| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الثلاثاء 17/7/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


نظم العربان والديمقراطية
3


ناجي نهر

تناول القسم الأول الجواب على السؤآل المركزي فى هذا المقال : لماذا ترفض نظم العربان العربية دخول الديمقراطية الى بلدانها ,وتتظاهر بأساليب مخادعة برفع شعاراتها .
وتناول القسم الثاني من المقال : تعريف موجز للديمقراطية المعاصرة ,وشروط نجاح تطبيقها .
وهذا القسم الثالث // 3 سيتناول : - إستراتيجية الحرب التي سميتها - الحرب العالمية الثالثة - والدائرة رحاها منذ مطلع هذا القرن حتى اللحظة بين أنصار الديمقراطية المعاصرة المؤومنون بالحداثة والتغيير وبين أعداء الديمقراطية من السلفين الذين يحضون بمباركة نظم العربان الكاملة ودعمهم اللوجستي ,وتأثير ذلك على الواقع المأساوي فى عراق اليوم .
- ومن صحة الوعي ,الأقرار بحقيقة معروفة ومكشوفة تؤكد أن أنظمة العربان من دون إستثناء هي صنيعة الدول الرأسمالية الكبرى ولذا فمن الخطأ الجسيم إدعاء البعض بوجود خصوصية تميزهذه الأنظمة عن آيديولوجية ونهج صانعيها وتكسبها الأرادة والأستقلالية المنفردة فى صنع قراراتها وتطلعاتها ,فهى على إختلاف مسميات أنظمتها وأشكالها الملكية والجمهورية تابعة لمتطلبات مصالح الدول الرأسمالية التي أنجبتها ,وإن إستراتيجيتها وبرامجها المرحلية وخططها التنموية الشاملة والمحددة هي جزء من إستراتيجية وخطط خالقيها العظام ، وبما أن أمريكا هي القطب الأوحد فى هذا الزمان والمكان فستكون بالنسبة لهذه الأنظمة هي السيد المطاع ,ومن يتمرد منها سيكون مصيره مصير نظام العفالقة الصدامي الذي سقط فى بغداد فى 9 / 4 /03 /م ,ومصير نظام طالبان المتخلف فى أفغنستان ,والمطارد فى الجبال والوديان .
- ولكن أنظمة العربان لها فضائل إخرى مميزة ,فهي ستبقى تجيد اللف والدوران وأساليب السيطرة على شعوبها بأساليب مبتذلة لا تشرف الأنسان وتمد مجسات إخطبوط نظامها الفاسد وتحميه بتعدد الزوجات والأكثار من الذرية وتوسيع المصاهرة مع العوائل القريبة من ثقافتها والمتشابهة مع مصالحها من أجل السيطرة على مؤوسسات ومرافق الدولة والمجتمع ومن أجل الأمعان فى إهانة المرأة وإستعبادها ,وهي أساليب نجح أجدادهم وأسلافهم بممارستها من قبل .
- و ما ينزفه عراق اليوم من دماء بريئة لهو دليل آخر على شرف أنظمة العربان وسمو إصولهم وفروعهم وحبهم المستهام للديمقراطية ومصالح شعوبهم المنكوبة بعارهم وشنارهم المخزيين !!! فقد تغلبت أجهزة مخابراتهم بجدارة على وكالة المخابرات المركزية للأسياد حينما إستطاعت أن تبعد الضرر عن عروشهم وتجعل من العراق سدآ منيعآ للدفاع عن بلدانهم وساحة حرب لتصفية حسابات أمريكا مع القاعدة ,ظنآ منهم بأن أمريكا صادقة هذه المرة بشعاراتها لتحرير العراق وتلوينه بالديمقراطية التي يظنون أنها ربما ستنال بلدانهم أيضآ !!! ,لكنهم أخطأوا التقدير فى مرتين ,الأولى بقراءة واقع العراقيين المناضلين الذين فشل الأستعمار واللوب الصهيوني بتركيعهم خلال القرن العشرين المنصرم وهؤلاء هم الأمل المرتجى وسيبقى الأستعمارعاجزآعن تركيعهم الى الأبد وأخطأوا حينما ظنوا بالعراقيين الذين جاءوا مع المحتلين بصفة أدلاء ليس غير وإعتبروهم مناضلون أشداء من الصنف الأول , بينما هؤلاء لا يختلفون عنهم ولاعن ثقافتهم لا بالشكل ولا بالمضمون وأكثرهم والحمد لله عربان ومسلمون أقحاح ومتعصبون لطوائفهم وقومياتهم !!! , ومنذ سقوط النظام البائد وحتى الساعة والعراق بوجودهم وجودهم وعبقرياتهم يرفل بالجنان وعبادة الأصنام و مضارب الأجداد العظام وجاهليتهم وعنترياتهم الفارغة التي لم ينتصروا فيها يومآ على ذبابة لكنهم علموا شعوبهم كيف يكونوا عبيدآ وكيف يلثموا الأقدام .
- وحينما شعر حكام أنظمة العربان بأنفضاح أمر متاجرتهم بالدين تحولوا اليوم الى إشغال الشباب بالبورصة والآسهم والمقامرة بالعملات ,وأخذت وسائل إعلامهم وفضائياتهم المكروهة تعج ليل نهار وبشكل مقرف ومقزز بأعادة المديح والثناء للقادة الضرورة ولهذه الأعمال القرصنية البعيدة عن خدمة الشعوب وتغيير واقعها المؤلم وتطلعها الى دولة القانون والمؤوسسات المدنية والديمقراطية .
- لقد تناسى حكام أنظمة العربان أن الشعوب ستطاردهم فى كل مكان وقد وقعوا تحت مرمى النار ومجاهر الكاميرات والهاتف النقال وأجهزة الحاسوب المتطورة التى لا تفلت منها شاردة وواردة وسوف تلاحقهم فى مخادعهم ومضاجعهم السرية ومزارعهم الخاصة وصالونات الحلاقة , فأين المفر ؟؟؟ .
لقد بات جليآ أن الأستراتيجية الأمريكية لا يهمها من العربان غير ثروات بلدانها والتحكم بذهبها الأسود من أجل لوي أذرعة جميع بلدان العالم من خلال السيطرة على منابع البترول .
- يتظاهر حكام أنظمة العربان بالعمى الأسود عن {رؤية } عظمة الأنسان الذي خلق لهم ما ينعمون به من طيبات وعن مكانته العصرية وسمو حقوقه التي أقرتها وثبتتها جميع الأتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية ومئآت المنظمات الأنسانية المنتشرة فى ربوع العالم ,وهم بالوقت الذى لا يعترفون به بمثل هذا الأنسان المنتج يتمسكون بالحثالات المنقرضة لسد حاجة أسيادهم منها ,فقد كانوا ولا زالوا المجهز الوحيد لوكالة المخابرات المركزية بالبلطجية وقطاع الطرق وتجار المخدرات والمافيا الدولية ومليشيات الجريمة المنظمة التى لعبت أدوار مميزة ضد أنصار الديمقراطية والتقدم أيام الحرب الباردة ، فليس فى الكون كله إنسان سوي لا يشعر بالغثيان وبتقطع أنياط قلبه إربآ إربآ وهو يشاهد الفضائيات الأسلامية التى تمولها أنظمة العربان من ثروات الشعوب المسروقة وهي تقوم بغسل عقول الأبرياء البسطاء المظلومين حيث يبدع وعاظهم فى هذه المهمة غير الشريفة ويتفننون وتتراجف لحاهم القذرة حقدآ وكراهية على كل المتنورين ، متوهمين أن حكاياتهم التخديرية الشبيهة بحكايات العجائز القديمة التي كانت تحكيها لأحفادها كتنويمة خيالية عن عنتر وعبلة والزير سالم والمياسة والمقداد وخالد وطارق الذين كانوا يقطعون أذآن السباع ويقتلعون الفرسان من على سروجهم بعنفوان ظنآ منهم بأن تلك الحكايات سنكون مقنعة أو ستكون صالحة لهذا الزمان 
- نحن الشعوب المظلومة مسؤولون عن صناعة هذه الأنظمة والأصنام ,ونحن المسؤولون عن تغييرها ومحاكمتها عن الجرائم التي إرتكبوها بحق الشعوب وعن جرائم وأد النساء وعن خسارة ثروة الشعب على رشوة العملاء وموائد القمار وعن حرف الشعوب عن مفاتيح تحررها وتقدمها الى أمام وزرعهم بدلها بذور الكراهية بين الطوائف والأديان والحضارات بأسمآء وهمية مخادعة : كالدفاع عن الوطن وشرف الأمة وفلسطين ونكبة الحسين والخ والتفاخر والتقديس بأسماء طفيلية وآيات شيطانية ما أنزل الله - س - بها من سلطان وسوق الألوف من البسطآء آلوف الكيلو مترات حفاة ومشيآ على الأقدام ,وسنحاسبهم عن زيادة الملتحين هذه الأيام ,وكيف أوعزوا اليهم بأصدارالفتاوى المبررة لجرائمهم وقلب هزائمهم الى إنتصار وكيف أبقونا عبيدآ نلثم الأقدام ؟؟؟؟ .
- إن الجنون القاتل لدى حكام أنظمة العربان هو زيف إدعآتهم المكشوفة للعيان وتناقضها مع إدعائهم و إلتزامهم بحقوق الأنسان وسنحاسبهم عن قرارات قممهم المكوكية مثار السخرية والتى كانت لا تتعدى كيل المديح للدولة المظيفة السابقة والاحقة والأشادة بمنجزاتهم الوهمية وبكونهم الأبطال المتأسدين على شعوبهم والقادرين على زجها فى محرقة الرأسمالية العالمية وأساطين المال من اللوب الصهيوني وتركيعها بالقوة أمام جبروتهم ,حيث تنطلق من القواعد الأمريكية فى بلدانهم الطائرات والأساطيل والجيوش الجرارة لقتل وإبادة شعوب إخرى مثل شعوبهم وهم يقهقهون مع أسيادهم الغزاة الذين يحظون بمباركتهم والدعاء بأنتصارهم !!!!!!! متناسين أن الحرب مهما كانت أهدافها هي حرب غيرعادلة ونقيضة للديمقراطية وللمثل الأنسانية , وهم يعرفون جيدآ أن الديمقراطية هى المفتاح المرن والسهل لحل معضلات الأنسان أينما كان .
-- إن الديمقراطية المعاصرة تعني القيادة الجماعية التى تبتدأ بالشعب وتصعد الى قمة السلطة وإن البنيان الذي لا يستند على هذا الأساس السليم سيكون بنيانآ آيلآ للسقوط آجلآ أم عاجلآ وبأمكانك أن تجرب بنفسك ذلك ,فاذا زررت قميصك من الأعلى ربما ستخطأ اما إذا زررته من الأسفل فلا تخطأ ولذا كانت القاعدة الشعبية هى منبع الديمقراطية فى البلاد العريقة ,كالدول الغربية التى إعتمد ت على الشعوب ومشاركتها الفعالة فى كل صغيرة وكبيرة وبات أي مواطن بأمكانه الأتصال هاتفيآ بأي مسؤول ليشرح قضيته أو قضية الشارع الذي يسكنه ,وأن الحكومة ومؤوسساتها والمؤوسسات المدنية والجماهيرية جميعها تعتمد على القرارات الجماعية الصادرة من مكتب رئيس الوزراء أومكتب الوزير أومكتب المؤوسسة المعينة وهكذا لا تجد للفردية أثرآ يذكر ولا يتخذ قرار مهما كان بسيطآ إلا بموافقة الجميع ، وليس كما يمارس فى ديمقراطية العراق الجديد الذي تسن وتمرر فيه قوانين إستراتيجية خطيرة كقانون النفط الجديد دون الرجوع الى الأكثرية أو الى المختصين أوالى الشعب ,ربما رجعت الحكومة ا الى مصادرهم المعروفة ونفذوا لهم ما يطلبون !!!! والله وحده سميع عليم !!! ،المصيبة الأخرى والأهم والمضحكة المبكية أن تسمع وأحيانآ تقرأ فيما يكتبه فطاحل السياسة أن هناك فى العراق الجديد عملية سياسية !!! وهذه خدعة وخديعة وجريمة كبرى ضد شعب مذبوح من الوريد الى الوريد ومهجرعلى الهوية حيث تتقاتل الطوائف الدينية ,ولكن من الجائز ان تكون فى العراق عملية سياسية حيث لا شئ يتحقق بدون السياسة ولكن لخدمة من هذه العملية السياسية ومن يحركها ؟؟؟ !!!! .
- قد تجد الشعوب لأول وهلة فى تطبيق الديمقراطية صعوبة ما وهو أمر طبيعي فى كل تطبيق لظاهرة جديدة
والسبب فى هذا الأمر ناتج عن ممارسة الظواهر القديمة فترة طويلة حولتها الى عادة متأصلة فى الوجدان يصعب تغييرها مثلها مثل عادة التدخين وتقليعة الملابس والصعوبة فى تغييرمودتها وهكذا ولكن هذه الصعوبات ستزول بالتدريج حينما تمارس الظاهرة الجديدة لفترة أطول ويستذوقها الناس ,حينذاك ستصبح الظاهرة القديمة فى نهاية المطاف فلكلورآ للتندر والأنشراح وقد عالج تلك الصعوبات المتعبة فى بداية الممارسة و كيف تتحول الظاهرة القديمة الى فلكلور الفيلسوف اليوناني أفلاطون قبل الميلاد بأكثرمن أربعة قرون .
وهنا لا بد من التأكيد على أن الحكومة ستبقى هى الجهة الحاسمة والمسؤولة ,مسؤولية كاملة عن تطبيق الديمقراطية وإختزال زمنها وتذليل عوائقها بوسائل ميسرة الآن وسهلة التطبيق جدآ بألأعتماد على الدراسات المختصة والأستفادة من تجارب الشعوب .
أما أفضل تسمية لحكام أنظمة العربان ,فلا زالت : - أعداء الديمقراطية وأصدقاء الظلام -

¤  نظم العربان والديمقراطية  - 2

¤  نظم العربان والديمقراطية  - 1