|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  16  / 8 / 2015                                 رواء الجصاني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عشرة تساؤلات اخرى حول التظاهرات
الاحتجاجية في العراق

رواء الجصاني

نعود، وقد لا يكون العَود احمدَ هذه المرة، للحديث عن بعض شؤون التظاهرات الاحتجاجية في العراق ... ومع ذلك دعونا نضيف للتساؤلات التي أبحنا بها قبل ايام قليلة، بذات الشأن، ولا ندري هل كانت في مكانها ام خارجه؟! .. ثم لا ندري ايضاً هل ستكون لاضافاتها التاليات ما قد يثير اهتمام ذوي الصلة، وهم الأولى بالامر أولاً واخيرا ؟!... ولكن عسانا ان نشارك، فنصيب، وأن بأوسط الايمان :

1- وأول الغيث، واهمه، هو ما بات يلفتُ الانتباه الى ان المعركة الالح، والارأس، ونعني بها الحرب مع، وضد، داعش واربابها وحواضنها، راحت في الموقع الثاني - على الاقل- عوض ان تكون الاول دائما، وذلك بسبب طغيان اخبار التظاهرات، دعوا عنكم المزايدات بشأنها؟!... فأما يتطلب الامر ان تبقى الانظار والقلوب، والعقول باتجاه جبهات القتال، وبشكل موحد؟!.. وان يُصار للتأكيد دائماً : ان معركة "ساحة التحرير" واحدة من معارك الحرب مع الارهاب والظلام ...

2- ثم، وبالارتباط مع ما سبق، هل بالمقدور- فعلاً- ان تتحقق الاصلاحات بمستوى جدي، وان تقوم الدولة المدنية - ودعونا عن العلمانية الان - جنبا الى جنب دولة "داعش" الدموية الوحشية ؟! ..

3- ولان الشئ بالشئ يُذكر، بل ويتشابك، نتساءل: اليس من واجب القادرين، ان يعينوا الناس ويوضحوا لهم بان "اصلاح" العراق لن يتحقق بمعزل عن الواقع والظروف والصراع الدولي والاقليمي والعربي؟ .. اليسَ في تلك المصارحة المؤملة والمبتغاة ما يفيد اصحاب الشأن، كما والناس عموماً، لكي لا تذهب جهودهم واحتجاجاتهم صرخات في فضاءات الخيال.

4- أما آن الاوان للتعامل الواقعي، وبعيدا عن العاطفة، مع موضوع "فدرلة" العراق، ومحاولة اعادة توحيده، حقناً لدماء وتضحيات مجاهدي الجيش والحشد وعموم المكافحين البسلاء ؟!.

5- ترى أليس من الضرورة ألا تبالغ النخب السياسية، والمثقفة، في التفاؤل المفرط بما سيتحقق من نتائج و"اصلاحات" مطلوبة، لكي لا تنكفئ الجماهير اذا ما لم يتحقق حد ادنى، ولا نقول أوسط، من المطاليب، فتتخلف الناس عن المشاركة في اية دعوات لاحقة للتظاهر والاحتجاج؟.

6- وفي شأن مترابط تماما، يتساءل الكثيرون عن سبب كتمان اسماء وعناوين الجهات المنظمة / المنسقة/ للتظاهرات، وكم مريح وضروري ان جرت الاجابة على تلكم التساؤلات، او اعلان اسباب الكتمان على الاقل. وخلاف ذلك فقد تسود التكهنات والمزاعم والاقاويل... اما التداعيات بشأن ذلك، فمعروفة لذوي البصيرة على ما نزعم .

7- و... أما ترون معي بأن التشدد في الشعارات امر مبالغ به، وربما يتسبب بما لا يراد؟.. اليس من الاصح - وسأتحدث بكل مباشرة هنا - ان يتغير الاطلاق والتعميم في شعار "نواب الشعب، كلهم حرامية" الى بديل اكثر واقعية وهو "النصف" وليس "الكل" ... مثلا؟!.

8- وما دمنا في عوالم الشعارات، أما في هتاف "باسم الدين، باكونه الحرامية" ما قد يستفز شرائح كبيرة ويضعها في تقاطع مع الاخرين، دون حاجة وضرورة حقيقيتين؟!... هل ادخال "الدين" في التظاهرات حال مناسبة، وثمة ملايين قد تتصادم، او يجري دفعها للتصادم مع المحتجين الاخرين بسبب هذه "الكلمة" الوحيدة لا غير، وان جاءت بمعنى الايجاب والمديح ..

9- ثم، وهنا ربما تكرار مفيد، لعلّ وعسى ينفع التذكير، أليس من الاكثر حكمة الا تعلو هتافات عراقيي "الخارج" بأزيد مما تفيض به مطاليب مواطنيهم في البلاد، فأهل "ساحة التحرير" ادرى بشعابها، ولكي نحجّم ما قد يُقال عنا - نحن العراقيين في اوربا والمهاجر الاخرى - بان حماسة الرقص تأخذنا "باشدّ مما ينفخُ الزمّارُ" ...

10- اخيرا، أو ليس من التحضر- والجميع راح يزايد اليوم بهذه الكلمة ذات الالف مغزى ومغزى - ان يكون اليراع النبيل، اساس الحوار والتداول بشأن التساؤلات اعلاه، وسابقاتها، وبعيداً عن الاحكام المسبقة، و"العواطف" والسباب المتهافت؟!.

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter