|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  8 / 9 / 2014                                  مسلم السرداح                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



حذار من الدواعش

 مسلم يعقوب السرداح

لقد اسقطت امريكا نظام الطاغية صدام حسين لعدم التزامه بالاتفاق السري الشفاهي المبرم بينه وبين المخابرات الامريكية والتي حارب بموجبها ايران لمدة ثماني سنوات بتغذية من حلفاء الولايات المتحدة من امراء وشيوخ النفط بايحاء من امريكا . وكان لملك الاردن حسين العميل الاستراتيجي ، الامريكي المعروف دورا اساسيا في ادامة الاتصال بين امريكا ونظام الطاغية المقبور . ما دعا صدام حسين ونظامه الى الغرور في كسب ثقة امريكا وتماديه في قطع حبل العمالة الذي ربطته به ، كما يربط الخروف بالوتد ، امريكا . وما نتج عنه من دخوله الكويت . حتى اذا حشدت امريكا ودول التحالف الحشود عليه ، راح يستهزئ بالحالة حتى ان حسني مبارك الرئيس المصري نبهه لذلك قائلا " دي امريكا ياسيادة الرئيس !!" . فلم يرعوي وظن نفسه بطلا قوميا بحق وحقيق . وحين سقط جرذ العوجة امام انتفاضة الجنوب الحاشدة وخوف السعودية من شيعة الجنوب وقيام ما اسموه بمعاونة الاردن بدول الهلال الشيعي ( ابتداءا من ايران وجنوب العراق وحتى لبنان وشرق السعودية ، مرورا بسوريا المتهمة ) . ونتيجة لذلك اجلت امريكا خطة اسقاطه وحقنته بحقنة اطالت عمره اتنتي عشرة سنة .

وحينما حان اجله اسقطته امريكا على امل ان ياتي بعده من يرحب بامريكا كنظام علماني غير طائفي يحقق الحد الادنى من مصالح امريكا واسرائيل ، و بالضد من عدوتهما في المنطقة ايران باحلامها النووية . لكن ماحدث بعد ذلك من تمرد الحكام الذين جاءت بهم امريكا عبر المحيطات ووضعتهم على راس السلطة في العراق المحتل ، وعلاقتهم الابوية بايران . وقيام الحكومة العراقية بتوقيع اتفاقية خروج الجيش الامريكي من العراق ، وغير ذلك مما سناتي له ، لاحقا . جعل امريكا تبيت امورا وامورا للعراق .

السؤال الذي اوجهه الى طاقم الحكومة الشيعية في العراق "
- لماذا اسقطت الولايات المتحدة نظام الطاغية وهو عميل معروف واستراتيجي من عملاء الولايات المتحدة ؟

الجواب يكمن في طيات السؤال نفسه . فامريكا تريد ضمان مصالحها ولايهمها ان يكون الحاكم سنيا او شيعيا . وصدام حسين تجاوز الخطوط الحمراء للعبة وراح يلعب بلذيله كالكلب . فهو مرة يبيع النفط باليورو بدلا عن الدولار . ومرة اخرى يهدد بضرب اسرائيل ومرة ثالثة يسمي نفسه عبد الله المؤمن ويروج لحملته الدينية الكاذبة ويحاول ان يوطد علاقته بالدول المارقة عن ارادة امريكا واسرائيل كايران وغيره ، مثل طفل يلعب بالطين ، وهو ما لم ينطلي على احد .

ان واحدة من اهم اسباب تدمير سوريا هي هذه العنتريات الفارغة لنظام بشار الاسد في تحالفه مع ايران وقيادته مايسمى بالممانعة ضد اسرائيل .
لا اريد الاطالة في مقال كتب اختصارا . لكن الحر تكفيه الاشارة . فامريكا لن تعود لتختلق الحجج لاسقاطكم وتعود لايجاد المبررات لتجميع تحالف من ثلاث وثلاثين دولة لمحاربتكم . ان لدى امريكا من الوسائل السهلة ذلك لانكم لستم بشراسة نظام صدام حسين العسكرية وذكائه الامني.

ان لدى امريكا من الوسائل الخبيثة مايوقف شعرات راس الانسان . ففي جميع قارات العالم كانت لامريما صولات وجولات في اسقاط انظمة ثورية واستبدالها باخرى فاشية وعميلة . من ذلك النظام الاشتراكي الشيلي المنتخب بقيادة الرئيس الليندي حيث اطيح به بقيادة الفاشي الجنرال بينوشيت وكان لامريكا الدور الححاسم بذلك . والجمهورية الاولى في العراق بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم واستبدالها بنظام بعثي فاشي لازال يئن العراق من جراحه . وانظمة ثورية اخرى كثيرة كنظام احمد سوكارنو في اندونيسيا وتفكيك الاتحاد السوفيتي السابق ومحمد داود في افغانستان وثورة مصدق في ايران وثورة ظفار في عمان والنظام الاشتراكي في عدن ووووانظمة اخرى كثيرة في القارات جميعها . وتلك الانظمة والثورات اقوى كثيرا من النظام الحالي القائم في العراق ومسنودة باصطفاف شعبي اكثر مما هو حاصل الان في العراق .

انا اذ اكتب ذلك فانا اخاف عليكم كما اخاف على نفسي وعائلتي من حكم فاشستي يقوده البعث الداعشي وغيره . فانا ، رغم عدم استفادتي من حكمكم الذي جاء بعد عام 2003 بشروى نقير ، سوى اللهم تلك البحبوحة الكلامية ومن حرية الراي ، ودخول عالم الانترنيت والفضائيات والاتصالات .

ان لامريكا ضلعا في داعش وفي ثوار العشائر وكل ماجرى للعراق قبل وبعد الغزو فانتظروا المزيد المزيد .!!!!!!!!


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter