|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  15/ 10 / 2013                                 رشيد غويلب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

استبعاد اليسار ونتائج الانتخابات الالمانية

كيف يقرأ شيوعيو اسرائيل العلاقات الاسرائلية - الالمانية

رشيد غويلب

في حوار نشرته جريدة "نيوز دويجلاند" (المانيا الجديدة) في عددها الصادر في 9 . 10 . 2013 مع دوف حنين عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي، تناول فيه نتائج الانتخابات البرلمانية الالمانية، والعلاقات الالمانية - الاسرائلية، وذهنية استبعاد اليسار التي يتبناها اليمين في كلا البلدين.  ودوف حنين يمثل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة  في البرلمان الإسرائيلي.وحاصل على الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية، هي واحد من اكثر  أعضاء البرلمان نشاطا ، و حصل في عام 2008 كمرشح لمنصب رئيس البلدية في تل أبيب على 34.3 في المائة من الاصوات. و في ما يلي أهم ما ورد في الحوار. 

في اطار تناوله لاهتمام الاعلام الاسرائيلي بنتائج الانتخابات الالمانية، يشير حنين الى احتلال المانيا الموقع الاهم اقتصاديا وسياسيا في اوربا، ومن هنا تأتي اهمية الانتخابات على الصعيد العالمي. من جانب آخر يقوم اليسار في اسرائيل بتحليل تفصيلي لنتائج الانتخابات، وخصوصا النتائج التي يحصل عليها حزب اليسار الالماني، باعتباره تجربة هامة في السنوات التي اعقبت انهيار التجربة الاشتراكية السابقة. وهذا تحديا يواجهه الجميع، لان جوهر التقاليد الثورية للاشتراكين والماركسين ما زال يحتفظ بحيويته، ولكن عليهم  ان يضعوا خلف ظهورهم الإضرار التي سببتها الستالينية على صعيدي الفكر والممارسة. ويرفض حنين وصف عملية التجديد والديمقراطية التي اقدمت عليها العديد من فصائل اليسار بالتحول الى مواقع احزاب الاشتراكية الدولية. ويرى ان الاخيرة قد استنفذت دورها في القرن العشرين، ويعبر عن شكوكه بامكانية ان يكون لها دور مؤثر في راسمالية اليوم.

ويشدد حنين على ضرورة تعزيز  واستقرار مواقف اليسار بعيدا عن الجمود الفكري، وبعيدا ايضا عن الوقوع في فخ الوسطية. وان هناك فرص وإمكانيات محتملة لليسار، فالكثير من الشبيبة التي خذلتهم وعود القوى المتنفذة تبحث عن بديل، واذا لم ينجح اليسار في احتضانهم، فانهم سيبتعدون عن المشاركة السياسية، او يصبحون صيدا سهلا لليمين. وتعطي التجربة الالمانية مثلا لليسار الاسرائيلي بشان وجود بديل قائم لحركة يسارية واسعة تواجه تحديات اليوم، واسئلة المستقبل القريب.
 
وبخصوص جنوح قوى الوسط واليمين  الالماني الى محاصرة اليسار داخل البرلمان، واستبعاده من المشاركة في ادارة البلاد، يشير حنين الى معاناة نواب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، جراء الحصار الذي يواجهونه داخل البرلمان وخارجه، والى طعن اليمين الاسرائيلي بوطنيتهم واتهامهم بالعداء للروح "الوطنية" . ويورد حنين مثل تعرض السكرتير السابق للحزب الشيوعي الاسرائيلي فلنر ماير، بعد حرب 1967 ، الى طعنة بالسكين داخل البرلمان، وقد عانى ماير طويلا من اثارها، في حين حصل الجاني على عقوبة شكلية، ان هذا يوضح ان اعتداء اليمين  القومي المتطرف على برلماني يساري امر معتاد نسبيا. وعلى الرغم من ذلك فقد نجح نواب الجبهة  في طرح العديد من مشاريع القوانين التي تم اقرارها، نتيجة لبحثنا عن العمل المشترك في القضايا العملية مع الاخرين. هذا لا يعني ان الآخرين يشاركون الجبهة في جميع مواقفها، فخلال الحرب في غزة والحرب الاخيرة في لبنان،وقف نواب الجبهة  في مواجهة جميع اعضاء الكنيست الآخربن ، واصروا على  موقفهم الرافض للحرب. ولكن هذا لم يمنعهم من العمل مع الآخرين، من اجل تحقيق نجاحات صغيرة، مثل  المساهمة في اقرار قانون حقوق السجناء في اسجون الاسرائلية في عام 2012، وامر كهذا ليس سهل التحقيق في اسرائيل.

وعبر حنين عن صعوبة توقع السياسة التي ستتبناها الحكومة الالمانية القادمة حيال الصراع في الشرق الاوسط، لعدم تبلور التحالف الذي سيقود الحكومة المقبلة لحد ألان، ولكنه تناول مطالب اليسار الاسرائيلي من الحكومة المقبلة في برلين.، وخصوصا اعتمادها سياسة مستقلة تجاه الصراع في الشرق الاوسط، وغير خاضعة للمصالح والاملاءات الامريكية. مؤكدا اهمية ما يدور في الشرق الاوسط ليس بسبب الاحداث المتفجرة في سوريا، والصراع الدائر مع ايران فقط، وإنما ارتباطا بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، الذي ما زال يمثل المشكلة الاساسية في المنطقة. وبان "العلاقة التاريخية الخاصة" التي تربط المانيا باسرائيل، لا تعني دعم السياسة المغامرة للحكومة الاسرائلية، وباستطاعة الاصدقاء ممارسة نقد الشركاء وتأشير الاتجاه الصحيح. ويؤكد حنين، انه لوكان مستشارا للحكومة الالمانية الجديدة  لنصحها باعتماد سياسة مستقلة.

ويطالب حنين اليسار الالماني باهتمام اكبر بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي داخل البرلمان، انطلاقا من مشاعر التضامن، وحرصا على مصالح المجتمع الالماني، فالصراع في هذه المنطقة سيظل مشكلة اوربية، وبالتالي المانية، ويكرر حنين تاكيدة مرة اخرى على ان العلاقة مع الشعب الاسرائيلي، لا تعني الشعور بالالتزام ازاء سياسة الحكومة الاسرائلية، لان الاخيرة لا تهدد امن الفلسطنيين وحدهم، وانما تهدد امن الإسرائيليين كذلك.
 


احتجاج قوى اليسار ضد الحرب في غزة امام مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter