| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

الجمعة 1/2/ 2008

 

دراسات :

سمو الوعي سمو للعدل والمساواة
(7)
شحذ الهمم الديمقراطية

ناجي نهر

                  
  لولا العقول لكان أدنى ضيغم            أدنى الى شرف من الأنسان - الرضي -

نداء مدنيون الديمقراطي:
يجسد ظاهرة سمو وعي عراقي جديد ومطلب جماهيري ملح وحاجة إنسانية لبناء مجتمع مدني ديمقراطي مستقر في العراق وهو صادر عن مجموعة كبيرة من ممثلي مختلف القوى الوطنية الديمقراطية ,وقد تناولته مختلف الآقلام بالدراسة والتقييم والتحليل النقدي فى السلب والأيجاب وهذا التناول والتقييم المتنوع بحد ذاته شكل منذ لحظة إنطلاقه نصف النجاح ووصل الى نصف الأهداف التي توخاهها ,فقد كانت المساهمات والمداخلات تصب فى موسوعة نشر الثقافة الديمقراطية وترسيخها فى بلادنا والعالم ,مؤكدة على أهمية النداء وتعطش الشعوب الى الحرية والديمقراطية , ومن أجل الأستفادة من نتائج النداء تقتضي الضرورة التذكير بما يلي :

1 - النداء بتصوري يجسد حاجة شعبية عامة الى اللحاق بالتطورالأجتماعي العالمي المعاصر [الوطني والأنساني] ,وقد جاءت ولادته بفعل إفرازات حركة الحياة العامة ,فلم يولد هذا النداء بتخطيط وبمشيئة مسبقة لفرد أو جماعة بناء على ضغط الحاجة الى التغيير فقط أوبفعل مضاد لدولة أوحكومة أو فئة إجتماعية أوآيديولوجيا بعينها كما يحلو لوسائل الأعلام المعادية لتقدم الشعوب تصويره وتشويه حقيقته , لكنه بالتأكيد جاء ضد الظلم والتخلف والأستغلال أينما كان موقعه على ظهر كوكبنا .
فالولايات المتحدة عند إحتلالها العراق فى 9 / 4 /عام 03 / م ,لم يكُ في مشروعها كما توضح من ممارساتها اللاحقة على أرض الواقع إقامة نظام حكم ديمقراطي فيه أو فى غيره من بلدان العالم الأخرى ،ولذلك زجت الدين بالسياسية وبالأفكارالقومية ودخلت مع قادتهما في تحالفات متحركة متقلبة مبهمة وعصية الفهم ,وكان هدفها الأول تغييرالنظام الدكتاتوري المتمرد عليها وتدميرآيديولوجيته وعنجهيته الفارغة التي لم تعود مناسبة بما فيه الكفاية لحفظ مصالحها !!,ولذا فقد إستند الأمريكان وحلفائهم فى عملية التغيير على إستغلال نقمة أكثرية المواطنين على نهج النظام الظالم وممارساته القمعية ووعدوا الشعب بالتخلص من جوره وإحلال النظام الديمقراطي بديلآ عنه وقد إستجاب الشعب المظلوم لوعودهم أملآ فى تغيير واقع حاله المأساوي , ولكن خطة الغزاة تلك كانت من باب التكتيك والخداع و لتغطية أهدافهم الحقيقية مارسوا أساليب تعقيد الواقع وتظليمه, ,فالديمقراطية بكل المقاييس لا تعني إعطاء الحرية للأحتلال والسماح بفرض ما يبرر تدمير البلد والأبادة الجماعية والقرصنة ونهب الثروات .
2 - من هنا كان على الطلائع الواعية حث الخطى الواثقة نحوتدارك الأمور وتصحيح الأخطاء السابقة غير المفصودة والتبرك بوجه الديمقراطية الصبوح المبتسم والتشمير عن السواعد السمر للتدرج فى بناء دولة القانون والمساوات والديمقراطية ودمج المصالح الخاصة بمصلحة المجتمع والوطن العليا والسعي الفاعل من أجل سيادة النهج الديمقراطي المؤوسساتي التعددي إعتمادآ على االبرمجة المدروسة على مراحل وبالأستناد الى العلم وتجارب الشعوب الناجحة فالديمقراطية هى رأس رمح الحركة التقدمية العلمية الحداثوية التطورية الأنسانية و مسؤولية حمل هذه الرسالة والتبشير بها وتحقيقها تقع على كاهل مناضلين أشداء يحبون شعبهم أكثر من حبهم لمصالحهم الخاصة ولا تخيفهم أو ترهبهم فى الحق لومة لائم .
3 - لقد أكدت الحقائق وتجارب الشعوب أن لا أحد غير الديمقراطين المتنورين المؤمنين بالحداثة والتجديد بقادر على تطبيق الديمقراطية مهما تبجح بأجترارها ,ولا تنجح الديمقراطية بغير فصل الدين عن السياسة كما نجحت الشعوب قبلنا بأمتياز ,وهذه الحقيقة تدركها القوى ذات المصالح الشاذة جيدآ كما تدرك معها خطر النهج التنويري المعاصر على مصالحها , وكما هو ملموس فقد أثمرالعمل النضالي لقوى الديمقراطية فعلآ بتحريك الشارع العراقي نحو رفض الطائفية وسياسة المحاصصات بعد أن تلمس مساوئها وأضرارها وتداعياتها المدمرة عليه من خلال الممارسات الكارثية للسنين الماضية , مع ذلك تبقى مقاييس النجاح والفشل فى كل المشاريع نسبية ,ويبقى تحليلها وتقييمها مستندآ على خلفية المحللين وإجتهاداتهم الشخصية والفئوية التي غالبآ ما تكون منحازة الى ذاتها لكن التقييم السئ والعمل المضاد للواقع يظل فى كل الأحوال عاجزآ عن إيقاف حركة الحياة التقدمية اللولبية المتصاعدة الى أمام .
4 - النداء الديمقراطي المطروح هو كما معلن ليس شيوعيآ أو ماركسيآ أو راديكاليآ صرفآ بالمعنى الجذري للمصطلحات ,وإنما هو دعوة عامة صادرة عن ضرورة الحاجة الى إتفاق قوى الخير والتقدم والديمقراطية من أجل بناء عراق ديمقراطي مساواتي عادل متدرج الخطوات متناسب والواقع المعاش و سمو الوعي ونسبته المكانية والزمانية للتطبيق الناجح .
وسيظل أسمى ما فى النداء دعوته الى الترفع عن الصغائر الأنانية والأمجاد الشخصية ونبذ التطرف والأرهاب والصراع الدموي والدعوة الشفافة الى الوحدة والتآخي والسلام ،ممايلزم المزيد من الجهد الوطني والأنساني فى مساندة هذا النداء الخير والتوقيع عليه وحث المعارف والأصدقاء والأقارب والجيران وزملاء العمل والدراسة على تعميمه وإرساله الى كل الأخيار من أجل التسريع فى إنجاحه بهمة إستثنائية ومسؤولية وطنية وإنسانية صادقة.
 

يتبع

¤ الحلقة السادسة
¤ الحلقة الخامسة
¤ الحلقة الرابعة

¤ الحلقة الثالثة

¤ الحلقة الثانية

¤ الحلقة الأولى


 

Counters