|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  25  / 10 / 2020                                 د. نجم الدليمي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الى من يروّج للرأسمالية.. ويحقد على الاشتراكية

د. نجم الدليمي
(موقع الناس)

اولاً.. ان النهج الليبرالي المتوحش في حكم المخمور بوريس يلتسن ورئيس وزراءه يغور غايدار، الذي قال ان الرأسمالية هي الجنة والاشتراكية هي الجحيم، وكما طرح فكرة مالثوسية - نيومالثوسية مفادها ، نرمي المواطنين في النهر، البحر.. . و من يعرف ويجيد السباحة يستطيع النجاة، ومن لا يجيد السباحة فمصيره الموت.
يعني هذا ان الرأسمالية المتوحشة والطفيلية والمافيوية تولد الحيتان والدينصورات التي تسرق ثروة الشعب وتتحكم بالسلطة والمال الحرام، فلها الجنة، وهؤلاء لا يمثلون اكثر من 1 % ، اما ال 99 % فليذهبوا الى الجحيم (غايدار كان عضواً في الحزب الشيوعي السوفيتي، رئيس قسم الاقتصاد في جريدة البرافدا، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، ماسوني ، طابور خامس، اصبح اول رئيس وزراء في حكم يلسين بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي. وهو لص بأمتياز)

ثانياً.. العلاج.... في النظام الاشتراكي، الاتحاد السوفيتي انموذجاً، كان مجاني لجميع الحالات المرضية ومعاملة انسانية من قبل الكادر الطبي للمواطنين ولا يوجد تمييز بين المواطنين سواء كان مسؤولاً او غير ذلك. اما اليوم في النظام الرأسمالي الطفيلي فالعلاج ليس مجانياً ، وثبت في الدستور الروسي الجديد عبارة العلاج سهل المنال، الحصول، وتم الغاء كلمة مجانية العلاج، من دستور يلسين، يعني ذلك في الواقع الحي والملموس وضمن المعايشة لذلك، من يملك المال يستطيع الحصول على العلاج وبسرعة البرق من قبل القطاع الخاص الرأسمالي المافيوي والطفيلي، ومن لا يملك المال يراجع المستشفيات الحكومية وبعد اكثر من شهر احتمال ان يحصل على مجانية العلاج (ممكن من ا-3 شهر) وبغض النظر عن الحالة الصحية، مثالاً.. وضع حشوة ثابتة للاسنان يكون سعرها نحو 15 الف روبل، بينما الراتب التقاعدي يتراوح ما بين 7-9 الف روبل، ومتوسط المرتبات في عموم روسيا ما بين 20-30 الف روبل اي ما يعادل ما بين 300-400 دولار، باستثناء موسكو ولينينغراد. اين العدالة والانسانية....؟!

ثالثاً.. السكن.. في الاشتراكية السكن مجاني لجميع المواطنين وبدون تمييز، وفق ضوابط دقيقة، وهناك قطاع تعاوني وتحت اشراف الدولة يقوم ببناء المساكن للمواطنين وفق شروط محددة، شقة مكونة من 3 غرف وبمساحة 75 متر وبسعر نحو 14 الف روبل اي ما يعادل نحو 3000 دولار هذا في عام 1987، نفس الشقة سعرها اليوم نحو 15 مليون روبل اي ما يعادل الان نحو 214 الف دولار، هل هذا فيه منطق موضوعي، انساني، واذا اخذنا متوسط المرتبات في موسكو 500-600 دولار، كم سنة يحتاج المواطن ليجمع هذا المبلغ الفلكي بشرط ان لا ينفق من راتبه اي روبل؟! وان اسعار الشقق في تزايد مستمر؟.

رابعاً.. قطاع التعليم....، في الاشتراكية، الاتحاد السوفيتي انموذجاً، التعليم مجاني ولجميع المراحل الدراسية بما فيها الدراسات العليا مجانية ، ورياض الاطفال ودور الحضانة شبه مجاني، اما اليوم فالتعليم لم يعد مجاني ولجميع المراحل، وهناك نسبة في الجامعات والمعاهد (مجانية) ولكن الحصول على ذلك يحتاج إلى معارف من الطراز الخاص والدفع بالدولار وحسب سعر صرف الروبل وهذا يشكل ما بين 70 -80 % من اجور القطاع الخاص اي اذا تم دفع 1000 دولار مثلاً في السنة، ففي (مجانية) التعليم يدفع نحو 800 دولار، وتشكل الرشوة في هذا القطاع اكثر من 70 % من قيمة اجور السنة الدراسية، ناهيك عن مستوى التعليم.. و ناهيك عن الحديث عن وضع ومضمون كتابة الماجستير والدكتوراه، حتى تحدّث عن هذه الكارثة رئيس الوزراء السابق مدفيديف، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكل شيئ سعره الخاص، ولكن هذا لا يعني أن الجميع يدفعون اثمان الماجستير والدكتوراه بالورقة الخضراء بل هناك طلبة جديين في هذا الشأن، اما الاجانب وخاصة مبعوثي الحكومات فلديهم منح عالية وهم يدفعون ويحصلون على ما يريدون ، هذا ما يحدث في الرأسمالية، وهذا لم يحدث في الاشتراكية اصلاً.

خامساً.. حق العمل.. في الدستور الاشتراكي ان حق العمل مضمون للمواطن وفق الدستور، وهذا يعني غياب مطلق للبطالة وكل مواطن وحسب الشهادة يعمل وفقها وحسب التخصص العلمي للمواطن ولن يستطيع اي مسؤول في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ان يفصل او يطرد المواطن من عمله، اما في الرأسمالية فالمواطن فقد حق العمل دستورياً، وتحوّل المواطن الى سلعة تباع وتشتري وفق قانون العرض والطلب اي وفق رغبة الرأسمالي، وفق مؤشر الربح، ناهيك عن توفر الامن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الاشتراكية، فغياب المخدرات وسط الشباب، و انعدام شبه كامل للجريمة بدليل خلال المدة 1955-1985 حدث في الاتحاد السوفيتي نحو مليون و800 الف جريمه، علماً ان الاتحاد السوفيتي كان يشكل سدس مساحة العالم، ونوع الجريمة، قتل، سرقة، اعتداء..... في حين عندما تحولت روسيا الاتحادية للرأسمالية المتوحشة وخاصة خلال حكم المخمور بوريس يلسين بلغ متوسط الجريمة سنوياً ما بين 10-11 مليون جريمة وفي عام 1998 بلغت الجريمة نحو 14،5 مليون جريمة حسب ما اعلنته الداخلية الروسية في وقتها.

الخلاصه.. ان الاشتراكية هي نظام يحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية في المجتمع اللاطبقي، هو مجتمع الرفاهية والعدالة الاجتماعية، اما في الرأسمالية فالمواطن يفقد حقوقه المشروعة، من يملك المال يستطيع الحصول على التعليم والعلاج والسكن....، ومن لا يملك المال فليذهب الى الجحيم. ان جميع البلدان الاشتراكية، الاتحاد السوفيتي، دول اوربا الشرقية..... قد طبقت اسوأ وصفه عرفها التاريخ الحديث الا وهي الوصفة (السحرية) لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي..... واعطت نتائج كارثية في الميدان الاقتصادى والاجتماعي والسياسي.... وارجعت هذه الدول في جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية قرناً الى الوراء وحوّلتها الى سوق لتصريف بضائع الدول الرأسمالية المافيوية، وتم نهب ثروة هذه الشعوب وتحويلها للخارج، وتم تدمير منظم للقطاع الصناعي والزراعي والتعليم والصحة وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية الحاكمة.

واخيراً من هي الجنة ومن هي الجحيم ؟!

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter