|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  30  / 11 / 2013                               د.  ناجي نهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

توعية الشعب اولاً
(1)

د. ناجي نهر

اذا ما اراد مرشحو التيار الديمقراطي النجاح فى الانتخابات القادمة وبناء دولة المؤسسات المدنية وترسيخ النهج الديمقراطي فى العراق والعالم الثالث طراً ، فعليهم البدء منذ الآن (بتوعية) الناخب وعموم الشعب اولاً بأهمية (الانسان) ومكانته وعمله الخالق للحياة وقوانين التطور ، وثانياً بيان الاسباب الحقيقية التي ادت الى فشل من سبقهم من النواب ، تلك الاسباب التي لن تتعدى ان تكوت نقصاً او خلواً من البرمجة العلمية بالكامل ، ذلك النقص المشير نحو فقدان المسؤول للاخلاص الوطني والانساني والشعور بالمسؤولية ، والاصغاء فقط الى توجيهات الاسياد وتنفيذ اوامرهم باعتماد الثقافة القديمة المحرمة للحداثة والتجديد والحرية والديمقراطية ، والتمسك الشديد بنهج المحاصصة الطائفية التي ادت الى استغفال الشعب وختم ذاكرته بالزفت واوهام الدوغما والمتخيلات العاطفية المتناقضة والمربكة للوعي ، والتي كان من نتائجها صعود بعض النواب الخونة من خدم الاستعمار و(الصعاليك) الذين لا يستحقون مكانة (نائب الشعب) بل بالعكس يستحقون العقاب جزاء تخلفهم عن ثقافة عصرهم واصرارهم على خيانة العهد والوعود وهضم حقوق الشعب وقتل تطلعاته وسرقة ثرواته. 

لذا توجب توعية الناخب وعموم الشعب بأن السبب الاساس فى فشل النواب السابقين هو تمسكهم بالقديم المتخلف بالاستفادة من تطور وسائل الاعلام والاتصال المذهلة ، غير ان (الاتصال الشخصي) والتحاور الثقافي والتوعية المباشرة مع الناخب باقامة الندوات فى الهواء الطلق سيكون لها الاثر الحاسم فى المقام الاول من حيث التأثير المباشر فى تطوير الوعي والتغيير نحو الافضل .

ولا ننسى ان تكون توعية الشعب توعية (علمية) مبسطة وجريئة ومستدامة توضح قوانين حركة الحياة ومراحل تطور المجتمعات والتقنيات ، ونتاج فعل الحركة العامة والخاصة على كوكبنا المتميز بوجود الحياة على ظهره ، واثر الجاذبية على توازن حركة المجموعة الكونية التي انفصل منها وتأثيراتها المتنوعة والمتقاطعة فى الكم والكيف والتغيير الدائم على كل الموجودات ، معززة بامثلة علمية عن الجاذبية فى حفظ توازن وحركة المجموعات الكونية ، والتركيز على عمل الانسان واثره الاساس فى عملية التطور وخلق الحياة وبناء الاوطان ، ثم توضيح اجابة السؤال : لماذا تحالف وعاظ السلاطين مع الرأسماليين المستغلين والحكام الظلمة ضد الشعب تحالفاً وطيداً ومخلصاً ؟!!..

وجواب هذا السؤال هو ما سأبسطه فى المقالات التالية.. فكم اتمنى ان يمتلك التيار الديمقراطي فضائية اعلامية توفر فرصاً اوفر للتوعية. فمثل هذه التوعية ستجعل من الشعب افراد وتيارات رافضاً للجهل ووعاظه وسياسيه ، ومؤمناً (بالعلم) وقوانينه وافرازات حركته المنظورة والمرتبطة بحركة الحياة ، والايمان بصحتها وضرورتها ، ومعرفة نتاج فعل حركتها وافرازاتها المتنوعة والمتقاطعة فى الكم والكيف ، كما ان هذه التوعية ستجعل من الفرد مهما يكن مخلصاً فى عمله ومتوحداً فى قراراته وصارماً فى حسابه للخونة والسراق ، وثابتاً امام مختلف المحن ، والاغراءات المخادعة وواقعياً فى تطور ثقافته وتجديدها على وفق مقتضيات العصر ، كما ان توعية الشعب بمثل هذه الاساليب ، ستغني المناضل ايضاً عن متاعب جمة وتضحيات لا مبرر  لها.

ففي فعل قوانين حركة الحياة (لوحدها) تم الوصول الى ما نشاهده اليوم من تطورات مذهلة فى الافكار والتقنيات.. وجرى بناءاً على هذه الحقائق العلمية الرصينة والموثقة والدامغة للتخلف ، اعادة النصح والارشاد للشواذ الذين يصرون على المغالطة وايهام البسطاء بالابتعاد عن العلم والتمسك بالاوهام والشعوذة ، ولكن دون جدوى ، فقد استرطبوا الهريس الدسم في هذا السلوك الشائن.

ولكن اذا ما اهتدى الانسان (بالعلم) وقهر الخرافة والخزعبلات المضحكة التي صنعها الوعاظ وحاولوا ترسيخها فى ذهنه للامعان فى استغلاله خدمة لاسيادهم ، حينئذ سيتحول هذا الانسان الجديد الى مشارك فعال ومثمر للعمل النافع مع الجموع ، ويسعى لانتشال المتخلفين. واذا ما اهتدى الانسان (بالعلم) سيتخلص من انانيته وما سببته من امراض مجتمعية مهلكة وسيساعد بقوة فى تصحيح وعي الآخر وانتشاله من اجل التطور الافضل للانسانية.

كما سيكون الانسان قادراً على التمييز بين الضار والنافع ومدركاً لما يشاهده اليوم من تطورات مذهلة فى الافكار والتقنيات ، وبالتالي لا بد ان يقتنع ان هذه التطورات انما انجزت بفعل تدرج سمو عمله الذي اثر ايجاباً فى سمو وعيه بأثر متبادل.

ولكن سيبقى السؤال يسأل: لماذا فهم وطبق ساسة المحاصصة فى العراق حركة قوانين الحياة السياسية بالمقلوب ؟!!

فلا جواب غير انهم : قد فهموا السياسة وطبقوها بالمقلوب ، عن عمد واصرار وتخطيط مسبق ، تنفيذاً لاوامر ومصالح اسيادهم وتحقيق مكاسب خاصة لهم ولاعوانهم . غير ان حركة الحياة سوف لن تتوقف على وفق المصالح والمخططات الشاذة ، فقد افرزت هذه السلوكيات الخاطئة والشاذة لحركة قوانين الحياة وبناء الدول والمجتمعات ، حركات سياسية متتالية متنوعة المناهج والاهداف ، كان آخرها ظهور تيار تصحيحي بداية عام (2012) هو "التيار الديمقراطي المدني"، الذي سيضع حداً لصراع الشعب مع ظالميه ومستغليه ومعاناته المأسوية الني طالت عقداً من الاعوام العجاف ، وسيولاً من الدماء البريئة ، وتداعيات مؤلمة لا يمكن وصفها.

وبالتأكيد سوف لا يخطأ شعبنا الباسل هذه المرة فى اختيار ممثليه الحقيقيين من هذا "التيار الديمقراطي المدني"، القادر على انتشاله من المحنة ، والساعي نحو تحقيق آماله فى بناء دولته المدنية الديمقراطية المؤمنة بالحداثة والتجديد ، على وفق برنامج علمي يهدف الى بناء الدولة المدنية على أسس علمية وهوية وطنية مستفيدة من تجاربه المريرة وارث النضال المسؤول للانسانية جمعاء.

فلقد تطوّر "التيار الديمقراطي المدني"، فى العراق بفعل الحاجة والضرورة ، ليضم (20) عشرون حزباً وكتل سياسية تسعى الى منافسة الأحزاب "الطائفية الكبيرة" المصّنعة بانتهازية ذات اهداف معاكسة لحركة الحياة وسنن التطور ومعادية للانسانية جمعاء.

لذا فان مهمة توعية الشعب ، وحثه على انتخاب ممثليه المخلصين لقضيته من التيار الديمقراطي ، ستكون مهمة كل الاوفياء لشعوبهم وللانسانية ..

فالعراق محط انظار مجتمعات العالم ، والعالم الثالث على حد سواء ، وبنجاحه سينقذ كل الشعوب المقهورة ويضعها على الطريق القصير والسليم والامين..

فهلم يا شعب العراق الابي الشجاع الى الانتخابات القادمة لانتخاب ممثليك الحقيقيين المدرجين بقوائم التيار الديمقراطي ، لتضع حداً فاصلاً وقاطعاً لاحزانك ، وبؤسك وفقرك.

يتبع


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter