| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ناجي نهر

 

 

 

 

الأحد 15/7/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


نظم العربان والديمقراطية
2


ناجي نهر

القسم الثاني : تناول القسم الأول الأجابة على السؤآل المركزي فى هذا المقال : - لماذا ترفض نظم العربان فى البلدان العربية دخول الديمقراطية الى بلدانها وتتئآمر على قتلها ,ومن جانب آخر تخادع البسطاء والفقراء وتستمرعلى نفاقها رافعة شعارات الديمقراطية الكاذبة ؟
وهذا القسم سوف يتناول ,التعريف الموجز للديمقراطية المعاصرة وشروط النجاح فى تطبيقها : -
وإبتدءآ أود التنويه بأن أسماء مصطلحات مثل - الديمقراطية والعلمانية والحداثة والعولمة وغيرها - إنما إستمر تدوالها بين الناس بشكل واسع ولزمن طويل لكونها لا زالت تعبر عن ظواهر مادية محسوسة تعاقبت ولادتها فى كوننا خلال فترات زمنية متفاوتة وهي لا زالت حية ومؤثرة فى حركة واقعنا وإستخداماتنا اليومية وغير مندثرة بعد ,ولا زال الناس يتلمسونها ويحسون بمؤثراتها الأيجابية والسلبية عليهم ,لكنها أيضآ سوف لا تدوم وسوف تتغير فبما بعد ,مثلما تغيرت الظواهرالسابقة من قبلها حينما تغير الزمان والمكان ,فحيث لا شئ يبقى على حاله غير وجه الله - س -
- الديمقراطية كما يعرفها العلمانيون وتطمح الى تطبيقها غالبية الشعوب تعني حكم الأكثرية ,وإن شروط سيرورتها وإنمائها وترسيخها فى الممارسة الصحيحة وتجذيرها فى العقول والأبدان ,إنما يأتي بشكل تدريجي وعلى مراحل بعد توفير آلياتها وأدواتها ومناهجها وخططها المناسبة وتواجد الأكثرية المقتنعة فى مبادئها والقيادة المخلصة المؤومنة بسيادتها وتطبيقها والقادرة على إعداد الدراسات النظرية والعملية من أجل إختزال وقتها ومعاناة مخاضها بالأستفادة من خبرة وتجارب الناس الذين سبقونا ونجحوا فى تطبيقها .
- أن نجاح الديمقراطية مرتبط بشروط ومؤثرات إخرى كثيرة على رأسها تركيبة المجتمع الأثنية والطبقية والدينية ومستوى الوعي السياسي والأجتماعي والأقتصادي والتحرر من الهيمنة السياسية والأقتصادية وإستيعاب مفهوم الأقلية والأكثرية الذي سبق شرحه فى مقالات كثيرة سابقة والذي لا يعني النسبة العددية للناس فالأقلية العددية التي تؤمن عن وعي علمي بضرورة تطبيق الظاهرة الجديدة حال إنتشارها ونجاحها فى التطبيق على النطاق العالمي بأعتبارنا جزء لا يتجزأ منه ستكون هي التي تمثل الأكثرية ,على سبيل المثال الأقلية العراقية التى تؤمن بتطبيق الديمقراطية المعاصرة التي ترفل بخيراتها ومكاسبها شعوب الدول الغربية وأكثرية شعوب العالم الأخرى الآن ,هذه الأقلية التي تؤمن وتسعى عن وعي وحس إنساني بضرورة تطبيق الديمقراطية فى بلادنا لكي تتمتع بها شعوبنا المظلومة فى حقوقها وفي حريتها وإرادتها , هي التي ستمثل الأكثرية برغم قلة عددها ,وأما الأكثرية التى ستبقى متشبثة بالظاهرة القديمة التى ولى زمانها كظاهرة حكم العشيرة والطائفة وحكم الملوك والأمراء و حكم الملالي ووعاظ السلاطين والقردة والمشعوذين والطفيلين والقراصنة فهي التي ستمثل الأقلية برغم كثرة عددها وهكذا . - كمإ إن الأساس فى نجاح الديمقراطية مرتبط بمعرفة : - شكل الأنتخابات ومستوى نزاهتها ونسبة المشاركة الوطنية فيها ونوعية المرشحين ونسبة المنافسة فيها ونسبة الناخبين من سكان المدن والريف والطلاب والشباب والمتعلمين, وهل أن شكل النظام : فردي بيروقراطي أم دولة قانون مؤسساتية ,ومستوى المركزية واللا مركزية فيه وما هو شكل توزيع الموارد والناتج القومي ودخل الفرد فى المجتمع ,وعلى درجة أهم من كل ما سبق هوالنظرالى التاريخ النضالي للشعب والتجارب والدروس المفيدة المستخلصة منه .
إن أنجع وأنجح وأضمن أداة ووسيلة لتطبيق الديمقراطية هو توفر تنظيم سياسي علماني تقدمي متنوع ومنفتح وعصري يتميز بموقف حضاري متجدد وثقافة مؤمنة بالمساواة والعدل وتكافؤ الفرص وحل الصراعات المختلفة بالحوار والحوار وحده واحترام الرأي والرأي الآخر والأنتقال السلمي للسلطة ,بلا مزايدات فارغة وتفاضل جاهلي وأثني أو عقائدي ,وتوفرجبهة أحزاب متفقة بشرف على قواسم وأهداف وطنية مشتركة و حكومة تقدمية ديمقراطية منتخبة مؤمنة بالتطور وحركة الحياة السرمدية التي لا تقبل الجمود وتقديس الأفكار والوصاية من خارج الواقع المعاش وترفضها بشجاعة ووضوح رفضآ باتآ لتكون بحق أداة معبرة شكلآ ومضمونآ عن آمال وطموح كل الناس دون تمييز ,حكومة خالية من اللصوص والمدعين المتجاوزين على نضال الآخرين وتضحياتهم ومآثرهم ,حكومة تؤمن بحرية الأعلام وسلطته الشاملة المراقبة والراصدة لعمل ونتاج جميع مؤسساتها المدنية والدفاعية والأمنية والمالية والجماهيرية المختلفة وتستند على تقاريرها النزيهة .
ونجاح الديمقراطية يتطلب حكومة منبثقة من جبهة وطنية عريضة لكي تتمكن من إختراق المروثات القديمة المتجذرة فى عقول البسطاء وتتخطى رواسب وثقافة الحكام السابقين المستفحلة فى المجتمع بقوة وتسحقها بقوة وشجاعة لا تقبل المساومة والتردد .
ويتطلب نجاح الديمقراطية أيضآ ,حكومة واعية لعمق رسالتها الأنسانية التى هي رسالة ليست بالسهلة ولا يمكن لغير المناضلين النجاح في تطبيقها لبساطة الأكثرية وتدني وعيهم وجهلهم بتطوارات العصر ,لكونهم كانوا بالأمس قد تعرضوا الى عمليات تشويه العقول وغسل الأدمغة وحشوها باليعسوب والزفت الأسود والفتاوى الشيطانية المضللة والمحيرة والمجرمة ,ولذا فإن تخلف الوعي الى هذا المستوى الواطئ ,سيزيد مهمة النضال والمناضل صعوبة وتعقيدآ ويجعل مناضلي الديمقراطية وكأنهم يحفرون فى الصخر الصلد جدآ ,مما يتطلب منهم أن يكونوا على درجة عالية من الأتقاد الذهني والأبداع الفني والتكتيكي المرن والشفاف ,الواضح والجرئ المتسم بمكاشفة الجماهير المتخلفة عن المطالبة بحقوقها وزجها شيئآ فشيئآ بهذه المعركة السلمية الهادفة الى إنقاذها وتخليصها من الطغيان والظلم والتمايز الطبقي والأستبداد المشرع بالفتاوى المزيفة .
,ويومآ بعد آخر ستتعلم الجماهير كيفية تغيير واقعها وكيف تنظف عقولها من ثقافة الماضي التى شاخت وفقدت حيوتها وأمست معوقآ مضرآ بحركة التطور وبلا فائدة وهي فى طريقها الحتمي الى الأنقراض والموت الأبدي .
وهنا بودي أن إحذر من خطر مفاهيم سطحية ساذجة ,يتداولها البعض فى كتاباتهم وتصريحاتهم تضر بمسيرة الديمقراطية ونجاحها منها : -
1 - إدعاء البعض بأن لا توجد ضرورة للأحزاب السياسية وإستبدال مناضليها بالنخب والتكنوقراط ,وتفضيلهم إستقلالية الفرد وعدم دخوله الأحزاب ,وهذه المفاهيم الخرقاء متعمدة ولها أسبابها وأهدافها المختلفة المخادعة التى تحث وتدفع بالبعض الى تداولها وقد ظهرت هذه المفاهيم حديثآ حينما غطت الأنتهازية - عمل وإثرة وخلق المناضل وتضحيته المجانية volunteer ورسالته الأنسانية وجيرتها بأسمها وشوهتها بأفعال خسيسة من القرصنة والأجرام والنهب والسلب والتكفير ,وسيظل هذا الأدعاء باطلآ وضارآ وبعيدآ عن الموضوعية ومن الخطأ الفادح جدآ تصور الفرد بمفرده قادرعلى تحقيق نتائج سياسية وإقتصادية اواية نتائج إخرى مثمرة مهما كانت حجم إمكاناته , ولذا يتطلب من المناضلين والجماهير المظلومة الأنتباه الجدي إلي مثل هذه المفاهيم الأنتهازية ,ولجم أفواهها . 2 - الديمقراطية ظاهرة عالمية ومنظومة جماهيرية فعالة عامة وشاملة تهدف الى خدمة المجتمعات الأنسانية فهي ليست نادي للثرثرة والكسل والكص والتشريح والتطفل والتصيد وسرقة نضال الغير ,وقد جرى تعريفها وتعداد شروط نجاحها فى مستهل هذا الموضوع ,وأيضآ سيكون من التخبط المعرفي القول بتعدد أشكالها ,حيث لا توجد ديمقراطية هندية ، وإخرى عربية ، أو كردية أو ديمقراطية رشيدة وغير رشيدة أو ديمقراطية عاقلة وإخرى مجنونة وما شابه ذلك من التراهات والفبركات التي تدل على الركاكة والخبث والهدف السئ ,ومثل هذه الأدعاءآت هي التي ينبغي على الفقراء معرفتها جيدآواتصدي لها فهي تحريفات مقصودة يراد بها خلط الأوراق عليهم وحرمانهم من ثمرات الديمقراطية ونهجها فى المساواتية ومكاسبها الثمينة وعرقلة حصولهم على حقوقهم المشروعة ,كما ينبغي على الفقراء أن يعرفوا أن اليمقراطية ذا مدلول وهدف واحد فى كل مكان ,وأن ما نشاهده من أختلاف بين دولة وإخرى إنما هو فى التفاصيل التطبيقية فقط .
3 - إن الجمود الفكري والتطرف بمختلف أشكاله العرقية والعقائدية هما نقيضا الديمقراطية 100%
ومن يتعكز على أي واحد منهم فهو نقيض الديمقراطية أيضآ ,ومثل هؤلاء المتعكزين على السلفية مثل المتشددين العقائدين حينما يحاججون حول الديمقراطية ويستشهدون بنجاح الديمقراطية فى الدولة الدينية فى مرحلة الرق والعبودية والأقطاعية قبل إلوف السنين وهي حجج مختلقة لأنهم يتناسوا هيمنة الدين الكهنوتي الكمبرادوري المطلقة والأستبدادية فى حكم المجتمعات القديمة حينذاك ,حيث لم يكن للحرية وجود وحيث كل الناس للطغاة عبيد وحيث المرأة بضاعة فى سوق النخاسين ,وحيث لم تكن الدول الحديثة قد ولدت بعد ,فالدول الجديثة ولدت من رحم الرأسمالية التى لم يمضي على ولادتها من رحم الأقطاعية سوى أربعة قرون ,ثم قد يحتج مغرض آخرعلى
الديمقراطية مدعيآ نجاحها فى دول إسلامية حديثة وهؤلاء سيجدون الأجابة الصاعقة على هذا ألأدعاء السخيف فى القسم الأول من هذا المقال . 4 - إن الحرب العالمية الثالثة التى تدور رحاها الآن بين دول أنظمة العربان العربية دون إستثناء ,بألأضافة الى دول أنظمة عربان شرق أوسطية إخرى معروفة يقودها الآن نظام العربان الملالي فى إيران فى جبهة عريضة سوداء تشمل الملالي فى إفغانستان وباكستان والشيشان والملالي الأتراك وغيرهم ,والتي تتجسد أهدافها
بالحرب المستعر أوراها فى العراق الذي وقع عليه إختيار نظم العربان ليكون ألساترالأول لأنظمتهم وخط الدفاع الذي جمعوا فيه كل شذاذهم وبهائمهم المفخخة ولحاهم العفنة المتفجرة بالرذيلة والتخلف وكل ما فى ثقافتهم النجسة من إجرام , إن هذه الحرب ليست بينهم وبين أمريكا كما يدعون بل هي حرب مجنونة ضد الديمقراطية ومحاولة بائسة لإبادتها فى مهدها وقطع الطريق على دخولها الى بلدانهم التى تغص بالرذيلة والأستغلال ووأد النساء ,وسوف يتناول القسم الثالث من هذا المقال تفاصيل وافية عن إستراتيجية هذه الحرب الخسيسة ورموزها ,وفى خاتمة هذا القسم من المقال ,أطلقها صرخة مدوية فى الضمائر الحية لكي تشحذ الهمم وتهب للنضال العنيد بقوة ,حيث لا خلاص لشعوبنا المستباحة حقوقها فى كل شئ سوى نشر ثقافة الديمقراطية بين أوساطها الواسعة وزجها فى هذه المعركة الأنسانية المصيرية كي تحصل على حقوقها إسوة بشعوب العالم الأخرى ,وحثها على المطالبة بفصل الدين عن الدولة لأنه وحده السلاح المؤثر فى أيدي الأنتهازية المجرمة التى تستخدمه بمهارة فائقة لإستغفال عقول الفقراء والأستهانة فى قدراتهم التى بنت الحياة .

- يتبع -

¤  نظم العربان والديمقراطية  - 1