|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  31  / 1 / 2016                                 نبيل يونس دمان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



نضال علي الليثي يغادرنا دون وداع

نبيل يونس دمان
(موقع الناس)

هكذا قضى الزمن الصعب، ان لا يتيح لنا توديع رفاقنا واصدقائنا، الذين يرحلون تباعاً من محطات غربتنا، التي اوجدها الظلم والارهاب العروبي والاسلاموي، في العقود الاخيرة.

كان ابو منار صديقنا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، عشنا سنينا في محافظة ابين بحلوّها ومرّها، وشاركنا في رحلات الى عدن ولودر ومودية واخرى من معالم اليمن، وفي احداها سافرنا معا الى مديرية أحور الساحلية الساحرة، التي كانت تبعد عن محل اقامتنا بضعة ساعات، عمل في تدريس مادة العلوم السياسية في جعار، ثم تفرغ الى العمل الصحفي كمراسل لجريدة 14 اكتوبر وتحت اسم مستعار(سامي سلمان) ، كان متميزا في كتاباته، وعلى درجة من الخلق الرفيع، والهدوء، ومقل في كلامه.

يطيل الكلام عنه، عشنا معا مرتاحين البال في ديار اليمن السعيد، وكان هاجس البعد عن العراق هو الذي يثقل كاهلنا، وكذلك ابتلائه بالحكام المغامرين، في مايو 1990 حلت لحظة الوداع حيث افترقنا. امام العمارة السكنية خلف ثانوية زنجبار، وقفت سيارة الصديق اليمني المرحوم محمد البندق لتقلنا، تأهبتْ للانطلاق الى مطار عدن، هنا هبط ابو منار من شقته مع ام منار ليودعاني وعائلتي، على امل اللقاء، ولكن اللقاء بات سراباً.

الرحمة والمغفرة للفقيد الصديق نضال الليثي، ولزوجته ورفيقة دربه الطويل الاخت سناء الطالقاني، وابنتهم التي لم نرها بعد "شهد" ، ولكل محبيه الصبر والسلوان. كلنا في مغترباتنا المفروضة نعاني من طول غربتنا والبعد عن الديار، وكما قال بدر شاكر السياب :

الريح تصرخ بي عراق
و الموج يعول بي عراق ، عراق ، ليس سوى عراق ‍‍
البحر أوسع ما يكون و أنت أبعد ما يكون
و البحر دونك يا عراق

 

Jan. 31, 2016
USA

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter