|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  24 / 10 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فرنسا تواجه خطر صعود اليمين المتطرف

رشيد غويلب

لم تعد العنصرية المكشوفة تلائم حزب "الجبهة القومية" اليميني المتطرف في فرنسا، الذي تحاول زعيمته مارينا لوبان بنجاح إلباسه قميص الحمل الوديع.

وحسب استطلاعات الرأي، التي نشرتها جريدة لوموند في 17 تشرين الاول الجاري، فان 25 في المئة من الفرنسيين يعتقدون بإمكانية انتخاب لوبان وحسب استطلاع آخر للرأي حول انتخابات البرلمان الاوروبي في العام المقبل، احتلت "الجبهة القومية" للمرة الاولى الموقع الاول بحصولها على 24 في المئة، تليها "حركة الشعب" اليمينية المحافظة بحصولها على 22 في المئة، فيما جاء حزب الرئيس هولاند ثالثا بحصوله على 19 في المئة، وحصلت "جبهة اليسار"، التي يلعب فيها الحزب الشيوعي الفرنسي دوراً مهماً على 10 في المئة.

وجاءت اعادة جولة الانتخابات المحلية في مدينة برايانول جنوب فرنسا، التي جرت في 13 من الشهر الحالي، جاءت لتؤكد المخاوف الحقيقية لصعود الفاشيين الجدد، اذ استطاع مرشح "الجبهة القومية" لوران لوبيز، وهو شخصية غير معروفة سابقا، الحصول على 54 في المئة من الاصوات تاركا مرشحي الاحزاب الديمقراطية خلفه. وقد هتف لوبيز بعد فوزه مباشرة "لقد ماتت جبهة الجمهوريين"، في اشارة منه الى المبدأ المعادي للفاشية، الذي أرساه المجلس الوطني لمقاومة النازية في عام 1944، والذي ضل يشكل ركنا اساسيا في سياسة جميع الحكومات الفرنسية في العقود التي اعقبت تحرير فرنسا من احتلال المانيا النازية. وتأمل الزعيمة الفاشية النشطة في نجاح مماثل في الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2017. ومن جانبها حاولت الحكومة التقليل من اهمية هذه النتيجة. وبالضد من الموقف الحكومي حذرت مجلة "اكسبريس" الاخبارية من "كارثة بالنسبة لفرنسا"، وتقصد بذلك التداعيات الاقتصادية، من خروج فرنسا المحتمل من منطقة اليورو، في حال فوز زعيمة "الجبهة القومية" في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقبل اسبوعين اعلنت مارينا لوبان انها لا تريد، بأي حال من الاحوال مغادرة الاتحاد الاوروبي، ولكنها تسعى للوصول الى تفاهم مع المستشارة الالمانية ميركل لمغادرة منطقة اليورو (اتحاد العملة). وكان والدها ومؤسس "الجبهة القومية جان ماري لوبان قد قال عام 1987: "ليس كافيا اقامة اوروبا التجارة والاقتصاد، ولكن وفي المقام الاول يجب انشاء اوربا الدفاع والمال".

ولا يخفي الخطاب المفتعل، الذي تتبناه لوران حقيقة مواقفها، فهي مهددة بدفع 45 الف يورو عقابا على تصريحاتها المعادية للمسلمين، والتي شبهت فيها المصلين المسلمين، بقوات المانيا النازية، التي كانت تجوب في سنوات الاحتلال الشوارع الفرنسية.

ويرجع المتابعون للشؤون الفرنسية صعود اليمين الفرنسي المتطرف الى السياسات التي تتبناها حكومة الرئيس هولاند، والتي استمرت في جوانب عديدة في تطبيق السياسات السابقة التي كانت تعتمدها حكومة الرئيس السابق ساركوزي، والى خيبة الفرنسيين من قوى اليمين التقليدية. ومن جانبه يرى جان لوك مبلتشون مرشح جبهة اليسار السابق للانتخابات الرئاسية، ان قوة اليمين المتطرف تكمن "في انشقاق اليسار"، وفي سياسة الحكومة التي الغت الكثير من المكتسبات الاجتماعية، في حين يتهمه الرئيس الفرنسي بـ"اهداء الاصوات للجبهة القومية"، وتهديده لاعضاء حزب اليسار، الذي يقوده، خلال المؤتمر الاخير، بالطرد من الحزب في حال دخولهم بقوائم مشتركة مع الاشتراكيين في الانتخابات المحلية المقبلة

ومن الجدير بالذكر ان ما تشهده الساحة السياسية في فرنسا من تطورات، جاء ليؤكد صحة السياسة التي يدعو اليها الحزب الشيوعي الفرنسي والمبنية على تحقيق اوسع تحالف مع الحزب الاشتراكي لتحقيق اكثرية يسارية مطلوبة لمواجهة اليمين المتطرف، وخصوصا الجبهة القومية، ومن هنا جاء اختلاف الحزب الشيوعي مع حليفه حزب اليسار بشأن التحالف الخاص بالانتخابات المحلية، ومن هنا جاءت ايضا دعوة بير لوران السكرتير الوطني للحزب الشيوعي رفاقه الى دراسة اوضاع المدن والبلديات كل على حدة، ووفق ظروفها الخاصة، والعمل على التحالف مع ألاشتراكيين حيثما امكن.

زعيمة "الجبهة القومية" مارينا لوبان



 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter