|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  5 / 8 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

جديد انجيلا ديفز .... دراسات في الحرية

رشيد غويلب

ولدت المناضلة الشيوعية إنجيلا ديفز عام 1944 في مدينة برمنغهام في ولاية الاباما الأمريكية وتحولت إلى رمز نضالي عالمي لحركة اليسار، والحركة النسوية العالمية، وحركة الدفاع عن الزنوج في العالم، وبفعل نضالها الثابت والمستمر ضد الاضطهاد و العنصرية ومن اجل الديمقراطية،وحقوق السجناء السياسيين وضعت الشرطة الاتحادية اسمها ضمن قائمة تحتوي على اخطر عشر "مجرمين" في الولايات المتحدة الأمريكية، وجرى اعتقالها في عام 1970 لتمضي في المعتقل ستة عشر شهرا، واجهت خلالها خطر عقوبة الإعدام بعد اتهامها زورا بالخطف والقتل العمد، و على اثر هذا الاتهام الشائن اجتاحت أنحاء العالم كافة موجة كبيرة من التضامن شارك فيها الملايين. وفي 1972 أطلق سراحها بعد أن أثبتت براءتها من التهم الباطلة التي وجهت أليها.

درست إنجيلا ديفز الفلسفة وعلم الاجتماع واللغة الفرنسية ضمن اختصاصا ت أخرى في الجامعات الأمريكية وجامعة فرانكفورت ألألمانية الغربية وعلى أيدي أشهر الأساتذة في حينه، ورغم عبورها سن التقاعد لا تزال تعمل كأستاذ محاضر في جامعة كاليفورنيا في مدينة" سانتا كروز" الأمريكية لمادة تاريخ الوعي، والدرسات النسوية، بالإضافة الى ذلك فهي كاتبة معروفة والمتحدثة باسم الحملة المضادة لعقوبة الإعدام. ان دورها النضالي جعلها واحدة من المع المثقفين الجذريين في الولايات المتحدة الامريكية. وما تزال ديفز تلقي المحاضرات الهامة في الجامعات وفي فعاليات العديد من المنظمات السياسية والاجتماعية، ولعل محاضراتها الجديدة في شهري ايار وحزيران 2013 ، التي يمكن مشاهدتها وسماعها على  www.youtube.de  ، مثالا على ذلك.

وفي دراساتها الاخيرة اهتمت وتهتم دائما بالترابط بين مختلف اشكال الاضطهاد، ومختلف الحركات التي تتشكل لمقاومتها، في اطار نضال واسع النطاق ضد الليبرالية الجديدة ومنطقها المعادي للإنسان وآلياتها في السلطة.

ان عدم خلق ترابط بين اشكال النضال ضد مستويات الاضطهاد المختلفة، وحصر النضال ضد محور قمع هذا اوذاك، سيؤدي الى اختلالات خطيرة، وهذا ما يعكسه اهتمام انجيلا ديفز في دراساتها خلال الـ 15 سنة الاخيرى حول تطور "مجمع السجون الصناعي" في الولايات المتحدة الامريكية (يبلغ معدل نزلاء السجون في الولايات المتحدة يوميا 2 مليون مواطن، وقد تم خصخصة السجون، وبواسطة العمل الاجباري الذي يقوم به السجناء، تحقق الشركات ارباحا هائلة). واذا ما فكر السجناء بالهرب يتم اطلاق النار مباشرة على الرجال، وتطلق رصاصة تحذيرية اولا على السجينات الهاربات. وهناك منظمات نسوية تطالب- باطلاق النار مباشرة ودون تحذير على النساء ايضا، عملا بمبدأ المساواة بين الجنسين (
ص 78).

وتسعى ديفز دائما لتوحيد جميع القوى المعارضة. ولا تتعب مستميعيها باعادة تأكيدات على الرؤى السابقة، بل تحاول الكشف عن كل ترابط جديد. ولهذا نراها مثلا تتحدث مع النقابات حول مشاكل النساء وخصوصياتهن، وتتحدث مع المنظمات النسوية حول المسائل الطبقية، وخصوصا حول كيفية خوض النضال ضد الخصم المشترك.

وهي تقوم بذلك منذ صدور كتبها " المراة، العنصرية، والطبقة" (برلين الغربية 1982) ، " المراة، الثقافة والسياسة" (1984)، ودراستها الرائعة "موروثات موسيقى البلوز وحركات النساء السود" (1998) حول مطربات موسيقى البلوز جيرترود ريني، بيسي سميث وبيلي هوليداي، و "هل السجون بالية" (2003)، وهي دراستها الرائدة حول نظام السجون وجذوره في العبودية، وكذلك "إلغاء الديمقراطية" (2005)، الذي اشارت فيه الى حركة الغاء العبودية، وضروة تحولها الى حركة جديدة للمطالبة بالغاء جميع اشكال الاضطهاد المضادة للديمقراطية الحقيقية على جميع الاصعدة.

ومن الطبيعي ان تجد انجبلا ديفز في عام 2013 في تظاهرات "حركة لنحتل" والحركات المثيلة لها. والكتاب الجديد لها هو "معنى الحرية" ويجمع في صفحاته محاضراتها غير المنشورة مابين 1994 – 2009 حول هذا الموضوع والمحاور القريبة منه. وعبر طريق حياتها الطويل تؤكد دوما على الترابط بين القضايا المطروحة، وتذكر مستميعها وقرائها ان الحصول على الامكانيات الديمقراطية مرة واحدة، لا يعني ضمان استمرارها، بل يجب، وارتباطا بطبيعة الخصم، العودة دائما للدفاع عنها. ان معنى الحرية بالنسبة لها مرتبط دوما بالنضال، ولا يمكن تصوره قطعا بدون الاخير. وكتابها الاخير" معنى الحرية وحوارات اخرى صعبة" الصادر في سان فرانسيسكو في عام 2012 يضم 12 خطابا وكلمة تعود لعام 2009 ينتهي بهذه الكلمات " نخوض نفس نضالاتنا كل عام من جديد. وسوف لن نكسبها مرة واحدة والى الابد، ولكننا في عملية النضال التي نخوضها سوية، نتعلم اكتشاف الجديد، الذي ما كنا لنراه، وهكذا نثري تصورنا عن الحرية".


* المصدر: Juergen Koester/ wwww. Kommunisten.de   



 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter