|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  11  / 11 / 2016                                نوري جاسم المياحي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

منظمة العفو الدولية و الارهاب

نوري جاسم المياحي
(موقع الناس)


ما يجري اليوم في العالم يفتقد الى العدالة والموضوعية والتجرد سواء في نقل الاخبار وتداولها او في مواقف المراسلين والمحللين والمحاورين في زمن اصبح فيه الاعلام من اخطر الاسلحة ...

العدالة لا تتحقق بالكذب او تشويه الحقائق وما يخص حقوق الانسان بالذات والتي تنتهك يوميا وفي كافة انحاء العالم وبدون خجل او وجل ...

شكلت منظمة الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وانبثقت عنها منظمات دولية عديدة للدفاع عن حقوق الانسان كمنظمة العفو الدولية ومراقبة حقوق الانسان والمفروض بها ان تكون محايدة ..

و هل اثبتت هذه المنظمات الحياد والعدالة والانصاف مع جميع الدول والشعوب على ارض الواقع ... ؟؟ والجواب كلا ..

كلنا نعلم ان من اسس منظمة الامم المتحدة هي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين...

ومن المعلوم جيدا ان الولايات المتحدة هي المسيطرة على المنظمات الدولية وهي من تقبل بهذا او ترفض ذاك ..وما حدث مؤخرا في انتخاب عضوية هذه المنظمات .. ما يثير العجب والاستغراب ...فعندما جرى التصويت على ترشيح من يشغل المناصب الشاغرة في منظمة مراقبة حقوق الانسان في العالم ..نجد ان روسيا الاتحادية الدولة العظمى تطرد من عضويتها ...وتفوز بالعضوية السعودية ...الدولة التي لا تعترف اصلا بحقوق المرأة والانسان وتمارس عقوبة قطع الرؤوس بالسيف وعلنا...

لان الولايات المتحدة الامريكية غير راضية على موقف روسيا من القرم واوكرانيا والحرب في سوريا ...مما دفع بالحكومة الروسية الى غلق مكاتب المنظمة في موسكو ...وحسنا فعلت ..

ان عدم حيادية منظمة حقوق الانسان والعفو الدولية وبقية المنظمات اصبح ملموسا للشعوب المغلوبة على امرها كالشعوب العربية والاسلامية ...نجدها العفو الدولية تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما ينفذ العراق حكم الاعدام بحق مجرم ارتكب ابشع الجرائم ..ولا تستنكر احكام الاعدام التي تنفذ ها الولايات المتحدة الامريكية مثلا او في السعودية لأبسط الجرائم والمخالفات ..

ودولة اسرائيل تعدم الناس بالشوارع بحجة حاول طعن اسرائيلي ..او السكوت عن طيران التحالف عندما يقصف ويقتل المئات من المدنيين الابرياء العزل اثناء تجمعاتهم بالمناسبات في سوريا واليمن والعراق ...ولم نسمع منظمة العفو الدولية اقامت الدنيا ...الا التلميح بخجل ..

من منا لم يرى صور معتقلي غوانتنامو وهم مربوطين بالسلاسل الحديدية ويحملون بالنقالات وهم يرقدون في السجن وبلا محاكمة منذ 15 سنة واهاليهم لا يعرفون عنهم شيء ولا نسمع صوتا واستنكارا من منظمة العفو الدولية ... وما يتعرض له الفلسطينيين والسورين واليمنين وغيرهم الكثير ..وهل ننسى جرائم تعذيب السجناء العراقيين (سنة وشيعة ..عرب واكراد) في سجن ابوغريب ..؟؟ ولم تنطق منظمة العفو الدولية فهي خرساء طرشاء وعمياء ..

اما اليوم في العراق وهو يخوض حرب شعواء ضد القتلة والارهاب الدولي ولاحظنا وقبل ان تبدأ معركة الموصل نجد ان الامم المتحدة تشد عصابة الحزن وتتباكى على المدنيين وكأنها تقول اتركوهم تحت رعاية داعش ..

ولكنها اعلنت حملة التخويف والرعب والنفير العام بحجة الدفاع عن مليون مصلاوي مرتهن بيد نظام اجرامي قاتل (وبحجة سينزحون من مدينتهم) وتناست المنظمة ملايين العراقيين الذي هجروا بسبب الفتنة الطائفية بالعراق واحتلال تنظيم الدولة الاسلامية لثلث العراق وسوريا ... والذين هجروا بسبب الارهاب التكفيري الداعشي والطائفي بالذبح والتعذيب والمفخخات والانتحارين وجرائم اغتصاب العراقيات وبيعهن في اسواق النخاسة والذين يعدون بعشرات الالوف ومنظمة العفو وحقوق الانسان خرساء وطرشاء وعمياء ..

كلنا نعلم ان جرائم داعش البشعة وقعت ضد اناس ابرياء ...وكلنا نعلم ان العراقيين يخوضون حربا دموية ضد الارهاب الدولي وبالنيابة عن العالم ويقدم الاف الشهداء على مذبح الحرية والدفاع عن الانسانية ...فلماذا لا تشيد المنظمة بألاف الضحايا والشهداء الذين يحاربون جرائم الارهاب ؟؟؟

فان قام احد ضحايا جرائم داعش بالانتقام من قتلة احباءه واهله وفي ظروف حرب فهل تحاسب حكومة او شعب العراق على الفعل ؟؟ ولو ان الانتقام غير مقبول اخلاقيا ودينيا ...ولكن هذا هو الواقع ولا يمكن السيطرة عليه في ظروف الحرب ولاسيما وان بشاعة الجرائم التي ارتكبتها داعش والتي تقشعر لها الابدان ..

ولا سيما عندما يشعر المواطن ان القانون غائب او مسيس والمجرم في كل الاحوال يفلت من العقاب ..فيتجه لأخذ حقه بيده ولوهدا غير مسموح قانونا ..وما حدث حسب ما ورد في الاعلام واكده كما يقال العبادي رئيس الوزراء العراقي هو قيام الاهالي بقتل (6) من الدواعش و اعتقال (37) مشتبه داعشي ...ومن بين عشرات الالاف من النازحين ...فهذه جريمة لا تغتفر عند المنظمة وعند مناصري داعش والمدافعين عنهم من الطائفيين ..

والغريب عندما يسال المدير السامي والجالس في تونس عن براهينه ...يجيب هذه المعلومات استقيناها من اللاجئين في مخيمات اللجوء ...فاي منطق هذا ؟؟ فمن البديهي ان لايقبل ذوي المعتقل باعتقال ابنهم حتى ولو كان من قادة داعش .. الموصل ساحة حرب فهل تقارن بسويسرا او تونس التي يعيش فيها المسؤول الاممي ويصدر الاحكام على هواه ؟؟

الرابط ادناه لحلقة حوارية بثت من احدى القنوات الفضائية كي تتوضح الصورة الاعلامية من وراء نشر الاخبار المغرضة في الحروب ..وبالعراقي ( حب واحجي واكره واحجي ) ..

https://arabic.rt.com/prg/telecast/849144-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84 /

وستلاحظون من متابعة الحوار.. ان الارهاب معشعش في نفوس البعض من الطائفيين والحاقدين ولا عجب ولا غرابة ان يوصل البعض من ذوي النفوس الطائفية الضعيفة ولتمزيق لحمة الشعب العراقي معلومات خاطئة ومدسوسة وحتى لو تكون حقيقية وتضخم لأغراض تاجيج الفتن الطائفية ونشر الرعب بين المواطنين ..لان ما يجري في المنطقة العربية وراءها نوايا طائفية خبيثة لنصرة الارهاب والارهابيين .. وعلى العالم التصدي لكل من يروج للإرهاب ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter