|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  17  / 1 / 2014                               د.  ناجي نهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كرف المسحاة!!

د. ناجي نهر

يتكاثر عملاء الاستعمار فى فضاء العالم الثالث كالنجاسة المنتشرة صباحا على الارض البور، المحيطة بالسلف او القرية الفلاحية ، وهي عادة ريفية متخلفة موروثة تضر بالصحة العامة وصحة الاطفال خاصة ، وهي ممنوعة ومعابة ومستهجنة جدا فى المجتمعات الاوربية التي دخلت الحضارة قبلنا بقرنين كاملين ، غير ان فقهاء ديننا يأبون التعلم منهم والاستفادة من تجاربهم. وكما قلت فالعملاء فى العالم الثالث كالنجاسة تجدهم بكثرة ، لحد يتعذر كرفهم بالمسحاة ، ورميهم فى مزبلة التاريخ ، فهم (عملاء الاستعمار الكبير المتسلط) الذين لم يكتفوا بحقوقهم المشروعة بل يخططون الى حصولهم على اكثر من حقوقهم المشروعة ، والاستحواذ على غنائم اخرى مجانية يسرقونها من حقوق الفقراء بسطاء الوعي ، الذين ما زالوا يؤمنون بدور الفرد الحاسم المنقذ فى التاريخ ، ولا يستسيغون الايمان بالشعب والجماعه.

ففي العراق على سبيل المثال وبرغم كل المؤشرات الدالة على تفوق مرشحي التيار الديمقراطي فى الانتخابات العراقية القادمة، غير ان الغلبة السياسية ستكون لاعوان الاستعمار، وجوقة الحكام الحاليين المدعومة من الانتهازية الدينية. فمن عملاء الاستعمار الجدد على سبيل المثال ، قادة العراق الجديد ، بعد سقوط الصنم ، اولئك الذين وافقوا بل ، واستمرأوا عملية ذبح الشعب واذلاله باتقان متميز ، وخططوا لانجاز هذه العملية الاجرامية بالاتفاق والتعاون مع حكام السعودية وقطر!!!، اللتين بالاضافة الى تخرجهما من جامعة وكالة المخابرات المركزية وخبرتهما الاستخبارية المتميزة التي اكتسباها من خلال تعاونهما "القديم الجديد" مع تلك الوكالة التجسسية العريقة ، ونجاحهما المتميز فى هذا المضمار غير الشريف ، فهما يمتلكان الاموال الطائلة لشراء الحثالات والمرتزقة من العراقيين وغيرهم ، من اولئك المتسكعين الذين لن يستهويهم عملا غير العمالة الخسيسة ضد مجتمعاتهم واوطانهم.

ولذلك : فسوف لا يلوم احد ، الشعب العراقي على وصفه جوقة حكام العراق الجدد بالكذابين المخادعين المدّعين بانهم وحكوماتهم ليسوا على وفاق مع مخططات حكام السعودية وقطر وغيرهم من العملاء فى صناعة الفوضى والقتل والتخريب والسرقة والاجرام بانواعه !! ، بينما هم عملاء لا يختلفون بصفاتهم عن صفات اقرانهم من عملاء العالم الثالث ، فهم مثلهم على اتم التنسيق مع هاتين الدولتين فى تنفيذ كافة المخططات الستراتيجية بخاصة!!.

فالشعب العراقي لن ينسى ما دام حيا ما فعلته الحكومة السعودية العميلة ، حينما بادرت باسناد الطاغية صدام حسين بالاموال الطائلة المسروقة من شعبها فى الحرب العراقية الايرانية وسفكت دماء اكثر من مليون شاب عراقي بلا رحمة او ادنى مبرر معقول. وايضا ستكون الغلبة لاعوان الاستعمار لسبب اساس ومهم آخر هو ان (السيد) الاستعمار الذي يفتخر بأسناد هذه الحكومات لمخططاته الاجرامية ، فهو ما زال قويا وقادرا على التلاعب بمصائر الشعوب الصغيرة ونهب ثروتها وتدمير بناها التحتية حتى هذه الساعة ، وانه قد اجاد اختيار قادة العراق الجدد بعد الغزو بمواصفات عالمية عالية وامتيازات عمالة ناجحة ، ودربهم وامتحنهم ونجحوا فى الحنكة السياسية والفساد الاداري والمالي والتلون بمختلف الالوان الطائفية الممجوجة والكاذبة حد القرف والخيانة العظمى. وكما يبدو ستبقى العمالة وقيادة اعوان الاستعمار فى البلدان العربية كلها محصورة بهاتين البؤرتين الاساسيتين المعتمدتين من الاستعمار القديم والجديد ، فرائحة شواء اجساد الفقراء تنبعث من مساماتهما على مدار السنين السابقة واللاحقة ، وستبقى تنبعث منهما فى السنين اللاحقة ايضا .

فقادة السعودية وقطر بالتعاون مع [قادة غزة!!] هم من يقود عمليات ارباك الحالة السياسية فى العالم الثالث برمته ، وهم من يصدّر الارهاب الدامي المسنود بالمال والسلاح والمتفجرات والفتاوى المبررة لنحر الناس الابرياء وسفك دمائهم بلا سبب ما ، سوى فتوى الجهاد فى سبيل الله!!، وهما تحديدا من يساعد الحكام العملاء فى العراق وغيره على خلق عمليات ارباك الحالة السياسية فى بلدانهم و التمشدق بالوطنية العالية الكاذبة ، وفق ما يتناسب مع مصالحهم ومصالح اسيادهم!!. لذا كانت وستكون لتوعية شعوب العالم الثالث المستدامة ، ضرورة مشروطة فى فضح اساليب هذه الدول ومخططاتها الاجرامية واسباب عمالة حكامها للاستعمار. فقادة (غزة) العملاء على سبيل المثال الذين يخفون عمالتهم بكثافة لحاهم النتنة ، مثلهم كمثل (متسول كركوك) الذي يتسول و(خنجرة بحزامه).. فهم يستجدون قوت يومهم من الآخر ويواصلون ممارساتهم الاجرامية الخبيثة ببسملات كاذبة ..

ومع كل هذه الفبركات والحيل السياسية ، فقد فات حكام العالم الثالث واسيادهم بانهم وحدهم سوف يتحملون مسؤولية ووزر ما جرى ويجري فى بلدانهم حينما تحين ساعة الحساب العسير!!، اذ هل يعقل على سبيل المثال ، وبعد مرور عقد كامل على هلاك الفاشية العراقية الصدامية ، بسنينها العجاف الدامية والمجتمع العراقي والجماهير الشعبية ما زالت بعيدة عن نيل ابسط حقوقها المشروعة.. ثم او هل يعقل ان دولة غنية كالعراق تمتلك ثروات ضخمة ومتنوعة تظل طيلة عقد زمني كامل تفتقر الى ابسط حاجات الناس المادية والروحية ؟؟!! وتتعدد فيها جوانب الفساد والتخلف المشين فى مختلف المجالات ، وتتنوع فيها طرق الفساد المالي والاداري والعمالة الاجنبية التي باتت فضائحها كالجيف لا تطاق .. ثم هل يعقل ان دولة صغيرة كالعراق يبقى دمها نازفا على مدار الساعة بعد مضي عقد كامل على هلاك الفاشية.

فقد بات هذا الحال المتردي يدفعنا جميعا نحو التساؤل المشروع : احقا مات شعب العراق وهو المناضل الشامخ ، او هل تخدرت حواسه بعوذ واحابيل وعاظ السلاطين المجرمين؟؟!!.. ثم الى متى سيبقى هذا الحال الشاذ ، والى متى سيبقى الشعب الابي مستكينا راضخا وكأنه فى عداد الاموات ، لن تبدو على سيمائه علامة مفرحة تشير نحو نهوضه الثوري القريب المرتجى لقلب الطاولة على رؤوس العملاء الفاسدين واستلام زمام قيادة الدولة الحديثة بعمله ووعيه المنتجين للخير والثمرات ؟؟!!.. ثم لا يعقل ان دولة غنية كالعراق تظل عقدا زمنيا كاملا تفتقرالى ابسط حاجات الشعب [كالعمل] وانعدام مختلف الخدمات البسيطة [ كطرق المواصلات ووسائل النقل القطارات والطائرات والاتصالات البريدية ،والمستشفيات والادوية العلاجية ،والادوية الروحية كالمتنزهات والسينما والمسارح ومحطات التلفاز والملاعب والمسابح ومدارس الاطفال وغيرها الكثير (مقارنة) بالدول المجاورة الاقل ثروة وخبرة ومعاناة!!.

افلا يخشى ان يأخذنا هذا الواقع العراقي المأساوي المتردي نحو العودة الى ثقافة القرون الوسطى المتوحشة حيث يذبح الاخ اخاه والرضوخ التام لفساد المفسدين وعنجهية المدعين وتخلف المتخلفين الذي اوصلنا الى التلذذ برائحة الدماء ، بدلا من التلذذ بالعلم واكتشافاته التقنية والطبية المفيدة. ولكن التاريخ علمنا بحتمية التغيير ازاء هذه المظالم التي لا تطاق ، فهذه المظالم ستدفع نحو تصاعد الوعي .. وافاقة الشعب العراقي من سباته عاجلا ، ليواصل نضاله المشروع لتحقيق ما يصبو اليه فى تطوير الحال العراقية نحو التغيير الافضل المرتجى ، ووضع حد لممارسات وشخوص السلطات العراقية المتعاقبة التي نصبها الامريكان بعد احتلال العراق عام 2003 م، والتي انتهجت ثقافة طائفية مقصودة الابتذال، لم تفرز سوى المزيد من الممارسات المنحرفة والوعود الكاذبة، والمزيد من التخدق الطائفي المتخلف ، الذي الزم المجتمع العراقي ان يقتدي (بالثقافة الايرانية) المتخلفة جدا ، فيقضي سنته مشيا على الاقدام بلا هدف سوى ، لطم الصدور وتطبير الرؤوس والبكاء والنحيب بلا مبرر غير العودة الى ثقافة الجهل والتحيز الاعمى فى عبادة الاصنام ، والنحيب مع الاصوات الشجية المصنعة لجمع الاموال بانتهازية!!.

لذا وبناءا على هذا الواقع العراقي المزري ، فلا بد من التغيير ، ولا بد للتيار الديمقراطي المرشح الوحيد القادر على التغيير ان يتصدر الصفوف حاملا راية (التغيير) والاستعداد من الآن لمهمتها العظيمة ومسؤولياتها الجليلة الشأن والكثيرة المنافع. فالامل بقدرة التيار الديمقراطي لا حدود لها ، وقطعا ستكون الفقرة الاولى من برنامجه هي مطالبة المرجعية الدينية العادلة!! بالاقتداء برجل الدين (مارتن لوثر) بفصل الدين عن السياسة لانقاذ ما تبقى من حقوق الشعب وثروته.

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter