|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  29 / 7 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رغم استمرار تداعيات الأزمة المالية
فرص جديدة لصعود اليسار الإسباني المتحد

رشيد غويلب

بعد مرحلة من الضعف مرّ بها "اليسار الاسباني المتحد"، الذي يلعب فيه الحزب الشيوعي الاسباني دورا متميزا؛ يعيش التحالف حالة من الصعود منذ الانتخابات البرلمانية في عام 2011، التي حصل فيها على 7 في المئة، واحتل بذلك 11 مقعدا في البرلمان الاسباني. واليوم تمنحه استطلاعات الرأي نسباً متقدمة تصل إلى 19 في المئة. في حين تعكس نفس الاستطلاعات خسارات لحزب الشعب اليميني الحاكم، والحزب الاشتراكي الاسباني بعد سنوات من التراجع الاقتصادي لقاعدتهما الاجتماعية.

في عددها الصادر في 24 تموز نشرت، جريدة "اليونغه فيلت" الألمانية (العالم الشاب)، حوارا مع كايو لارا منسق اليسار المتحد، ورئيس كتلة اليسار المتعدد في البرلمان الاسباني، تناول فيها الأزمة وانعكاسها على الخارطة السياسية في بلاده والفرص الجديدة المتاحة لليسار المتحد. وفي ما يأتي أهم الموضوعات التي تضمنها الحوار:
في البداية أكد لارا ان أزمة نظام الحزبين، الذي كان يطبع الحياة السياسية أصبحت واضحة، ويستمر انخفاض الدعم الجماهيري لهذا النموذج، وأصبحت الناس تضع في المناقشات العامة جدوى نظام الحزبين في تساؤل، فضلا عن ظهور نتائج التراجع الاقتصادي مع مرور الوقت أكثر فأكثر للعيان. والناس سئموا هذا التبادل العقيم للسلطة بين الحزبين، وبدأوا البحث عن بدائل سياسية للمشاكل الحقيقية في المجتمع.

وفي هذا السياق يأتي الصعود الذي يشهده تحالف "اليسار الاسباني المتحد"، مقابل الهبوط المريع الذي يعاني منه الحزب الاشتراكي، بحيث أصبح الفرق بين الفريقين ضئيلا جدا. وبهذا الخصوص يشير لارا إلى ان اليسار المتحد يريد إحداث تغيير في الوضع الذي تعيشه البلاد، ويضع مصالح العاملين في الإطار الأوسع نصب عينه. وان اليسار المتحد يمكن ان يقدم حلولا ملموسة للمشاكل، التي يعاني منها العاملون، مثل البطالة، قضم نظام التعليم، النظام الضريبي، وحقوق المتقاعدين. وهذه هي أولويات اليسار المتحد في مواجهة الليبرالية الجديدة، بغض النظر عن طبيعة الحزب الذي يتبناها. وفي ظل هذه الشروط يستمر عمل التحالف من اجل التراجع عن السياسات التي قادت البلد إلى ما هو فيه الآن، وإعادة القرار السياسي المستقل إلى الشعب بعد ان حرمته الحكومات المتعاقبة منه، ومنحته للأسواق للتصرف به بحرية.

ويعتقد لارا ان تزايد شعبية اليسار المتحد ليس ظاهرة مؤقتة مرتبطة باستياء الناس من الأزمة، بل يعكس رغبة حقيقية في إحداث التغيير السياسي. وان تزايد شعبية اليسار في صعود مستمر منذ عام ونصف، ويعكس هذا الصعود تغييرا اجتماعيا شامل وعميقا، استجاب له اليسار المتحد وتعامل معه. والسخط الجماهيري من الوضع الحالي واضح جدا، كما هو الإحباط وخيبة الأمل من الطريقة التي تعاملت بها الأحزاب الرئيسية مع الأزمة. وهذه العوامل تؤدي إلى تآكل هياكل النظام السياسي، التي عفا عليها الزمن، وسيجد ذلك انعكاسه في الانتخابات القادمة. واليسار الاسباني المتحد مستعد للجولة القادمة.

وبشأن علاقة اليسار المتحد بالحركات الاجتماعية يؤكد لارا، ان التيار المتحد يعتبر نفسه حركة سياسية اجتماعية، ولا يحصر دوره في طابعه الحزبي، وان أعضاءه ينشطون في العديد من الحركات الاحتجاجية، التي انبثقت في اسبانيا خلال السنوات الأخيرة. ويشعر نشطاء اليسار المتحد بالراحة من عملهم المشترك مع هذا الجزء من المجتمع، ولا يسعى اليسار المتحد الى قيادة هذه الحركة أو فرض الوصاية عليها.

ويعرض لارا في الحوار تصور تحالفه لمعالجة مشكلة البطالة المتفشية في اسبانيا، التي يصل عدد العاطلين عن العمل فيها الى 6 ملايين، أكثرهم من الشباب، ويقول ان تحالف اليسار يريد تجاوز البطالة بواسطة تنمية اقتصاد منتج ومستدام، وان الموارد المالية متوفرة، اذا تم القضاء على التهرب من دفع الضرائب، واعتماد نظام ضريبي تصاعدي، يقاس على أساس حجم الثروة الفردية، ويعد هذا مدخلا لإقامة نموذج اقتصادي يوفر إمكانية اكبر للعمالة، ويعتمد تمويل تنمية القطاع العام، والشركات المتوسطة والصغيرة. وفي المدى البعيد، من الضروري اعتماد سياسة تصنيع تدعم السوق الداخلية، وتحفز الطلب والاستثمار. وقدم تحالف اليسار خطة للتأهيل والتشغيل، يتم تمويلها من خلال العمل المشترك بين الدولة والبلديات.

وفي ختام الحوار يؤكد لارا استعداد تحالف اليسار الاسباني الموحد لتشكيل الحكومة القادمة في حالة فوزه، ويستند التحالف في هذا الى قدرات كادره وخبرتهم خلال العمل في حكومات الولايات، وإدارة البلديات، فضلا عن برنامج واقعي وثقة عالية بالنفس.



 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter