|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد   7  /   7 / 2024                                 نبيل يونس دمان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الموسيقار المعروف باسم حنا بطرس في ذمة الخلود

نبيل يونس دمان
(موقع الناس)

الجزء الاول
حملت الاخبار القادمة من نيوزيلنده رحيل الدكتور الصديق باسم حنا بطرس الذي ارتبطنا بصداقة قوية منذ عام 2004 عن طريق المراسلة، ثم التقينا في عام 2005 بولاية مشيكان الاميركية، واستمرت علاقتنا حتى سنة 2013 عندما اخبرني بمرضه وظل يعاني سنوات طويلة. انقطعت فيها مراسلتنا لصعوبة وضعه، فكانت النهاية في الرحيل الى عالم الغيب، والبقاء في ذاكرة الناس الذي هو مصيركل امرئ يولد على هذه البسيطة، وله رسالة يوصلها اليهم حسب قدراته وامكاناته.

رسالة الدكتور باسم كانت موسيقية فقد ولد لأب موسيقار موصلي المولد ومن ملحنّي الاناشيد الوطنية في العراق وسوريا، اهديت الدكتور باسم كتابي الاول الموسوم "الرئاسة في بلدة القوش" الصادر عام 2001، فشغف به وظل يكتب لي عن قراءاته له في مراسلاتنا التي احتفظت في الكثير من رسائلها الالكترونية، واليكم اعزائي نماذج منها ضمن سياق تاريخ كتابتها، لاصل في النهاية الى خاتمة الموضوع الذي هو رثاء وتذكر لهذا العلم الموسيقي البارز في العراق. الى نماذج الرسائل التي اخترتها لكم اعزائي القراء:

الرسالة رقم (1) :
عزيزي نبيل:
قد لا تعرفني، ولكنني سأكون ممتنًا لك كثيرًا إذا زودتني بأي رابط (بريد إلكتروني) يقودني إلى صديقي ابراهيم الحريري؛ لقد عملنا معًا في الفنون الموسيقية في وزارة الإعلام، الشكر لكم تحسبا.

باسم حنا بطرس
موسيقي، كاتب
17- حزيران- 2004

الرسالة رقم (2) :
عزيزي باسم
تحية طيبة
رائع كان المرحوم والدك، وقد سرتَ على خطاه، وجيد ان تنشر تراثه وابداعه بين الحين والحين، وانا الفقير بمعلوماتي الموسيقية وبخاصة السلم او النموذج المرسل، كان يسعدني لو سمعت الترتيلة مسجلة.
احترامي الكبير لك عزيزي باسم حنا بطرس

نبيل دمان
مشيكان في 2- ايلول- 2004

الرسالة رقم (3):
عزيزي نبيل:
كما هي الحال معك من حيث معرفة الموسيقى سلماً وأداءً، هي حالي مع فقري لقراءة القصيدة التي أرسلتَها قبل أيام؛ وأنا بانتظار مَن يتلطف علي بتعريبها كي يتسنى لي التمتع بقراءتها.

أود أن أضيفك علماً: كان الوالد ما بعد العام 1952 بُعَيد إحالته على التقاعد، يقوم بجولات بين الحين والآخر إلى معاقل التراث الطقسي الكلداني، وبخاصة المعقل الألقوشي وكذلك معقل كنيسة مسكنتا في الموصل أيام زمان: كان يحمل معه عُدَّة العمل، القرطاس والقلم وآلة النفخ (الكلارنيت)، في زمن ما كانت فيه أجهزة تسجيل الصوت معروفة. فكان يستمع إلى الأداء مباشرةً من أفواه المرتلين المجيدين من القساوسة والرهبان والشمامسة، ويقوم فوراً بكتابة التدوين الموسيقي (النوطة) لها إستناداً إلى أذنه ذات الحساسية المتميزة. وعندما ينتهي من كتابة مقطع، يطلب من المرتل إعادة إنشاد ذلك المقطع، فإمّا يأتي متطابقاً للطريقة التي رتَّل بها المقطع أو يحصل إختلاف؛ عند ذاك يعالج التدوين بالشكل السليم. وعند الإنتهاء، يشرع بعزف المدوَّنَة الموسيقية مصاحبةً لأداء الترتيل.

كان القس أفرام بدي، وهو تلميذ الوالد موسيقياً، يحرص على حضور جلسات التدوين هذه. ومنها إزداد علماً بالأصول التلاحينية، مع ما حبّاه الله من مَلَكة الصوت العذب والأذن الموسيقية المتميزة.

لقد تمكَّنَ من إنجاز الكثير من التدوينات، وكلها طقسية سواء كانت من الحوذرا، أو من مفاصل الخدمة الكنسية.

بهذا الصدد، أذكر أني في العام 1977 ذهبتُ إلى البصرة لكي أنقل تسجيل سيارتي برقمها البصري إلى بغداد؛ فكانت فرصة مناسبة لزيارة المطران جبرائيل كني في كنيسة الكزارة. كان - رحمه الله - فاقد النظر، فسألني عَمَن أكون: قلت له (باسم حنا بطرس) فقام وقبَّلني، وكان أول شيء سألني عنه هو (ماذا تم بشأن التدوينات الموسيقية التي قام بها الوالد).

أحتفظ معي هنا في نيوزيلندا ببعض قليل من تدويناته الكلدانية، أما البقية فلقد تركتها عند الأب فيليب هيلايي - رحمه الله - إبّان مغادرتي العراق في العام 2000. وآلت فيما بعد إلى مكتبة كلية بابل الحبرية مع مكتبتي الشخصية.

آملاً أن تجد في هذا الموضوع شيئاً من المتعة.
شاكراً لكم تواصلكم معي، ودمتم بالمحبة

باسم.
اوكلاند - نيوزيلندا في 2- ايلول- 2004

الرسالة رقم (4):
أخي الكريم نبيل:
تحية عطرة، وبعد.
كانت سعادتي كبيرة أنْ إلتقيتكم قبل أسابيع في داركم في ديترويت: وهو اللقاء الأول الذي جمعنا بين جنبات الثقافة والمعرفة؛ إنه حقاً لقاء إنصبَّت بين أوردته سيول روافد ما كان للجغرافيا أنْ تجمع فيما بينها، ولا تحدد لها مصبَّا في أي من خلجان بحار العالم.

وعليه، لا يسعني في هذه المناسبة إلا إذكاء الشكر والإمتنان على تجشمكم لقاءنا ودعوتنا للجلوس إليكم والعائلة الكريمة؛ إنه حقاً لقاء تاريخي.

قد يقول ثمة قائل: الجبال لا تلتقي ببعض؛ لكني أشدد هنا أن "قِمَم الجبال" تلتقي ذُؤاباتها بشموخ المعرفة.

أكرر تحياتي لكم وللعائلة الكريمة، وعسانا نلتقي ثانيةً هنا في أوكلندا (نيوزيلندا) أو – في أقل إعتبار – عبر مراسلاتنا وأحاديثنا الثقافية.

ملاحظة: ما أزال أكرر قراءة كتابكم عن ألقوش، الذي وجدتُ فيه متعة المتابعة؛ وسأوافيكم بعرضٍ نقدي له فيما بعد.

باسم حنا بطرس
3- ايار- 2005

الرسالة رقم (5):
عزيزي الأستاذ نبيل،
تحية عاطرة لكم وللعائلة الكريمة، وبعد:
من مدة طويلة لم نسمع منكم، سوى بعض ما نقرأه من متابعاتكم الصحفية، وتكرراري لقراءة صفحات كتابكم الموسوم (الرئاسة في بلدة ألقوش) الذي تكرمتم بإهدائه لي عند زيارتي لبيتكم العامر.

وها إني أقرأ اليوم مقالتكم (نموذجان لبطاقتي دعوة الزواج بينهما قرن من الزمان)، الذي تمتَّعتُ به كثيراً، وخاصةً أن لي حالة تكاد تكون مشابهة، في بطاقتَي الدعوة لزواجي عام 1961 وزواج إبني قصي عام 2007، يفصل بينهما قرابة نصف قرن.

وبعــد (مرة أخرى):
الإنسان حالة تكوينية، تركيبية. وليست مجرَّد إنتساب وإنتماء. يتعب طوال حياته للتفتيش عن أصله وفصله، برغم علمه بأنه ذلك التكوين. ولئن أردتُ أنْ أحدد (مَن أنا) سأضيع في الجزئيات وحتى في حدود عمر الشخص ذاته. أسوق هذه الخاطرة من خلال إنعكاسات مرآة الحياة، فإمّا تكون الصورة صافية نقيَّة، أو تكون بالعكس من ذلك. والصورة التي أتناولها هي الحال الذي آلَ عليه وضع إنساننا المعذَّب، ليصير ما يُعرَف في قواميس السياسة بـ (البِدون). وهكذا صار الضياع والمتاهة.
وخير مثال أسوقه هنا على هذا التكوين التركيبي، ما ورد في مقالتكم بعنوان (ذكرى رحيل انستاس الكرملي).

أخي أبو الشباب:
أتراني قارئاً مستوعباً؟ جوابي: إذا لا أستوعب ما أقرأ، فلن أكون قارئاً. لذلك عندي فذلكة تركيبية بسيطة تقول:
علِّمني كيف أكتُب،
لأتعلَّم كيف أفرأ.
وإنْ قرأتُ لنفسي، فعقلي هو الذي يقرأ.
وإنْ أتلو على مسامع الناس ما أقرأ،
فأنا الذي يقرأ وعقول المستمعين هي التي تسمع.
فأبلغَ ذروة القراءة.

وختاماً:
لا أدري كيف سحتُ في واحات هذه الرسالة؛ لتكن كذلك، فهي الخطرات الآنية.
تحياتي مرة أخرى، وأملي أن أتلقّى جواباً على رسالتي هذه.

باسم
2- تشرين الاول 2007

الرسالة رقم (6):
أيا نبيلاً ما سمعتُ منك لوقت طويل جداً.
تحية طيبة،
أجدها مناسبة ملائمة للكتابة إليك، وأنا أتابع مقالتك بعنوان (حكم القدر يغيب الأب د. يوسف حبّي) المنشورة على صفحات موقع عنكاوا. صورتك الحالية (بالشارب الأبيض اللماع) وصلعة الرأس، أثارت لدي هي الأخرى دغدغة ناعمة الملمس. إذ وجدتك فيها قد قربتَ من شيبتي، لكنك – بالتأكيد، تبقى ذا الفكر المتَّقد والذاكرة الشابَّة.
وبعد:
تلك كانت مقدمات تمهيدية، أرسل لك طياً مقالةً بسيطة بعنوان { رحيل الأب يوسف حبّي وإنتقاله إلى الأخدار السماوية} لأني عشتُ فصول الرحيل الأخيرة.

أما كتابكم الموسوم {الرئاسة في بلدة ألقوش} فهو جليس دائم قرب مخدَّة السرير، فأستمتع بقراءة فصوله أو مقاطع منها بين الحين والآخر.

هكذا الحياة: عطاء متبادَل، لا تصنعها السياسة، ولا تفنيها البنادق؛ نغماتٍ ناعمة تنبض بصخبها حيناً، وهدوئها حيناً آخر، فيمنح إيقاعها تحريكاً داينميّاً لتسيل الدماء بحريَّة عبر الأوردة والشرايين – وبالتالي ينتعش القلب!
تحياتي للعائلة الكريمة، ودمتَ بشبابية العطاء.

باسم
23- تشرين الاول- 2007
 

الجزء الثاني


نشيد (وطني انت لي) تلحين الوالد حنا بطرس في الثلاثينات

الرسالة رقم (7) :
صديقي العزيز! أوسطه الموسيقى
وسليل الالحان الجميلة
الدكتور باسم بطرس شاجا الالقوشي
تحية وسلام
بفرح وسرور استلمت رسالتيك المعبرتين عن اصالتك ونقاء معدنك ، ربما اعجز عن اقناعك في تاخر ردي بسبب ضيق الوقت الذي يمتصه عملي بعد انتقالي قبل سنتين ونصف الى ولاية الشمس والبرتقال كالفورنيا ، معذرة واكررها مرارا ً مع بالغ اعتزازي بك وانني اتابع ما يخطه يراعك باستمرار في موقع بغديدا ، اما بالنسبة لعنوان صباح جولاغ فأجهله للاسف وكل ما اعرف انه في فرنسا وكتب بعض المواضيع المقتضبة وعلى عدد اصابع اليد وكان اقواها في مقاله المعنون (هل اقاضي السماء) او شيء من هذا القبيل في وفاة شقيقه المعروف القس يوحنان جولاغ ، الذي نشرت صورته في بيتكم في السبعينات ان لم اكن مخطئا.

عزيزي باسم : ارجو الكتابة والتواصل ، متمنيا لك الصحة والحياة المديدة والسعيدة ، شكرا للصورة الموسيقية التراثية التي افتتحت بها رسالتك ، وتحياتي للأسرة الكريمة

صديقك الى الابد

نبيل يونس دمان
كالفورنيا
20- 11- 2007

الرسالة رقم (8) :
برغم أن الوقت الآن الساعة التاسعة إلاّ سبع دقائق مساء الثلاثاء، وهو ليلٌ في نيوزيلندا، فأقول (أشرقَت وأنوَرَت الشمس) برسالة إنتظرتُها (طويلاً) برغم عدم إنقطاعي عنك عبر ما يسيل به يراعك الشبابي.

عزيزي أيها النبيل إسماً وشخصاً وتكويناً.
أجل، سررتُ غاية السرور في إستلامي لرسالتك هذه، التي جاءت بلسماً عسلاً. وبداية أقول إني لستُ من عائلة (شاجا) الألقوشية – التي ثبَّتها صديقنا الأكرم الأستاذ بنيامين حداد؛ وإنما يعود نسبُنا إلى (جاجا -
CHACHA): فيكون تسلسل نسبي كالآتي:
باسم (ولادة بغداد) – حنَا – بطرس (ولادة الموصل، مدفون في بغداد) – يوسُف (ولادة ألقوش إنتقل للموصل) – إبراهيم (ألقوش) – جاجا (من أورميا مهاجراً أيام الإضطهادات هناك) فسكن في ألقوش وتزوَّج فيها.

من هنا فإني تكوين نسيجي، لو أخذنا بنظر الإعتبار أن المذكورين – باستثناء الوالد – تزوَّجوا من بنات المنطقة (ألقوش وتلكيف).

في العام 1925 إنتقل الوالد وظيفياً إلى بغداد (مدرِّساً للموسيقى في دار المعلمين الإبتدائية) مع والديه وشقيقتيه. في العام 1929 تزوج الوالد من (مريم داؤد مرتا) عربيَّة الثقافة واللسان، من السريان الأرثذوكس في الموصل.

أضف إلى ذلك أننا نحن الأبناء الأربعة (بطرس 1930، صباح 1932 ، باسم 1934 ، وسمير 1938)، أبناء بغداد ولادةً ونشأةً ونموَّاً.
وقد إكتفينا – حتى من زمن الوالد، بالإسم الثلاثي: باسم حنا بطرس، في كل وثائقنا وسجلاّتنا.

أواصل الكتابة وثيقاً مصدرياً متجرِّداً في مواضيع ثقافية يغلب فيها الجانب الموسيقي، وهذا إختصاصي. لا أتناول مواضيع السياسة أو الإجتهادات القومية، فهي لغيري. لأني – كما قلتُ آنفاً، كما أنت وغيرنا أبناء البشر، تكوين نسيجي حتى لو كنّا من العائلة أو العشيرة الواحدة.
عزيزي: أعتذر أنّي أخذتُ من وقتكم في سرد هذه المعلومات.

وبعد:
إنتقلتم إلى كاليفورنيا – كما تقول. لديكم فيها المطران سرهد (وهو إبن محلة العمار – رأس القرية في بغداد، حيث ولدنا نحن أيضاً)، يهتم جداً بالإنتماء التاريخي قوميَّاً وثقافة ومعايشةً. جاءنا إلى نيوزيلندا قبل حوالي سنة (إنْ لم أكن مخظئاً) وكان فرحي به كبيراً، لأني لم ألتقيه من سنوات.

لدينا في كاليفورنيا أقارب وأصدقاء، منهم طبيب الأسنان هاني هرمز. ومن الأصدقاء الشيخ الباحث جورج البنّا مؤلِّف (الموسوعة الكلدانية – الكتاب الأول: تاريخ الكلدان) المطبوع عام 2002. أما الأجزاء الأخرى (أعتقد ستّة) فما تزال مخطوطة تنتظر من يُعنى بطباعتها.

عزيزي:
سأبقى بالإتصال معكم، ويا حبَّذا لو تتوافر لدي معلومات أبني عليها مقالةً تليق بك، لنشرها في بغديدا، وغيرها من المواقع.
أرجو نقل تحياتي إلى العائلة الكريمة، ودمتم في ذاكرة الإعتزاز والتقدير.

باسم.
20- تشرين الثاني- 2007

الرسالة رقم (9) :
والعزيز إنت وألقوش والألاقشة
أخي النبيل
في أول لقاء مع التلميذ السيمينري أفرام بدي في نهايات الأربعينات، حين كان يأتي إلى بغداد عند دانيال جرجيس، صاحب المطبعة الملوكية في العقد العريض. كان بدي شغوفاً بتعلُّم الموسيقى، بأتى به دانيال (الذي كان صديقاً للوالد وقريباً من بيتنا في محلة الجنابيين) وقدمه للوالد؛ وهكذا صار الأب أفرام كالإبن تجاه الوالد.

أما بالنسبة إلى النوطة الموسيقية فهي واحدة من بين التدوينات الموسيقية التي قام بها الوالد، إستماعاً مباشراً لأداءات المؤدين الجيدين في الموصل وألقوش، وتدويناً لها.. إنها من ألحان الطقس الكلداني.

أذكر أوجي، لأنه إنتقل إلى بغداد وكانت لديه (أو إبنه) سيارة منشأة لنقل الركاب بين بغداد وألقوش. كان يسكن بالقرب من مقر الفرقة السمفونية بالقصر الأبيض.
كما زرتُ بدي في القاهرة حيث كان يعمل في كنيسة سانتا فاتيما للكلدان في مصر الجديدة.
أليست الحياة حلو ومعطرة بعبق الذكريات؟

تحيتي وإحترامي.
20- تشرين الثاني 2007

الرسالة رقم (10) :
ألقوش والنبي ناحوم
عزيزي وأخي نبيل، بالمحبة أحييكم وبعد.
لا أدري كيف إتجهت ذؤابة الـ (
Remote Control) لأدخل نافذة الإنترنيت التلسقفي، فأفتح صفحة (نبيل دمان) متحرياً المواضيع، فتوقفت ذؤابة الريموت على موضوع النبي ناحوم (الألقوشي) حسب تسمية الكتاب المقدس له.

حتى وصلتُ في ذروة قراءة الموضوع إلى محاكمة وإعدام الجواسيس فتوقفت على عبارة (حاكمتهم محكمة عسكرية برئاسة المقبور طه الجزراوي)؛ تصويباً لهذه العبارة، فإن الذي رأسَ تلك المحكمة هو (علي هادي وِتوِت) وليس الجزراوي.

عودة إلى مقام النبي ناحوم، في زيارتنا الأولى إلى ألقوش في صيف العام 1949، التي إستغرقت شهراً كاملاً، حيث نزلنا في ربوع دير مار قرداغ، الذي كان يشرف على خدماته الرجل الشهم إسطيفو. قمنا بزيارات متكررة لكافة الأمكنة والمواقع، من قمة كرم دير ربان هرمز، إلى بنداوايا، وكبِّد مايا، والأديرة والكروم بكاملها. ومنها مقام النبي ناحوم. (أعتقد أنه بالقرب من بيت بابانا؟).

صادف أثناء وجودنا هناك الإحتفال بوضع الحجر الأساس من قبل المطران إسطيفان كجو (الأول – قادماً من الموصل لهذا الغرض) والشروع بتشييد الميتم قرب دير السيدة، أيام رئاسة الأب اسطيفان بلّو (على ما أذكر). وأذكر وفاة القس جكّا في نفس الفترة. حتى أننا أخذنا نردد ثلاثة أسماء متوالية (كحزورة: جكا وكجو وكجة جي) إذ كان الأب يوسف كجة جي ووالدته من ضمن ضيوف دير مار قرداغ.

في هذا الدير، تحوَّل إلى ندوة متواصلة في أمور الطقس الكنسي، على يد الوالد وعمي عزيز (الذي جاء وبقية عوائلنا من الموصل لقضاء الوقت معنا هناك) والقس أفرام بدي الذي رابط معنا كمرابطة الإبن لأبيه، وبعض شمامسة ألقوش المرموقين (لا أذكر أسماءهم)، وكذلك إقامة الجولات المماثلة في ديرَي السيدة والربان هرمز بمشاركة الكهنة والرهبان، وكذلك المطران مار إيليا.

ومن ذكرياتي تلك الأيام سائقي التاكسي (أوجي ومجو)، وماكنة الطحين قبالة مار قرداغ (لصاحبها حبيب – على ما أذكر). وكنا نحن الأولاد (بأعمارنا اليانعة) نتجوَّل في الحقول حيث البطيخ الملوكي، ونركب الجرجر. ونسير في الأزقَّة، حتى صار الناس يعرفوننا.

كانت حصيلة الزيارة تنويط مجموعة من الألحان الطقسية من قبل الوالد، سماعاً من أفواه المرتلين المجيدين من الرهبان والشمامسة والكهنة.

المواد والوثائق المتوفرة عندي هنا في نيوزيلندا، من هذه الزيارة وما تلاها من زيارات أخرى متوالية، النوطات الأصلية بخط يد الوالد لتلك الطقسيات، ومجموعة من الصور التي تؤرِّخ لها.
ذكريات طريَّة (بدون شجون) حرَّك مرجلها مقالكم المذكور.
كتبتُ هذه الصفحة بعجالة...
أكرر محبتي وإعتزازي.

باسم
3- اذار- 2009

الرسالة رقم (11) :
صديقي العزيز الدكتور باسم حنا بطرس المحترم
بالمحبة احييك ايضا، وبالدعاء ليستمر قلمك الثري لخدمة الموسيقى التي هي المدخل الضروري للجنة الموعودة
عندما كتبت اسم طه الجزراوي معتمدا على الذاكرة ثم تعززت قليلا من الوثائق اليهودية في هذا الشان والان انا احتفظ باسم وتوت لحين اعادة طبع كتابي المتضمن للموضوع.

مقام النبي ناحوم ليس بعيدا عن بيت بابانا وانه يقع في اعلى البلدة بين المركز القديم وبيت الياس بابا (ربما تقصد بابا وليس بابانا؟)

القس جكا كان قسيساً واسمه الصحيح يوسف نيسان، اوجي ومجو وكتي سواق القوش في تلك الفترة التي لم اولد فيها (انا من مواليد 1951) هم اولاد شابا عربو، لا زال اوجي حيا يرزق في ديترويت.

صاحب ماكنة الطحين مقابل مار قرداغ هو حبيب ماكنجي ربما في تلك السنة ترك القوش الى بغداد وابنه الان في المحروسة ديترويت.

اما اللحن الطقسي الذي يبدو ويجب ان يكون مهيبا ارجو تلاوته على مسامعي باية طريقة لاستمتع بذلك اللحن الخالد وكما تعلم انا امي في قراءة النوطة او السلم الموسيقي الخ.

الصورة الاولى في الدير شدتني كثيرا وهي فعلا وثائقية ارجو كتابة اسماء من في الصورة ولامتحن نفسي قليلاً:
رقم 1 هو المطران المهيب وكانه الاسد في الصورة اسطيفان كجو الاول
رقم 5 هو رئيس الدير اسطيفان بلو
رقم 6 هو الراهب شمعون كخوا من كرمليس
اما بالملابس الشعبية الالقوشية يبدو الخطاط الشماس بولص قاشا
شكرا لك والى اللقاء

نبيل يونس دمان
26- ايار 2009







 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter