|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  29  / 10 / 2015                                نوري جاسم المياحي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المطر يثبت صحة نظرية بول البعير

نوري جاسم المياحي

يبدو لي وقد أكون على خطأ .. ان من مهازل القدر ان الله خلق الكثير من العراقيين متميزين عن بقية البشر بالذكاء والخباثة ...فما تجده معروفاً عند العراقي لا تجده عند بقية الشعوب التي احبها الله .. وسوالفي اليوم ليست هي بحث علمي رصين ولكن سوالف شايب وهموم قلب مجروح ومالوم من القهر ..

من ميزات العراقيين وهذه تدل على ذكاءهم هي كثرة ضربهم للأمثال الشعبية وكلها حكم ومواعظ ومن الواقع الحياتي .. ومن هذه الحكم التي احتلت تلافيف مخي التعبان من البارحة لليوم هو ( احنا صرنا مثل بول البعير لي ورة ) .. وهو مثل يضرب لوصف حال من يتراجع على الدوام ... وينطبق حرفيا اليوم على حال العراق والعراقيين ..

طبيعي الأسباب كثيرة التي تدل على ذلك ... ولكن السبب الوحيد البارحة هو زخات المطر المفاجئة والمتكررة وأيضا مثل بولة البعير (مثل بول البعير .. اول لحظة ... تندفع مثل الصاروخ .. وبعدين تفش وتوكف) ... والله بولة البعير صارت ذات قيمة مثل البعض اعتبرها دواء شافي فنصح وافتى بشربها على الريق كل صباح كوقاية من كل الامراض المعدية والمميتة ..(صلوا على النبي يرحمكم الله)

واتذكر أيام الخير من أيام زمان و قيل سبعين سنة ... من جانت الدنيا تمطر .. جانت المطرة تطول أيام بلا انقطاع ... وتغرق ازقة بغداد وتتحول الى انهار وشطوط مثل درابين المربعة والعوينة وباب الشيخ والصدرية وصبابيغ الال وعكد الثور (هاي المنطقة التي كنت أعيش بها) واذكر ونحن أطفال نفرح ونطبش بالماء وعركات وصياح امهاتنا ... واذكر جيدا ان تجمعات الماء تنسحب باستمرار وتختفي وبشكل تلقائي وثاني يوم وكأن شيئا لم يكن ..وكما يقول المثل العراقي ( وعادت المياه الى مجاريها ) ... الف أه ورحمة على أيام زمان .. وربكم وحتى الكهرباء جان ما ينقطع أيام المطر. ذاك الوكت .

المطر أيام زمان كان نعمه ومو نقمة مثل هسه والناس تتفاءل بيه وقرب حلول فصل الخير والبركة ... ولكن هسه تحول الى نقمة ... ولاسيما على العوائل العراقية المسكينة الذين تشردوا من ديارهم العزيزة ليسكنوا الخيم بالعراء بسبب الاحتلال والفساد والإرهاب ولعنة الطائفية التي كلكلت على شعبنا الطيب ...

بالأمس وبعد طول انتظار من الحر والعواصف الترابية والصيف الطويل وغياب الشتاء بحلته البهيجة .. وفجأة زختها أي امطرت الدنيا بغزارة كما يقول العراقيون ... اما الظاهرة الغريبة التي لاحظتها والتي لم تحدث سابقا ودوختني كالعادة ... هي ما يلي :

كهرباء الوطنية انقطعت ... كهرباء السحب (المولدات الاهلية ماكو) ... البث التلفزيوني انقطع ... وبدلا عنه تظهر عبارة (لا توجد إشارة) وليس في تلفزيون واحد .. وانما اتفقت جميع التلفزيونات في بيتنا على ذلك .... والاغرب من هذا .... حتى شبكة الهواتف النقالة اختفت ... وكل هاي وأفهمناها ... زين شبكة الانترنت ليش اختفت ؟؟؟

غريب أمور ..عجيب قضية (والف رحمة على روحك يا شاكر الجاكري على هاي العبارة والتي أصبحت على لسان كل شايب عراقي) ..

اني اذكر امي الله يرحمها ويرحم موتاكم ... جان من يوكف (ينقطع البث) عن الراديو او التلفزيون .. جانت تكولي يمه .... يمه .. يمكن الإذاعة انضربت ؟؟؟ أي ان هناك محاولة انقلابية .. وينج يا يمة ؟؟ حتى (الفيس بوك) كطعوه ... وجمالة لا اكو ريحة انقلاب ولا بطيخ ... واحنا صار ينطبق علينا المثل اللي علمتينا عليه (صار العراق مثل بول البعير يومية الى الورة .. مو مثل بلدان العالم والعلم تتقدم الى الامام) ... والله ينتقم من النفط ومنكم يا دول الخليج النفطية .

اللهم ارحم أهلنا المشردين والمهجرين من ديارهم والساكنين في الخيام واللهم انتقم من ساستنا من المحاصصين الطائفيين ودعاة الفتنة الطائفية واللهم انتقم انتقام جبار مقتدر من انصار الحروب وتجار الدين والمرتزقة من عملاء الامريكان والبريطانيين والصهاينة الإسرائيليين ... ويا من تقرأ دعائي هذا (ردد الله يخليك) ... امين يأرب العالمين ..

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ..

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter