|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  20  / 1 / 2009                                 نبيل رومايا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

نحن ايضا لدينا حلم

نبيل رومايا

تمر هذه الايام ذكرى يعتز بها الشعب الامريكي ويحتفل بها كعطلة رسمية كل عام, وهي ذكرى ولادة د. مارتن لوثر كنج الناشط السلمى الاسود. وتتزامن هذه الاحتفالات مع استلام باراك حسين اوباما كأول رئيس أمريكي أسود لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية و بذلك يتحقق حلم المناضل الامريكي الاسود مارتن لوثر كنج , والذي اطلقه قبل اربعين سنة في خطبة بعنوان "لدي حلم"

والتي قال فيها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم" وكما كان الحلم شعارا لحملة نضال مارتن كنج , فإن التغيير والتجديد كانا الموضوعان الرئيسيان لحملة اوباما الرئاسية.

ونحن نقترب من انتخابات مجالس المحافظات العراقية نقول لدينا حلم ايضا, حلم بالتغيير والتجديد, حلم أن يكون العراق بعيدا عن المحاصصة الطائفية والفئوية والمذهبية والقومية, بعيدا عن الفساد المالي والإداري. حلم بإيجاد الحلول لمعضلات العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وحلم بعراق المواطنة والتسامح والمحبة والوحدة الوطنية, حلم بتوفير الأمن والسلام والحرية والتقدم والديمقراطية في المجتمع العراقي.

ولكننا لا نريد الانتظار أربعين سنة كما انتظر د. كنج فأن انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي ستجرى في نهاية هذا الشهر ستعطي مؤشرا للتغيرات المتوقعة على الساحة السياسية العراقية لعدد من الأسباب اهمها اللامركزية الجزئية التي ستتمتع بها هذه المحافظات والتي من خلال مجالسها المنتخبة سيتم تعيين المحافظ والسلطات الامنية وسوف يكون للمجالس صلاحيات سياسية واقتصادية واسعة من خلال الاموال التي توفرها الحكومة للمحافظات والمستثمرين.

وإذا كانت انتخابات البرلمان عام 2005 تتويجا للانقسام الطائفي, فإن الانتخابات القادمة ستشهد مشاركة قوائم وتكتلات سياسية تدعي التخلي عن التحالفات الطائفية، وسوف تعكس هذه الانتخابات صورة نسبية لمدى قوة الأحزاب السياسية العراقية.

فالاحزاب السياسية الشيعية ستخوض الانتخابات في لوائح منفصلة، الأمر الذي من شأنه أن يكشف القدرة النسبية لهذه الأحزاب على الاستقطاب السياسي. والاحزاب السياسية السنية والتيار الصدري الذين قاطعوا انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة في كانون الثاني 2005، سوف يتوجهون هذه المرة الى صناديق الاقتراع.

ولأهمية هذه الانتخابات يتنافس ما يقرب من 14300 مرشح على 440 مقعدا في 14 محافظة، باستثناء محافظات الاقليم الكردي اضافة الى محافظة كركوك. ويشارك بالتصويت في انتخابات مجالس البلدية 14 مليونا و780 الف ناخب موزعون على نحو 6500 مركز انتخابي في المحافظات.

وبالرغم من ان انتخابات مجالس المحافظات انتخابات مهنية لتوفير الخدمات وتحسين المستوى المعيشي لمواطني المحافظة كما تعكس الحملات الانتخابية لمعظم القوائم والمرشحين, ولكن الابعاد السياسية لهذه الانتخابات واضحة المعالم وربما تكون الى حد ما انتخابات تجريبية للعديد من الاحزاب للتحضير للانتخابات البرلمانية القادمة.

ويواجه الناخب العراقي اختيارات صعبة لاختيار مرشحه وقائمته فكل القوائم توعد المرشح بالامن والاستقرار والكهرباء والقانون ومستقبل افضل. ولكن بعد اليأس والاحباط الذي اصاب الناخب العراقي بعد الانتخابات السابقة لفشل القوائم المنتخبة حينها في الايفاء بوعودها للناخب العراقي, فإن الناخب اليوم يبحث عن النزاهة والتاريخ الابيض بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفي المقيت ويبحث في ممثليه عن تاريخ وطني مشرف واناس يؤمنون بالمواطنة والديمقراطية وبمستقبل مشرق وحياة افضل.
وبالرغم من ان استطلاعات الرأي الاخيرة اعطت حظوظ كبيرة للقوائم العلمانية الديمقراطية ولكن فرصها تبقى متواضعة لعدم توازن الامكانيات والفرص. نحن لانتوقع تغيير جذري او اساسي في الصورة السياسية للشارع العراقي ولكن المراقب يرى ان التغيير قد بدأ بالفعل ولن يكون من السهولة العودة للوراء.
نحن ايضا لدينا حلم لعراقتا كحلم د. كنج ولكننا تأمل بان حلمنا سيتحقق ليس بعد اربعين عاما ولكن قريبا.

حكمة:
كل ما نراه عظيماً في الحياة بدأ من بداية صغيرة.
                                                  بوذا

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter