| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. ناجي نهر

 

 

 

                                                                                       الخميس 10/2/ 2011

                                                 

إنتفاضة الشباب تأكيد على صحة العلم
(2)

د. ناجي نهر

8 - والسؤآل الأساس هو : ماذا فعل الحاسوب ؟ انه هذا الجهاز المدهش العجيب الذي صنعه الأنسان الواعي بالعلم وليس بالشعوذة ، وانه هو الذي استخدمه الشباب فى متابعة تراكمات أنتفاضاتهم الباسلة المتواصلة ، منذ شذرات تراكمها الكمي ، حتى تكامل معطيات قفزتها النوعية الواعدة ، فكان (الحاسوب) جامعآ لشمل الشباب ، وموحدآ لعملهم ، ومفجرآ لثورتهم وحارسآ لها ، ومحاورآ ومحاججآ ومحاكمآ للطغاة وخدمهم ، انه هذا الجهاز الصغير العجيب ، الذي ما زال وعاظ السلاطين يحرمون استعماله بفتاويهم الغبية ، انه هذا الجهاز الذي قد احصى بدقة جازمة وحازمة وقاطعة وموثقة ، تاريخ الدنيا منذ الوعي ، وتاريخ الأنظمة المحلية والعالمية العدوة والصديقة التي استعبدت الأنسان وكوكبه ، هذا الحاسوب الصغير هو الذي استطاع بفارته الصغيرة mouse المتحركة باصابع الشباب ، من ان ينجز بفترة قصيرة انجاز ما كان يتعذر انجازه بعشرات السنين ، فاستطاع من جهة ان يدمغ اعدء العلم على رؤوسهم الخاوية الجوفاء بما كان يؤكده العلم : اذا الشعب يومآ ارد الحياة + + فلا بد ان يستجيب القدر واستطاع من جهة اخرى ، انتشال عقول الشباب من الهاوية ، وغسلها مما درنه عبدة الدولار فيها من تراهات لا تتناسب وسمة العصر وثقافته ، فطهرها تطهيرآ. لذلك فقد بات بعد اليوم، ان لا احد بقادر على ان يزاود على براعة الشباب فى استخدامهم الحاسوب او اية تقنية معاصرة اخرى ، لتحقيق واختيار ما يحتاجونه من الأدوات والوسائل والعلوم المناسبة لمشاريعهم الخيرة .

9 - لقد تصدى النظام الفاسد القديم واعمدته المتشضية من الزلزال بكل ما اوتي من جبروت ومكر لشعارات إنتفاضة الشباب ، دون جدوى ، فالنظام ما زال مترنحآ متشبثآ بالتفكير السلطوي القاصر واساليب القرصنة والخداع والأحتيال ،عله يجد مخرجآ لأزمته القاتلة ، فعمد يحاجج الثوار للأحتكام الى لجنة الحكماء ، والى تعديل بعض مواد الدستور والقوانين القديمة التي صنعها وهو فى اوج طغيانه لتدعيم نظامه القمعي. بيد ان النظام قد فاته ان تلك المواد الدستورية قد انتهى مفعولها منذ لحظة اعلان الأنتفاضة ، وان ما يحاجج به ، هو دليل اخر على ضعف بصيرته ، وانه كغيره من الأنظمة المتهاوية قد تناسى ، ان الثورة ، حينما تلتهب ستحرق كافة الملفات القديمة ، وتستبدلها بما يتناسب وحاجة الشعب ، والقول الفصل الآن للشباب وحدهم ، فاين المفر؟؟؟.

10 - كشفت إنتفاضة الشباب ان فلسفة الدوغما ومضامينها الضبابية المربكة التي تمارسها أنظمة العالم الثالث ، قد كشفت هي الأخرى عن ان ديدن هذه الأنظمة ، هوالألتفاف حول الحقيقة والأحتيال عليها بهدف تدمير العلم وركائزه والحط من مكانته وفعاليته الحاسمة فى نهضة الاقتصاد والثقافة المجتمعية عامة ، باساليب من الدوغما المنحطة ، تنفيذآ لتعاليم الأسياد من خلف الحدود ، وبهدف ابقاء شعوب العالم الثالث متخلفة ، لكي تسهل عملية استمرار استغلالها . غير ان شباب التقنيات المتطورة الثائرون ، واجهوا فلسفة الدوغما ومضامينها الضبابية المربكة بتجارب ميدانية لا تدحض ، اكدها علم الحاسوب بحسابات رياضية دقيقة منها :

أ - التعريف بالمفردات والمصطلحات السياسية والقانونية المتفق عليه دوليآ وتفسيرها بعلمانية وانسانية وكالتالي : [الأنسان وحقوقه وواجباته ، العدالة والمساواتية ، الأنسانية ، المجتمع ، الدولة ، الديمقراطية ، العمل ، توزيع الدخل ، الأجور ، سن التقاعد ، الشباب والشيخوخة ، حماية الحرث والنسل ، الدستور ، القوانين ألخ.

ب - فاختار الشباب على سبيل المثال التحاور مع جلاوزة النظام حول : حقوق وواجبات الأنسان ، ومنها العمل فقط ، وبدأت مهمة الحاسوب فى توجيه الأسئلة والأجابة الصحيحة عليها بمنهجية المقارنة بين انتاج العمال والمهنيين والأختصاصيين النافع للمجتمع بكامل مكوناته ، وبين تقاعس وكسل المتسلطين الضار وتداعياته الكارثية على المجتمع ، فكان الحاسوب لهم ولرهطهم القمعي من جيش وشرطة بالمرصاد ، فظهرت النتائج واضحة ومحددة بتفوق المنتجين على المتسلطين بكل شئ ، وبانت احقية المنتجين لقيادة المجتمع استنادآ الى مؤهلاتهم العلمية والمهنية وامانتهم وشعورهم بالمسئولية .

ج - ولكي تستفيد الشعوب الأخرى من هذه المحاججة ، اختار الشباب بصورة افتراضية واحدة منها هي : [الأجور والتقاعد والضمانات المختلفة الخيالية] التي يتقاضاها رأس النظام وجلاوزته فى أنظمة العالم الثالث وزيادتها على ما يتقاضاه ساسة العالم المتمدن ، وما يتقاضاه مختلف المنتجون والعمال فى بلدانهم ، فكان هذا التفاوت الطبقي الرهيب هو المحرك الأساس لأنتفاضة الشباب على هيمنة النظام وازلامه الكسالى. فكيف ستكون الدهشة والأثر والتداعيات لو ان المحاسبة والمقارنة كانت من شباب العراق المعروفون بنضالهم الباسل لما يتقاضاه نائب البرلمان والوزير ورئيس الجمهورية وخدمهم واعوانهم من رواتب ومخصصات ، لا مثيل للشذوذها وشرعنتها حتى فى اعتى الأنظمة المتغطرسة ، وهو ما سأسلط الضؤ عليه فى مقال منفرد. غير اني قبل ان انهي ما بجعبتي حول أنتفاضة الشباب ، اود التذكير بان الملكية الأستغلالية منذ وجدت كانت وستبقى مصدر الصراع الطبقي ، وان الأنتهازية على امتداد تاريخها المشين كانت وستبقى ماهرة فى اللعب على الحبال ، وان العلم كان وسيبقى اداة الأنتصار والتقدم .

 يتبع


إنتفاضة الشباب تأكيد على صحة العلم (1)

 

free web counter