|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 8/2/ 2009                                                       نجاة تميم                                         كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

كلود ليفي- شتراوس وعيد ميلاده المائة

نجاة تميم

ولد كلود ليفي - شتراوس في بروكسل من والدين فرنسيين سنة 1908. ويرجع الفضل له في وضع أسس الانثروبولوجيا الحديثة في خمسينات القرن الماضي من خلال أعماله في أنظمة القرابة.
يوم الجمعة 28 نوفمبر( تشرين الثاني) 2008، قام الرئيس الفرنسي نيكولاي سركوزي بزيارة الانثروبولوجي كلود ليفي- شتراوس في بيته بمناسبة عيد ميلاده المائة، وذلك لتهنئته والتعبير له عن تقدير الأمة الفرنسية بأكملها له. كما هنأه كذلك الرئيس السابق جاك شيراك.

وبهذه المناسبة، أعلنت وزيرة البحوث فليغي بيفغس أن الانثروبولوجي ليفي شتراوس قد وافق على إعطاء اسمه لجائزة وطنية للعلوم الإنسانية والاجتماعية. وهي عبارة عن مائة ألف اورو تمنح كل سنة لأحسن باحث يعمل في فرنسا في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
فبين أول كتاب لليفي - شتراوس "البنيات الأولى للقرابة" وأخر كتاب "سودس دو برازيل" هناك خمسون سنة من البحث و العمل . ومن أهم أعماله "مدارات حزينة" الذي صدر عام 1955. وهو عبارة عن توافق ملاحظات خاصة في تقرير سفر عن رحلة علمية واثنوغرافيا أربعة شعوب هندية بالبرازيل وثقافة فلسفية جديدة وقوية، كتب هذا الكتاب بأسلوب سردي محترف وقد كان السبب في بداية شهرته.

وبهذه المناسبة كذلك، عيد ميلاد كلود ليفي-شتراوس المائة، صدر للكاتب والفيلسوف الهولندي توم لميغ كتابا عن كلود ليفي شتراوس. يبدو أن لميغ معجب بشخصية الانثروبولوجي الفرنسي كالعديد من مثقفي وأكاديميي جامعة لايدن بهولندا فترة السبعينات. وهذا واضح من شعبيته عند تقديرهم له ومنحه جائزة إرازموس عام 1973.
لم يتطرق توم لميغ في كتابه للبنية والبنيوية الانثروبولوجية عند ليفي- شتراوس وإنما لأوجه أخرى لا تقل أهمية لكنها معروفة أقل عنه، مواضيع كالموسيقى والفن والأدب. وقد تناول السيرة الذاتية للفيلسوف والانثروبولوجي الفرنسي لتوضيح ما علاقة التزام العالم بمضمون أعماله. فتأثير أفكار ليفي-شتراوس على العديد من العلوم الإنسانية (الثقافية)، الانثروبولوجيا، علم الاجتماع ،الدراسات الأدبية والفلسفة، أدت بأجمعها إلى محاولة راديكالية وجديدة حول الإنسان وفهم عالمه.

درس كلود ليفي - شتراوس الفلسفة بباريس لكنها لم تلبي طموحاته المعرفية. فخلال الحرب العالمية الثانية، وتحديدا سنة 1941، غادر باريس إلى أمريكا حيث كون نفسه هناك انثروبولوجيا وعالم اجتماع. وهناك في أمريكا وجد نفسه بين نخبة يهودية أمريكية وأوربية. استطاع من خلالها أن يستفيد من مكتبات كبيرة جدا وغنية. وبذلك سنحت له الفرصة لكي يتعمق في مخطوطاته التي دونها خلال سفرته العلمية بالبرازيل عام 1935، فكان آنذاك معجب بالانثروبولوجي فرانز بوس (1858-1942) الألماني ذي الجذور اليهودية والمقيم في أمريكا منذ 1887. بعد ذلك أصبح ليفي-شتراوس انثروبولوجيا كبيرا لكنه كعادته لا يكتفي بما وصل إليه وإنما يصر على الاستمرار بالبحث عن ما هو مخفي. فاتجه إلى بنيوية اللسانيات التي ظهرت في بداية القرن العشرين على يد النمساوي سسور. وبعد السيميائية فالأعوام التي قضاها ليفي شتراوس في أمريكا سمحت له أن يلتقي بالعالم الروسي جاكوبسون وتيار اللسانيات.

إلى جانب انثروبولوجيا بوس ولسانيات سسور أضاف ليفي - شتراوس إلى انثروبولوجيته علم الاجتماع الذي كان مؤسسه ايميل دوكهايم في شكله الفرنسي (1917-1958). وقد أهدى ليفي-شتراوس دوكهايم ديوانه الذي يتكون من مجموعة مقالات ويحمل عنوان " االانثروبولوجية البنيوية" عام 1958.

يعتبر ليفي- شتراوس، الذي انتخب عام 1973 عضوا في الأكاديمية الفرنسية ،ذي الأربعين عضوا "الملقبين بالمخلدين"، أول عضو في تاريخ الأكاديمية يتعدى عمره المائة، علما أن بوفيي دو فنتىيل وافته المنية عام1757، فقط ثلاثة أسابيع قبل أن يطفئ شموعه المائة.




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter