|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  28 / 8 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مع تصاعد خطر اعتماد خيار الحرب ضد سوريا

قوى السلم في العالم ترفض الحرب وتدعو لحوار شامل

رشيد غويلب

تناقلت وكالات الانباء اخبارا عن عزم الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الناتو، وخصوصا بريطانيا وفرنسا، شن حرب على سوريا في الايام القليلة القادمة، بحجة انهاء الصراع الداخلي الدائر منذ عامين بين السلطة السورية والمجاميع المسلحة المعارضة لها.

ويجري توظيف استخدام الاسلحة الكيمياوية في المناطق القريبة من دمشق غطاء لشن الحرب المرتقبة، وعلى الرغم من ان التحقيقات الدولية، ولساعة اعداد هذا التقرير، لم تتنه بعد، ولم تحدد الجهة المسؤولة عن استخدام السلاح الكيمياوي المحرم دوليا، الا ان تصريحات المسؤولين، ووسائل الإعلام في البلدان المذكورة وحلفائها بدأت بقرع طبول الحرب. وتتحدث بعض وسائل الاعلام عن امكانية قيام الولايات المتحدة الامريكية بضرب المواقع العسكرية السورية في الصباح الباكر لليوم الاول من ايلول المقبل.

وبتزامن هذا التوقيت مع الذكرى 74 لاندلاع الحرب العالمية الثانية، ففي الاول من ايلول عام 1939 قامت قوات المانيا النازية بالهجوم على الاراضي البولونية، معلنة عن بدأ واحدة من ابشع الحروب في تاريخ البشرية. لقد خلفت تلك الحرب 60 مليون قتيل، عدا مئات الآلاف من الجرحى والمهجرين، ناهيك عن التدمير الهائل الذي لحق باكثر البلدان التي اشتركت في العمليات العسكرية. ولعل الدرس الكبير الذي استخلصته الشعوب الاوروبية من الحربين العالميتين اللتين شهدهما القرن العشرين جسده الشعار المعروف للنقابات وحركة السلام في القارة: " لا للحرب لا للفاشية مرة اخرى".

ولقد دأبت المنظمات النقابية، منظمات حركة السلام، والمنظمات المعادية للفاشية، وقوى اليسار على احياء الذكرى السنوية للأول من أيلول، باعتباره يوما مضادا للحرب. وتشكل الاحداث المأساوية الجارية في سوريا، وخطر غزو خارجي وشيك الموضوع الرئيسي لفعاليات هذا العام. وتشير البيانات الصادرة بهذه المناسبة، الى رفض هذه القوى لخيار الحرب التي تستعد البلدان الرئيسية في حلف الناتو، مدعومة من اسرائيل وتركيا وبلدان اقليمية اخرى، لشنها، وتؤكد القوى الرافضة لخيار الحرب على ان التدخل الغربي المسلح في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد غير منضبط للعمليات العسكرية ، ويضاعف عدد الضحايا بين السكان المدنيين. وستشعل الحرب في حال وقوعها حريقا مدمرا في منطقة الشرق الاوسط يصعب إيقافه لهذا تطالب حركة السلام بلجنة مستقلة لتقصي حقيقة استخدام السلاح الكيمياوي، والعمل الفوري على عقد مؤتمر عالمي بمشاركة جميع الاطراف للوصول الى حل سلمي يجنب سوريا وبلدان المنطقة التداعيات الخطيرة لحرب الناتو المرتقبة، ويفتح الافاق لمساعدة الشعب السوري وقواه الديمقراطية على اقامة بديل ديمقراطي بعيدا عن التسلط والتقسيم واستمرار الحرب الداخلية.

وأشارت البيانات والنداءات ان الصراع الدائر في سوريا لا يمكن حسمه بعدوان عسكري واسع، وان التجربة في أفغانستان والعراق تؤكد يوما بعد آخر خطل المراهنة على الحلول العسكرية للصراعات المجتمعية المحتدمة في هذه البلدان، التي ما تزال شعوبها تدفع يوميا ثمنا باهظا لاعتماد الخيارات العسكرية. والى جانب الموقف الروسي والصيني المعروف بمعارضته الشديدة لخيار الحرب، اعلنت فنزويلا والارجنتين واغلب بلدان امريكا اللاتينية رفضها للتدخل العسكري الغربي في الشؤون السورية.

وركزت بعض القوى على قيام المخابرات المركزية الأمريكية بالعودة مجددا الى فبركة الذرائع، كما فعلت ذلك قبل عشر سنوات لتعجيل تنفيذ خطة غزو العراق، فيما تناول آخرون حرص الدول الرأسمالية المتقدمة على توظيف الحرب كأداة لإحكام السيطرة على بلدان المنطقة الغنية بالمواد الخام، غير مبالية بمصير الشعوب وما يحل بها من كوارث جراء هذه الحروب العدوانية.

وأصدرت العديد من الاحزاب اليسارية والشيوعية بيانات تحتج فيها على الخطط الغربية المعلنة لشن الحرب على سوريا، فقد حذر الحزب الشيوعي الفرنسي الثلاثاء من شن الحرب على سوريا بقوله: " ان قصف المواقع السورية يعني اشعال حرب داخل حرب اخرى، وان خطر اتساع الحرب في الشرق الاوسط هو اكبر من اي وقت مضى". من جانبه اعلن زعيم حزب اليسار الالماني بيرند ريكسنغر في حديث مع القناة الاولى للتلفزيون الالماني صباح يوم الاثنين الفائت ان حزبه لا يكتفي برفض الحرب، وانما سيعمل مع قوى السلام الاخرى على تنظيم حركة احتجاجية واسعة ضد خيارالحرب، واكد: "لا يمكن مكافحة حرب بإشعال حرب اخرى" واضاف "في حالة شن الحرب على سوريا سنشهد ولادة حركة سلام واسعة جديدة"، ونفى ريكسنغر ان يكون لموقف حزبه هذا علاقة بالحملة الانتخابية الجارية حاليا في بلاده، مؤكدا موقف حزبه الرافض للخيارات العسكرية، وسعي الحزب لمنع مشاركة المانيا في حرب عدوانية جديدة ضد سوريا.

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter