليها المخلصون جميعاً... وإذ تستمر، فلابد للتساؤلات عنها، وحولها، ان تطفو أيضاً، من أجل ألا يستغلها المتربصون والطائفيون والغوغائيون، و"الداعشيون" السياسيون، وأنصارهم وحواضنهم، وهكذا تأتي هذه "الحزمة" الثالثة بعد ان نشرنا في الأسبوعين السابقين، أولاها، وثانيتها :

هل حقاً ان هناك بعض تداعيات سلبية، وقلق وانكفاء بدت، أو تكاد - بسبب التظاهرات - عند بواسل ومجاهدي القوات العراقية، بمختلف تشكيلاتها: جيشاً وحشداً وفصائل أخرى، ولمصلحة مَنْ ذلك؟... ألا يجب ان يزيد التركيز على ان التظاهرات أولاً لدعم أولئك المقاتلين المقاومين للارهاب، على "ساحات" الكفاح ضد داعش؟.

ألم يحن الوقت الآن، لفرز وتدقيق الشعارات والأهداف التي يرفعها ويطالب بها المتظاهرون النجباء، بعيداً عن المبالغة والتسرع والاجمال؟... ألا تسبب الشعارات والمطالبات مثل: "الجذرية" و"اليوم اليوم وليس غداً" ببعض الغلو والتشدد غير المناسبين، مما يدفع بالفاسدين والمتسلطين للتوحد، والمجابهة والمواجهة، ضد المتظاهرين، والانقضاض؟!... أما يجب الاحتراز من ذلك، قبل ان يحصل ما قد يحصل دون حاجة ضرورية؟.

أليس من الواقعية، والموضوعية بمكان، ألا تـُهـمل الاستفادة من تجارب "الربيع" السوري، والليبي، واليمني، حينما سقطت تلكم البلدان في متاهات الدمار وأنهار الدماء؟.. أما ينبغي على النخب السياسية الوطنية، والمثقفين العراقيين، بحق، أن يكونوا موجهين للجماهير، وبوصلتها، لا مسايرين لها، دون حسابات الحقل، والبيدر؟.. أما من فائدة جلّى في تبني حكمة "من أراد أن يُطاع فعليه أن يأمر بما هو مستطاع"؟!.

وفي ضوء الفقرة السالفة، هل يحق التساؤل مجدداً عن صلاحية وجدوى الديمقراطية المبتغاة، وإمكانية إشاعتها في بلدان مثل بلداننا، حيث الوعي الاجتماعي، والتعليمي، والسياسي، في مستويات لا تستوعب حتى اوليات مثل تلكم "الديمقراطية" في احايين كثيرة ؟... وبالمقابل، هل يعني – خلاف ذلك – ان يُدعى لمزيد من الحزم والضبط، والقوة، وان لفترة زمنية محددة، وإن تطلب الامر: تعطيل بعض فقرات الدستور، حين تقتضي الظروف الموضوعية من اجل انقاذ البلاد، بحسب رؤى البعض واجتهاداتهم؟.

ثم، هل من الصحيح المبالغة في تقدير حجوم وقوى التظاهر، من أجل التحريض و"التثوير" فيقال ان الآلاف المؤلفة في ساحة "التحرير" ببغداد وشبيهاتها في المحافظات، هي صوت الشعب كله؟ ...وإذا كان ذلك صحيحاً، فبماذا سيكون الرد حين تقارن تلكم الآلاف بملايين الصامتين، دعوا عنكم المؤيدين لمافيات الفساد، والمنتفعين، والمتسلطين وتجار السياسة قديمهم، والجديد؟!.

وفي سياق ما سبق، هل باتت منابع، وينابيع ومنابت المشاركين في التظاهرات هي التي يعوّل عليها في الاصلاح والتغيير؟!... وان لم تكن كذلك، فهل يعني ذلك ضرورة الانتظار الى حين ان تكون تلك "الينابيع"، و"المنابع" من مواقع، ومنابت وقواعد، وفئات، بل وحتى طبقات أخرى؟.

وأخيراً أليست هذه التساؤلات محبطة للعزائم، والتثوير، بحسب حالمين وطموحين من جهة، كما وذاتيين وشعبويين من جهة ثانية، وخاصة اولئك الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما حدث، ويحدث، في البلد العجيب ؟.. أم انها - هذه التساؤلات- حريصة على ان تكون الأمور في مسارات أكثر موضوعية وواقعية، ولكي لا يستغل هذا الحراك الجماهيري، أصحاب السوابق الذين ساهموا، ويساهمون - فعلا او كتابة او قولاً- في احراق البلاد العراقية وأهلها، منذ سنوات طوال، تحت شعارات "الوطنية" ومقارعة "الاحتلال" و"الثورية" وما شابه ذلك؟.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter