| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

الخميس 24/1/ 2008

 

دراسات :

سمو الوعي سمو للعدل والمساواة
(6)

ناجي نهر

                  
  لولا العقول لكان أدنى ضيغم            أدنى الى شرف من الأنسان - الرضي -

تحت ضغط الضرورة أكتب بصور وإسلوبية مختلفة فى تعريف الوعي وماهيته وشموليته وبما متفق عليه من تعريف عند جميع المدارس الفكرية [ المادية العلمانية والمثالية الرأسمالية و الدينية ] وهدفي إيصال المعلومة للمتلقي بيسر وشفافية .
وستكون العود ة الى تعريف العلم ( الوعي ) هذه المرة مختلفة من حيث التفاصيل والأعداد واشراك كوكبة من العلماء والمختصين والباحثين والمراجع الموثقة للتأكد من سلامة ودقة التعريف ,الذي أجمعوا عليه وكالتالي : -
- الوعي بمعنى : العلم ، العقل ، الأدراك ، الفكر ، الروح ، موسوعة العلوم النظرية والتقنيات العملية وما يماثلها من أفكار نظرية وتطبيقية وتجارب عامة وخاصة سالفة وكل ما تنقله أحاسيس الأنسان من الواقع الموضوعي على عقله ومداركه بسبب العمل الجسدي أو التأمل الفكري فى الزمان والمكان المعاصر . - مصدر الوعي : لا زال مصدر الوعي مختلف عليه بين جميع المدارس الفكرية والفلسفية التي توالدت من الفلسفتين الرئيسيتين [ المادية والمثالية ] وبرغم العينات الكثيرة التي تؤشر بوضوح تام على حقيقة منبع العلم ومصدره المادي الملموس وما يعكسه الواقع الموضوعي على وعي الأنسان . وبرغم الحقائق الحاسمة فى تحديد مصدر الوعي فلا زال الأختلاف على مصدره ولأسباب معروفة تثير أسئلة مربكة تتطلب من التنويرين الجرأة فى مناصرة حقائق العلم ولجم التطرف والمبالغة فى وصف العلوم والأفكار ومصادرها المادية منها والمثالية وإيقاف التطرف والمغالات فى تقييمها لأن المغالات بألأشياء وإن كان فى شرب الماء ضار ومخالف لقوانين الحياة والتطور ,ولكن يمكننا فقط التدقيق فى المعلومة الظاهرة وفحصها ومعالجتها وتطهيرها مما فسد منهُا وتطويرها وجعلها تتناسب مع مستجدات وحاجات إستخدامها فى البناء اللاحق الخاص والعام ,فللزنابق الفاسدة كما قال العم ( شكسبير ) رائحة أشد فسادآ من الأعشاب الضارة . وسر التخلف المعيب فى بعض مثقفي بلدان العالم الثالث وغيرهم هو إبتعادهم عن مفهوم وتطبيق هذا القانون العلمي !!.
- لقد عرفت بعض كتب مناهج البحث المقررة فى الجامعات العلم [ الوعي ، المعرفة ] بأنواع مختلفة متناسبة مع خلفية الكتاب الفكرية ولكن أكثر التعريفات شيوعآ على المستوى الدولي ذلك التعريف الذي أقرته اليونسكو فى الجلسة العشرين لمؤتمرها العام فى 27 / نوفمبر / 1978 م ,ووافق عليه ممثلو جميع دول العالم الأعضاء فى اليونسكو والذي عرف العلم بأنه : -
هو النشاط الذي يقوم الإنسان من خلاله بمحاولات منظمة ,لكي يدرس بموضوعية الظواهر القابلة للملاحظة بقصد إكتشافها وفهمها فهمآ كاملآ وفهم أسبابها ,ويجمع معآ النظم الفرعية للمعرفة الناتجة عن التفكير والفهم المنظم فى أشكال متناسقة غالبآ ما يعبر عنها برموز رياضية يمكن إستخدامها لصالح المعرفة ولفهم العمليات والظواهر التي تحدث فى الطبيعة والمجتمع .
ويأخذنا هذا التعريف الى إيضاح ما يلي : -
- أن العلم نشاط إنساني بطبيعته ,بمعنى أن عمل الأنسان ونتاجه وعلاقاته مهما كانت بسيطة تعد علم فى دور( التراكم الكمي ) غير المحسوس بحالته النهائية النوعية لكنه فى هذه الحالة وغيرها يعبر عن حاجة الأنسان الى التطور التقني والى معرفة ووصف وتفسيرما يحيطه من ظواهر فى بيئته ومجتمعه فيتفاعل معها ويؤثر فيها وتؤثر فيه ,أي أن الأنسان عندما يسعى للمعرفة ,يحاول أن يعرف بما يتحسسه من ظواهر ,وقد تكون هذه المحاولة ناجحة بنسبة ما وليست ناجحة تمامآ, وتلزمه ان يكرر المحاولة حتى يتم الفهم الكامل والوصول الى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الظاهرة أو التي تربطها بظواهر إخرى - -
- وإستنادآ لهذا التعريف فتقييم العلم مرتبط بالحركة ، وبالنشاط الأنساني،والعمل التفاعلي وإرتباطاته وتأثيراته المتبادلة مع بقية المحسوسات فى المكان والزمان المحددين .
- وبما أن تقييمات العلم تظل نسبية ملازمة لحركة الحياة وتطورها فى الزمان والمكان فيعني أن العلم يتجدد من خلال عمل الأنسان وتجاربه التراكمية,ويعني وهو الأهم أن الجمود على العلم وتقديسه إنما هو فى حقيقة الأمريعني القبول بتوقف حركة الحياة والتطور والموت . وإن الأصرار على فرض القديم والقوانين اللاعلمية على سكان المعمورة عامة والمفكرين والباحثين وطلاب الأكاديميات العلمية بصورة خاصة جريمة لا تغتفر لأنه سيقتل سمو الوعي وعنفوان العطاء الجديد ,فالشباب قد ولدوا فى زمان مختلف عن زماننا وبحاجة الى حريات أوسع من الحريات التي توفرت لنا كي يبدعوا فى تطويرالمعارف التي جمعناها لهم ولكي يخلقوا منها ما يناسب عصرهم ويفيد الأجيال الاحقة .
وبتصوري أن الأشكالية التي يقع بها مقدسوا الأفكار هي ببساطة أنهم لا يعتقون بأن الأفكار تعد أداوات ووسائل لتبادل المعارف العلمية والتقنية والعلاقات الأنتاجية والأجتماعية المختلفة بين الناس والضرورة تفرض تغيرها وفق حاجاتهم ومتغيرات واقع حياتهم الزماني والمكاني . ويمكن القول مما سبق من تعاريف للعلم ( الوعي ) بأنه لا يمكن تسمية الأفكار التأملية المجردة مهما كثرت مجلداتها الصاعدة والنازلة بعلم منتج ,لكن قد يحتاجها الأنسان المتعلم لتذكيره فى إيجابيات وسلبيات تجاربه العملية السابقة ,لكي يتمكن من الأستناد عليها فى ضبط خططه وتصوراته لعمل منتج قيد دراسته الاحقة أو للترويح الروحي من عناء جهده وفداحة مصائبه .
 

يتبع

¤ الحلقة الخامسة
¤ الحلقة الرابعة

¤ الحلقة الثالثة

¤ الحلقة الثانية

¤ الحلقة الأولى


 

Counters