| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 7 / 7 / 2024 نبيل عبدالأمير الربيعي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
ما يستحضره التاريخ
للرد على كتاب عبد الجبار أيوب (مع الشيوعيين في سجونهم) (1-4)نبيل عبد الأمير الربيعي
(موقع الناس)
كتب الكثير عن الشيوعية والشيوعيين كتابات مستفيضة، منذُ انتشار الأفكار اليسارية عام 1920م وليومنا هذا، بعضها قَيِّم وبعضها مُلفقّ، بيد أن كلها نظريات وورود على أوراق، وإن كتاب عميد الشرطة الراحل عبد الجبار أيوب (مع الشيوعيين في سجونهم) فيه ما يكفى للكشف عن زيف الكاتب حول حقيقة الشيوعية والشيوعيين، إلاّ أن الدور العملي المتسنِ بالحكمة والمنطق والعلم والمخالطة العقلية لقادة الشيوعية فى العراق، ومن خلال الاطلاع على سيرتهم ومسيرتهم ومذكراتهم وتاريخهم، هي المنهاج الواقعي الذي يفتح أمام الذهن بطلان ما يقول عميد الشرطة، ويضع اليد وضعاً ملموساً محسوساً على كل الثغرات الواسعة في تلك النظرية الباهتة.
ولتاريخهم الطويل الذي تجاوز التسعين عاماً أكبر الأثر في الوصول إلى الحقائق التي يرتاح إليها كل منصف، ويُحَّكم عقله وعلمه في مناقشة الآراء والنظريات قبل أن يخضع لعاطفةٍ هوجاء تعلو به إلى شاهق غير مأمون، أو تهوى به في قاعٍ غير معلوم.
غلاف الكتاب
وكتاب السيد عبد الجبار أيوب المعادي للشيوعيين وفكرهم جاء تسجيلاً غير صادقاً وأميناً، وبحثاً فيه الكثير من التجني وغير الدقيق، مشرباً بحرارة العداء وقوة تشويه البرهان، ومدعماً بالحجج والادعاءات المتهاوية، أمام قوة الدليل ونصاعة البرهان الذي يعرفهُ القاصي والداني لأصحاب الأكف البيضاء والتاريخ النظيف، فزادت الذين آمنوا إيماناً مع إيمانهم وتمسكاً بالحق الذى معهم، وإصراراً على منهجهم في إقرار آرائهم وأفكارهم البعيدة عن الكفر والإلحاد وبما عداه. ومن لا يعرف عبد الجبار أيوب ليبحث عن احداث مجزرتي سجن بغداد وسجن الكوت التي اشرف عليها وراح ضحيتها بعض السجناء الشيوعيين.
عبدالجبار أيوب
من هو مؤلف كتاب (مع الشيوعيين في سجونهم)
ولد عميد الشرطة عبد الجبار أيوب في مدينة الناصرية عام 1909م، ودرس في مدرسها الأولية ومن ثم في متوسطة الناصرية، ودخل الثانوية المركزية للبنين عام 1918م، وتخرج فيها عام 1920م، ليكمل دراسته بعدها في جهاز الشرطة.
كان رياضياً بارزاً في منطقة الجنوب، ورائداً من رواد الحركة الرياضية في مدينة الناصرية، ومن مؤسسي أول فريق أهلي في المدينة، ورئيس النادي الرياضي الأهلي في الناصرية، كما ترأس عدداً من النوادي الرياضية الأخرى.
بعد تخرجه في كلية الشرطة في العهد الملكي تدرج في مراتبه وأصبح مديراً لسجن (نقرة السلمان) بالأمر الذي صدر يوم 28/3/1949، وباشر مهام عمله مديراً للسجن يوم 4/4/1949، يومها كان عدد السجناء (23) سجيناً فقط، في حين أصبح عددهم في شهر مايس من نفس العام (450) سجيناً. نقل بعدها إلى كمدير لسجن بغداد المركزي، وبعدها أخذ يتولى مناصب إدارية أعلى في جهاز الشرطة العراقية، ومن خلال إدارته لهذه الأجهزة راقب السجناء الشيوعيين مراقبة دقيقة، وسجل ملاحظاته في أوراق عن اجتماعات الشيوعيين ونشاطاتهم في السجون، ولا سيما إن زعماءهم كلٍ من: يوسف سلمان يوسف (فهد) وغالي الزويد هما من أصدقائه منذ عام 1930م في مدينة الناصرية، وقد جمع هذه الأوراق وألف فيما بينها وأخرجها بكتاب في حينه بعنوان (مع الشيوعيين في سجونهم) سنة 1958م، أي قبل ثورة 14 تموز بأشهر، وبواقع (340) صفحة من الحجم الوسط، عن مطبعة المعارف في بغداد، مزين غلاف الكتاب برسم تخطيطي لصور قادة الحزب (فهد وحازم وصارم).
وبعد ثورة 14 تموز 1958م قدم إلى محكمة المهداوي بسبب اعمالهُ وممارساته القاسية بحق السجناء، وخاصة مجزرتي سجن بغداد المركزي وسجن نقرة السلمان، فحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذه عام 1959م.
ملاحظة: مصادر المقال دونت في الحلقة الأخيرة.