|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  6  / 1 / 2014                               د.  ناجي نهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ستبقى الغلبة لاعوان الاستعمار !!

د. ناجي نهر

فبرغم كل المؤشرات الدالة على تفوق مرشحي التيار الديمقراطي فى الانتخابات العراقية القادمة، ستبقى الغلبة السياسية لاعوان الاستعمار، وجوقة الحكام الحاليين المدعومة من الانتهازية الدينية. فقد اختار حكام العراق الجدد طريق العمالة للاستعمار والتعاون مع السعودية وقطر بخاصة لذبح شعوبهم واذلالها!!!، لسبب اساس هو ان حكام السعودية وقطر بالاضافة الى انهما تخرجا من جامعة وكالة المخابرات المركزية ولهما خبرتهما الاستخبارية المميزة التي اكتسباها من خلال تعاونهما القديم الحميم مع تلك الوكالة العريقة بالتجسس ، وتجاربهما الطويلة ونجاحهما المتميز فى هذا المضمار غير الشريف ، فهما يمتلكان الاموال الطائلة لشراء الحثالات والمرتزقة من العراقيين وغيرهم من المتسكعين الذين لن يجيدوا عملا غير العمالة الخسيسة ضد مجتمعاتهم واوطانهم.

فلا اظن ان الشعب العراقي كان مخطئا بوصفه جوقة حكام العراق الجدد بالكاذبين المخادعين المدّعين بانهم وحكوماتهم ليسوا على وفاق مع مخططات حكام السعودية وقطر وغيرهم من العملاء فى صناعة الفوضى والقتل والتخريب والسرقة والاجرام بانواعه ، بينما الصحيح هو التنسيق والتطابق بين مختلف العملاء فى كافة المخططات الستراتيجية بخاصة!!.

فلن ينسى الشعب العراقي ما فعلته الحكومة السعودية العميلة، حينما بادرت باسناد الطاغية صدام حسين بالاموال الطائلة المسروقة من شعبها فى الحرب العراقية الايرانية وسفكت دماء اكثر من مليون شاب عراقي بلا ادنى مبررات تذكر.

وايضا ستكون الغلبة لاعوان الاستعمار لسبب اساس ومهم آخر هو ان (السيد) الاستعمار الذي يفتخر بعمالة حكومات هذه الدول ، وعمالة حكام العراق الجديد له ايضا ، فهو ما زال قويا وقادرا على التلاعب بمصائر الشعوب الصغيرة ونهب ثرواتها وتدمير بناها التحتية حتى هذه الساعة ، وانه اجاد اختيار قادة العراق الجدد بعد الغزو بمواصفات عالمية عالية وامتيازات عمالة ناجحة فى الحنكة السياسية والفساد الاداري والمالي والتلون بمختلف الالوان الطائفية الممجوجة والكاذبة حد القرف.

غير ان الاعتماد الاساس فى العمالة وقيادة البلدان العربية سيبقى كما يبدو محصورا ببؤرتين اساسيتين عالميتين ينبعث منهما الارهاب الاجرامي العربي على مدار السنين السابقة واللاحقة هما [ قادة السعودية وقطر بالتعاون مع [قادة غزة!!] فالسعودية وقطر يبدوان فى الظاهر وكأنهما تقودان عمليات ارباك الحالة السياسية فى العالم الثالث برمته منذ ما يقرب من ربع قرن ، وبخاصة فى العراق وسوريا ومصر وتصدّران له الارهاب الدامي المسنود بالمال والسلاح والمتفجرات والفتاوى المبررة لنحر الناس الابرياء وسفك دمائهم بلا سبب ، سوى فتوى الجهاد فى سبيل الله!!، بينما الصحيح انهما يساعدان الحكام العملاء فى العراق على خلق عمليات ارباك الحالة السياسية فى العراق وغيره بالتنسيق مع حكامه الجدد المتشدقين بالوطنية العالية والدين القويم ، وفق ما يتناسب مع مصالح الاسياد!!.

لذا كانت وستكون لتوعية شعوب العالم الثالث المستدامة ضرورة مشروطة فى فضح اساليب هذه الدول واسباب عمالتها للاستعمار بخاصة قادة (غزة) الذين يستجدون قوت يومهم من الآخر ويواصلون ممارساتهم الخبيثة التي تكاد تكون شبيهة ب (متسول كركوك) الذي يتسول و(خنجرة بحزامه).

ولكن فقد فات حكام العالم الثالث الاشاوس انهم وحدهم سوف يتحملون مسؤولية ووزر ما جرى ويجري فى بلدانهم حينما تحين ساعة الحساب العسير!!، اذ هل يعقل على سبيل المثال ، وبعد مرور عقد كامل على هلاك الفاشية العراقية الصدامية ، بسنينها العجاف الدامية والمجتمع العراقي والجماهير الشعبية ما زالت بعيدة عن نيل ابسط حقوقها المشروعة..

ثم او هل يعقل ان دولة غنية كالعراق تمتلك ثروات ضخمة ومتنوعة تظل طيلة عقد زمني كامل تفتقر الى ابسط حاجات الناس المادية والروحية ؟؟!! وتتعدد فيها جوانب الفساد والتخلف المشين فى مختلف المجالات ، وتتنوع فيها طرق الفساد المالي والاداري والعمالة الاجنبية التي باتت فضائحها كالجيف لا تطاق.

فقد بات هذا الحال المتردي يدفعنا جميعا نحو التساؤل المشروع : أحقا مات شعب العراق وهو المناضل الشامخ ، او تخدرت حواسه بعوذ واحابيل وعاظ السلاطين المجرمين ؟؟!!.. ثم والى متى سيبقى هذا الشعب الابي مستكينا راضخا وكأنه فى عداد الاموات ، لا تبدو على سيماءه علامة مفرحة تشير نحو نهوضه الثوري القريب المرتجى لقلب الطاولة على رؤوس العملاء الفاسدين واستلام زمام قيادة الدولة الحديثة بعمله ووعيه المنتجين للخير والثمرات ؟؟!!..

فلا يعقل ان دولة غنية كالعراق تظل عقدا زمنيا كاملا تفتقر الى ابسط حاجات الشعب [كالعمل] وانعدام مختلف الخدمات البسيطة [كطرق المواصلات ووسائل النقل القطارات والطائرات والاتصالات البريدية ، والمستشفيات والادوية العلاجية ، والادوية الروحية كالمتنزهات والسينما والمسارح ومحطات التلفاز والملاعب والمسابح ومدارس الاطفال وغيرها الكثير (مقارنة) بالدول المجاورة الاقل ثروة وخبرة ومعاناة!!] .

افلا يخشى ان يأخذنا هذا الواقع العراقي المأساوي المتردي نحو العودة الى ثقافة القرون الوسطى المتوحشة حيث يذبح الاخ اخاه والرضوخ التام لفساد المفسدين وعنجهية المدعين وتخلف المتخلفين الذي اوصلنا الى التلذذ برائحة الدماء ، بدلا من التلذذ بالعلم واكتشافاته التقنية والطبية المفيدة. ولكن التاريخ علمنا بحتمية التغيير ازاء هذه المظالم التي لا تطاق ، فهذه المظالم ستدفع نحو تصاعد الوعي .. وافاقة الشعب العراقي من سباته عاجلاً ، ليواصل نضاله المشروع لتحقيق ما يصبو اليه فى تطوير الحال العراقية نحو التغيير الافضل المرتجى ، ووضع حد لممارسات وشخوص السلطات العراقية المتعاقبة التي نصبها الامريكان بعد احتلال العراق عام 2003 م، والتي انتهجت ثقافة طائفية مقصودة الابتذال ، لم تفرز سوى المزيد من الممارسات المنحرفة والوعود الكاذبة ، والمزيد من التخندق الطائفي المتخلف ، الذي الزم المجتمع العراقي ان يقتدي (بالثقافة الايرانية) المتخلفة جدا ، فيقضي سنته مشيا على الاقدام بلا هدف سوى ، لطم الصدور وتطبير الرؤوس والبكاء والنحيب بلا مبرر غير العودة الى ثقافة الجهل والتحيز الاعمى فى عبادة الاصنام ، والنحيب مع الاصوات الشجية المصنعة لجمع الاموال بانتهازية!!.

لذا وبناءا على هذا الواقع العراقي المزري ، فلا بد من التغيير ، ولا بد للتيار الديمقراطي المرشح الوحيد القادر على التغيير ان يتصدر الصفوف حاملا راية (التغيير) والاستعداد من الآن لمهمته العظيمة ومسؤولياته الجليلة الشأن والكثيرة المنافع. فالامل بقدرة التيار الديمقراطي لا حدود لها ، وقطعا ستكون الفقرة الاولى من برنامجه هي مطالبة المرجعية الدينية العادلة!! بالاقتداء برجل الدين (مارتن لوثر) بفصل الدين عن السياسة لانقاذ ما تبقى من حقوق الشعب وثروته.

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter