| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                             الجمعة 22/3/ 2013

                                                 

الجيش (ليس) سوراً للوطن
(2)

د. ناجي نهر

وعلى هذا الاساس ومن خلال تطور الحياة وتطور االتقنيات المذهل و فوائدها الجمة للناس ، تطور ت بالمقابل ايضا ولكن على عكس المرتجى ، تطور ت آلة القتل للناس الابرياء من خلال تطور الة الجيوش ليس بالرصاص فقط وانما بمختلف المبيدات والسموم جوا وبحرا وارضا، وتضخمت اعداد منتسبي الجيوش ،وتم استخدامهم من انظمة الحكم الرأسمالية البوليسية بقسوة غير مسبوقة ،فاضحت اساليبهم الاستغلالية الخاصة والعامة اشد ظلما واكثر استغلالا، فقد سخر الطغاة مختلف وسائل الاعلام واكثرها ولاءا وقبحا للاشادة بالجيش ومواقفه المصطنعة المزيفة ،لاعلاء صرح قادة الدولة و قادة الجيش فطغت اسمائهم طولا وعرضا وحجما على كل المفاهيم الوطنية والانسانية ،وتفرعن الجيش وغدى اقوى بأسآ ووجعا على الشعب فى الممارسة الفعلية شكلا ومضمونا ،و كثر على هذا الاساس الاستغلالي الانشاد باسمه وبأسه والتغني بصفاته البطولية الكاذبة نثرا وشعرا وتقديسا ،و كثرت تسمياته حد الملل ،نذكر منها: [الجيش سور للوطن ، [الجيش المغوار وحامي الديار][ الجيش الرسالي][الجيش الوطني ] [الجيش الاميري][الجيش الحر][الجيش الامبراطوري][الجيش السلطاني][ الجيش الأحمر] [الجيش القاهر]الجيش الصدامي[الجيش العربي][ جيش الله ] واسماء اخرى كثيرة كان ابرزها بحسب اسماء الدول والالقاب المتفرعنة والسفاحة المدججة بمختلف مبيدات الاحياء والثروات المكونة لكوكبنا العزيز، حتى غدى كل من له احساس وبصيرة لا يطيق او يستسيغ سماع اي مفردة من اسماء الجيش واسلحته الفتاكة وفداحة مآسيه وتداعياته التخريبية الرهيبة التي يعجز العقل عن تصور كوارثها .

وهو ما يدفع بضرورة التخلص من تداعياته الباهظة فى الثروات والارواح ،وفضح مآرب كل من يروج لتسليحه واسناده .،مما تقتضي الضرورة والحاجة الماسة للتوعية الجماهيرية الشاملة والصريحة بالاستغناء عن الجيوش بالسرعة الفائقة واحلال ثقافة احترام القوانين المنظمة لحرية الانسان بحسب ما نصت عليه لوائح حقوق الانسان العالمية (بديلأ للجيوش) والتشديد على نشر ثقافة مقاومة صناعة الجيوش باحلال السلام العادل والدائم والمساواة بين المواطنين بالحقوق والواجبات مثلما هو مطبق بنجاح على نطاق العالم المتحضر الآن ،وفضح واجبات الجيوش الاساسية المعادية ، واثر صناعتها على هدر اموال الشعوب والتوقف فورا عن شراء الاسلحة الفتاكة الغالية الثمن على حساب جوع الناس وفقرهم منذ الوف السنين الغابرة وحتى الساعة. وانطلاقا من هذه الحقائق سيقع فى خطأ فادح من يبقى مقتنعا حتى اليوم بمقولة (الجيش سورللوطن) مع انه يرى ويتلمس من مجريات الواقع المعاش بان الجيش ليس سورا للوطن اومدافعا عن الشعب ) والعكس هو الصحيح .

فالجيوش بلا استثناء خلقتها مصالح الطبفات الحاكمة من اجل الدفاع عن حياتها وثرواتها ومصالحها ،اما الشعوب المغلوبة على امرها فهي ضحايا ووقود وآلة مطواعة للجيش وحروبه الفتاكة اللا مبررة . . فالجيش ما هو سوى اداة قمع الفقراء ونهب ثرواتهم وافقارهم ‘ فكم من الثروات والاموال الطائلة صرفت على اعداد الجيوش وتدريبها على القتل والتدمير اللا حضاري. وسواء كانت الدول كبيرة مستغلة وقاهرة للدول الاصغر ،او كانت دول صغيرة صنعتها انظمة الدول الكبيرة لابتزاز شعوبها وسرقة اموالهم ، فهما سوية (المستغل والمستغل) يعدون جيوشهم ويجهزوها من اموال الشعوب ،وتظل الشعوب هي الخاسر الاوحد.

لذا سيكون من الواجب الانساني ان تهب شعوب الارض ومناضلوا الكلمة الحرة المؤمنة بحقوق الانسان ومعهم العمال من صانعي الاسلحة بانواعها و الفلاحين الذين يشكلون اكثرية منتسبوا الجيوش من الجنود والمراتب ليصرخوا عاليا بصوت مدو واحد معلنين تمردهم على صناعة الجيوش المهلكة للحرث والنسل ،فيقطعوا بذلك دابر الذين يفكرون فقط بمصالحهم الانانية على حساب مصالح الآخرين وجوعهم وسرقة اموالهم، ليتخلصوا ويخلصوا كل المستضعفين وكل الفقراء من قذارات الحكام الفكرية وصناعاتهم التقنية العسكرية المهلكة لمجمل موجودات كوكبهم النفيسة ..والى الابد.
لذا تقتضي ضرورة التطور الاقتداء بالدول الغربية الصغيرة من غير الاستعمارية التي تطور وعيها الانساني المعاصر بما يناسب تطور العصر التقني والثقافي ، والاكتفاء بالاحتفاظ بشئ رمزي لا يتعدى بضعة سيارات وبضعة جنود فقط ،فالدول الغربية الصغيرة من غير الاستعمارية عانت الكثير من آلة الجيش وباتت غير متحمسة لصناعة الجيوش كما كانت عليه فى الوعي المتخلف سابقا ،وهي الآن تكتفى باجهزة الشرطة والامن لحراسة حدودها من المخربين والمتسللين وتجار المخدرات ، اما الغزو الخارجي فسيهب الشعب والعالم الانساني بشكل تلقائي للتصدي له وقهره مقتديا بالشعب الفيتنامي الباسل.

وللتأكيد على ان الجيش ليس سورا للوطن ، ما لاحظه الشعب العراقي فى نموذج الجيش (الصدامي) خلال الغزو الامريكي للعراق ،اذ لم يطلق الجيش لمقاومة الغزاة طلقة واحدة ، ولم يتحرك الشعب لمقاومة الغزاة بسبب كرهه الشديد لذلك النظام الاكثر ظلما وفسادا ودموية وقرصنة من الاستعمار ذاته ،وكان السبب الآخر والاهم فى تخاذل الجيش الصدامي المدجج باسلحة فتاكة عن مقاومة الغزاة ، معرفة مراتب الجيش وهم الاكثرية العددية ان اثمان اسلحتهم قد انتزعت من ضلع الشعب وقوته بالقوة وبغير حق ومشروعية،وكانوا فرحين ومستبشرين بالقضاء على الحكام الطغاة ، فلم يطلقوا على الغزاة رصاصة واحدة ، وبالتالي كانت النتيجة المتوقعة الاكثر خزيا وعارا ،قد تجسدت فى فرار قادة الجيش الصدامي من اصحاب الاوسمة اليوبيلية المذهبة والقبض على قائد الجيش الاعلى المهيب الركن صدام حسين!! مختبئا بجحر مظلم ،شانه شان كل الظلمة وتجار الحروب وزعماء وقادة جيوش العالم الثالث قاطبة ،فهذه الجيوش لم تصنع لحماية الناس بل صنعت لحماية الانظمة من شعوبها فقط وليس العكس ،ومن الجريمة الكبرى بحق الشعب والانسانية صرف مليم واحد على تسليح الجيوش ، والصحيح هو دراسة كيفية الغائها والتخلص من ميزانيتها التي غالبا ما تزيد على نصف ميزانية الدولة بكامل مستحقات المجتمع ومؤسساته الانتاجية والتعليمية والجماهيرية.

ولذلك ينبغي التأكيد الدائم على التوعية بجوهر ثقافة العصر ،وترسيخ مبادئ السلام والتآخي بين الناس محليا وعالميا ومقاومة مخططات صناعة الجيوش وفضح اضرارها وطقوسها الكاذبة واعطائها صفتها الحقيقية القاتلة للشعوب ،وليس تلك الصفات والاوسمة اليوبيلية الفاخرة والكريمة التي لم تستحقها.

يتبع
 

الجيش (ليس) سوراً للوطن (1)
 

 

free web counter