| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نزار أحمد
Nezarahmed@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 16/5/ 2011

 

 خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة
8/9

د. نزار  احمد              

ملاحظة: هذه الدراسة تتكون من تسعة اجزاء تنشر تباعا. النسخة الاصلية مع الجدوال والبيانات المرفقة يمكن الحصول عليها عن طريق البريد الخاص بعد الانتهاء من نشر الجزء الاخير. ايضا ونتيجة اختلاف انظمة النشر للمواقع الالكترونية, تم حذف البيانات المدونة بالجداول الرياضية التي احتوتها النسخة الاصلية.

تكملة تشخيص الاسباب المعطلة لانعاش وبناء الاقتصاد العراقي

5: انتهازية عناصر السلطة: لارغبة اطلاقا لعناصر السلطة والبرلمان ومجالس المحافظات والكوادر القيادية لمؤسسات الدولة في تنفيذ المشاريع والاهتمام بالاقتصاد العراقي. هدفهم الوحيد هو جمع الثروة المالية باسرع وقت ممكن لهم ولاقاربهم واصدقائهم وتهريبها الى الخارج ما دام الوضع السياسي الذي صنعته اياديهم يسمح بذلك. لذلك نجد تركيزهم على المشاريع الترقيعية والاستيرادية التي يمكن توريدها الى الشركات والعناصر العراقية والعربية التي لهم او ذويهم ضلع بها والتي من خلالها يتم عقد الصفقات الجانبية. اما المشاريع العملاقة والاستراتيجية التي تنفذها الشركات الاجنبية والتي لايمكن من خلالها عقد الصفقات الجانبية لا تثير شهية المسؤول العراقي اطلاقا. وهذا بالذات يجيب على سؤال طالما راودني وهو ان كان العراق بحاجة الى قدرة انتاجية كهربائية تصل الى 20 الف ميغا واط وفي تزايد سنوي بمعدل ستة بالمئة لماذا لازلنا غارقين بانشاءات مولدات سعتها 5 ميغا واط و 20 ميغا واط كلفتها مرتين اكثر من كلفة انشاء المحطات العملاقة. لسد احتياجات العراق فأننا بحاجة الى انشاء مئات المحطات الكهربائية من هذه النوعية. اليس الاجدر بناء خمس او ست او حتى عشرة محطات سعة الواحدة منها 1,000-3,000 ميغا واط وحل الازمة جذريا ونهائيا, الجواب بسيط جدا وهو ان هذه المحطات لاتنفذها شركات عراقية او عربية ولايمكن شراء مكوناتها عبر عشرين طرفا وعملية تزويدها بالوقود يتم عن طريق مد خط نفط او غاز, اما المشاريع الصغيرة كمحطات سعة المائة ميغا واط التي يمكن لشركة اماراتية تنفيذها وتتكون من 14 مولدة ديزل سعة 3.6 ميغا واط و 14 مولدة سعة 4.06 ميغا واط فأن هذه الشركة سوف تشتري هذه المولدات عبر شركة عباس الكترك من شركة سترلنغ وولسون جنريتر الهندية والتي هي بدورها سوف تشتريها من شركة مان الالمانية عبر شركة دحام فولت. اما هذه المولدات سوف تتولى شركة عبوسي للنقل من نقلها من المانيا الى الهند, بعد ذلك سوف تنقلها شركة فيصل الى الامارات ثم تتولى شركة فطومة نقلها من دبي الى العراق. اما نصبها فستتولاها شركة دغيبر للانشاءات الكهربائية. بعد نصب المحطة سوف تتولى شركة المستقبل مهمة تجهيزها بالوقود. اما بخصوص مبررات النصب السريع فالعذر اقبح من الذنب. مولدات النصب السريع (ديزل سامراء والحرية وغازيات محطة المسيب وجنوب بغداد الغازية وغيرها) التي اشتراها ايهم السامرائي قبل ست سنوات وكان يفترض نصبها وتشغيلها خلال ستة شهور,هذ الشهور الستة تحولت الى ست سنوات.

6: الصبغة السياسية لعناصر السلطة: بعد ثمان سنوات من تولي دفة الحكم في العراق لازالت عناصر السلطة تتصرف وكأنها احزاب معارضة حيث تصرف اغلب وقتها في الشؤون السياسية متناسية دورها الاساسي هو ادارة شؤون الدولة والمؤسسات التابعة لها. فالوزير هو رئيس حزب اكثر من كونه المدير العام للوزارة المناطة له حيث يصرف اغلب وقته في قضايا حزبه. ايضا اختيار المستشارين لايتم من اجل تقديم الاستشارات الفنية ولكن لغرض استخدامهم بالدرجة الاساسية في دور الرقيب والوكيل ومدير المكتب والادارة والاشراف.

7: البيروقراطية والروتين: في العراق الجديد تعطيل وتأجيل المشاريع وعمليات الصيانة والعقود تتحكم بصغيراتها وكبيراتها البيروقراطية والروتين. فاصغر الامور الروتينية اصبحت بحاجة الى مناقصات وعشرات التواقيع. عندما يصيب العطل وحدة تصفية النفط, الموظف لايستطيع الاتصال بالشركة المجهزة والطلب منها ارسال قطعة الغيار جوا واستلامها في غضون يومين باكثر تقدير. عملية استحصال قطعة الغيار تتطلب استحصال عشرات التوقيعات وعرضها على عدة لجان وربما ايضا احتاجت الى مناقصة وفتح اعتماد. كل هذا الوقت تظل وحدة الانتاج عاطلة عن العمل. ايضا المناقصات التي صممت لغرض الشفافية ومحاربة الفساد تحولت الى جزء من الفساد وغطاء قانونيا له. فالمناقصة وحتى قبل الشروع باعداد مواصفاتها يتم تصميمها لتفضل شخصا معينا او شركة معينة على حساب الآخرين. فالمسؤول اولا يتم تجهيز الشخص المفضل بالمواصفات العامة قبل شهور من اطلاق المناقصة مما يمنحه الوقت الكافي للتفتيش عن بضاعة بأرخص الاثمان وغالبا ما تكون بضاعة او اجهزة مرفوضة من طرف معين او سحبت من السوق او توقف انتاجها لسوء كفائتها وادائها. المسؤول يماطل ويراوغ في اعداد المناقصة حتى ينجح زميله في ايجاد البضاعة او الاجهزة باسعار لايمكن لغيره منافسته. بعد ذلك يتم كتابة المناقصة حسب مواصفات وشروط زميل المسؤول وهكذا. اغلب المناقصات العراقية تعد لشخص معين او شركة معينة. في هذا الخصوص اترك القارئ حرية الاستنتاج من خلال قراءة البندين التاليين في مناقصة لتجهيز خمسة اجهزة كهربائية جاهزة الصنع تحتاج عملية تشغيلها الى الضغط على زر واحد لاغير, قيمة الجهاز الواحد 2,000 دولار"(البند 11: ايفاد عدد (4) من المهندسين الى بلد المنشأ لغرض التدريب ولمدة لا تقل عن (10) ايام عدا ايام السفر, البند 13: يكون منشأ الاجهزة (امريكي) ".

8: الخطط الآنية: اغلب المشاريع العراقية تنفذ وفق خطط آنية تتغير احيانا عدة مرات في السنة الواحدة. الخطط الآنية ربما تصلح لاقتصاد متكامل ولكن عندما تكون البنى التحتية معدومة وبحاجة الى اعادة بناء وتكون الخدمات مفقودة والاقتصاد معطل بالكامل, بناء البنية التحتية والخدمات ومفاصل الاقتصاد الحيوية بحاجة الى خطط طويلة الامد تشمل جميع مرافق الاقتصاد التحتية والخدمية والانتاجية وتتزامن في تنفيذها. فما الجدوى من بناء المصانع ان كانت والكهرباء ووسائل النقل مفقودة.

في الجزء القادم سوف اتناول السبل النموذجية لانعاش وبناء الاقتصاد العراقي

 

خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (7)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (6)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (5)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (4)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (3)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (2)
خسائر الاقتصاد العراقي نتيجة المشاريع المعطلة والمؤجلة (1)

 

مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
 

 

 

free web counter