|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  29 / 12 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

احداث العام 2013 في سوريا

تفاقم الصراع واتساع نطاق التقتيل والتدمير وجماهير الشعب هي الضحية

رشيد غويلب

ازداد الوضع السوري، خلال عام 2013 سوءا، وطالب نداء جديد للأمم المتحدة بتوفير أكثر من 6 مليارات دولار، لمواجهة الكارثة الإنسانية في سوريا وفي البلدان المجاورة. وتتحدث مختلف منظمات الأمم المتحدة عن "حرب صامتة ضد التنمية البشرية والاقتصادية في سوريا". والمستفيدون هم، منذ البداية، تجار السلاح ومهربو البشر والمخدرات.

في بداية العام الحالي قام سلاح الجو السوري بشن هجمات على ضواحي دمشق، التي كانت المجاميع المسلحة قد احتلتها في وقت سابق، وقد أدت عمليات القصف، والمعارك بين الطرفين الى سقوط مئات الضحايا، وفرار آلاف المدنيين في كل الاتجاهات. وتزايدت أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار، وضمنها العراق. وردا على بيان، الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي لسوريا، بمناسبة العام الجديد، أعلن رئيس الوزراء السوري وائل الهالكي استعداد حكومته للتجاوب مع أية دعوة إقليمية، أو دولية لحل النزاع بالطرق السلمية. وسبق للإبراهيمي ان طرح مشروع خطة لوقف إطلاق النار في سوريا. وتنطلق مبادرة الإبراهيمي من" اتفاق جنيف" في حزيران 2012. ولم يلق اقتراح وقف إطلاق النار في كانون الثاني 2013 آذانا صاغية من مجموعة "أصدقاء سوريا".

وتلبية لطلب تقدمت به تركيا لحلف الناتو، تم نشر صواريخ "باتريوت" في منطقة الحدود التركية – السورية، وأرسلت كل من الولايات المتحدة، ألمانيا، وهولندا وحدات عسكرية. وتحولت هذه المنطقة الى بوابة لإرسال الجهاديين الأجانب الى داخل سوريا، فضلا عن التأهيل العسكري لمجاميع من اللاجئين السوريين داخل مخيماتهم، وبهذا ازدادت أعداد الجهاديين، الذين يمارسون الإرهاب باضطراد. وفي آذار الفائت نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا حول حجم التسليح، الذي يتمتع به الإرهابيون الأجانب. ان معظم المعدات العسكرية تصل للمجاميع المسلحة من قطر تتليها السعودية والأردن.

ومع تصاعد العمل العسكري، واتساع نطاق التدمير، وتزايد مخاطر قيام الولايات المتحدة بضرب سوريا، وافق النظام السوري على المقترح الروسي بتدمير ترسانة النظام من الأسلحة الكيمياوية، بموجب قرار من مجلس الأمن، في إطار الجهود الروسية – الصينية للوصول الى حل سياسي للصراع المعقد الدائر في البلاد. ومن الجدير بالذكر ان جدلا سياسيا وإعلاميا واسعا دار حول حجم وإمكانية امتلاك المسلحين المناوئين لنظام الأسد للسلاح الكيماوي، وعن أي من الطرفين قد قام باستخدامه فعليا.


وفي مؤتمر دولي للدول المانحة، عقد في نهاية كانون الثاني في الكويت، وعدت فيه الدول المشاركة، بتقديم مساعدات إنسانية تبلغ قيمتها أكثر من 1.5 مليار دولار لضحايا الحرب في سوريا، والدول المجاورة. وخصص ثلث المبلغ لدعم الداخل السوري، في بلد أرجعه الصراع المسلح عقودا الى الوراء ويتوقع خبراء اقتصاديون أن إعادة بناء سوريا تحتاج الى 30 عاما. لقد تحولت المدارس والمستشفيات إما الى خرائب، أو يستخدمها المسلحون كقواعد، أو تحولت الى مساكن للنازحين. وقد تأثرت مرافق أخرى من البنى التحتية مثل المناطق السكنية والطرق والجسور بسبب القتال. وإمدادات الطاقة غير كافية، لأن الشبكات دمرت بفعل العمليات العسكرية.

وأدت الحرب إلى سقوط أكثر من 100 ألف ضحية، وتقدر تكاليفها بالمليارات، وبلغت أعداد النازحين داخل سوريا 6 ملايين تقريبا، ويبلغ مجموع المتضررين من الحرب عموما 9 ملايين. وتتحدث المنظمات الإنسانية عن وجود 2 مليون لاجئ خارج البلاد. ويعتبر ممثل الإبراهيمي، مختار ليماني "انعدام الثقة" بين الأطراف المتصارعة، اكبر عائق يحول دون التوصل الى حل سياسي، وعليه فان المجتمع السوري، الذي يتمتع بتعددية دينية، قومية، ومذهبية مهددا بالتمزق.

ومن المقرر ان يعقد في نهاية الشهر المقبل مؤتمر في مدينة مونترو السويسرية، يشهد لأول مرة حوارا مباشرا بين وفد سوري حكومي ووفود تمثل أطرافا من المعارضة. وقد اتفق الروس والأمريكان على تحديد القوى والتحالفات التي ستمثل المعارضة في المؤتمر، ويبدو ان الذين عملوا طويلا من اجل تغيير جذري سلمي في سوريا سوف لن يكونوا مشاركين، في المؤتمر الذي ستحضره أكثر من دولة ومنظمة عالمية، أي ان التمثيل الحقيقي للشعب السوري سيكون محدودا.

وبدأت في آذار 2011 حركة احتجاج واسعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، للمطالبة بالديمقراطية السياسية وحقوق الإنسان، والمطالبة باصلاح سياسي جذري، وبالعدالة الاجتماعية، ولكن تصاعد الصراع، والتدخلات الإقليمية، والدولية المفضوحة، حولت الصراع الداخلي الى مشكلة تهدد مخاطرها الاستقرار في بلدان المنطقة، وقضية السلام في العالم، وتعزز الاستقطاب الطائفي – السياسي القائم في بلدان الجوار، وبضمنها العراق.


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter