|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  24 / 6 / 2014                                  مسلم السرداح                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ترانيم خاصّة

 مسلم يعقوب السرداح


1
يا سيدتي
لا تتمادين في وقاري
ولا تختصريني في سنة الميلاد
لا تغلقي الابواب
ولا تحتضريني ، مثل مغتسل
انا في الخمسين
وروحي في العشرين
وحكمتي تعادل السموات والارضين
فما يهمك ماتخبئُه الايام في صدري ؟
انظريني كما انا
فوجهي خال من التغضنات
وصحتي رائعة
انا لست " عمو" او " خالو"
المصطلحات الكئيبة ،
" زاير " او " حجّي " تختصر حكاية العمر
في داخلي طائر غرّيد
فكوني انت جميلة ، عادلة

2
سيزيف انت تحمل صخرة عذابك ،
لانك اسخطت الالهة ،
تصعد بها فتسقط منك .
انت فرد واحد
ولكننا يا سيزيف شعب ساذج
الالهة التي نعبدها
تكره جهلنا بالحياة التي منحتها لنا

3
كلما تناسلت الهموم
وابرق مطر الشقاء
احلم بحضنك يا امي
وانت تداعبين الجراح القديمة
وعبثا احاول لملمة الشظايا المنفلقة
ما ان اجد واحدة حتى تضيع الاخرى
فالقي بالتي عندي
يا امي ايعقل هذا ؟
ان تديري ظهرك وتمضين
وتتركيني بلا قمر
هل يعقل يا امي
ان تضيع الامال في المقبرة ؟
عفوك ... لقد نسيت يا امي
انك لم تكوني هناك
كنت اجمع شتات الذكرى فقط

4
اقسم ، ان الحياة َامراة ٌورجل
فخخوا الرجل و البسوا المرأة يشماغ الوقت
حملوا الصحراء نحو المدينة ،
بسحاليها ، وجفافها
منطقوا الدين مخالب وحش كاسر
ارتدوه طائفيا
البسوا الحبَّ ملابس الشحاذين
جعلوا الفظاظة اسلوبا للحوار
تلك هي الحياة في بلادي
بدوي يشرب من انبوب صدئ
ويتكاثر بانبوب مثقوب
ثم يمسك بطنه للخلاء

5
ايها الناس
ايها المصطلون في الظهيرة
تعالوا انظروا لهاثي
الم تروْ ان قلبي خرمته المسافة الباقية
انظروا اصابعكم بلا ابهام
انظروا الصحراء لاتكفيكم لاكمال السباق
انظروا .... انظروا
كيف صار الليل يتجرأ على شيخوخة الشمس

6
تدق السيدة الجميلة باب احلامي
فتستفزني انتباهتها
- عفوك سيدي
انت استمر في حلمك
فانا انما جئت لاؤدي دور طفولتك
- عفوك انت سيدتي
كلا الدورين مر
وهذا قلبي لا يزال صغيرا
وتكفيه جرعة من هواء المسافة
انظري سيدتي ضرباته السريعة .
كانت السيدة الجميلة
أيقظتني من حلمي ورحلت
ولم تعد جميلة
ولكن قلبي صار سفينة تائهة
في عرض البحر القاحل

7
الحياة ، امرأة جميلة
زكية العطر ، لذيذة
حبصاء ،
باطراف مترفة
انفها آريّ ، مستقيم ،
او ارستقراطي مقوس
بشفتين ورديتين ، وفم كرزي
تتلوى مرحا ، لتهز نهديها البضّين ، وخصرها الممتلئ
فتزيدك شبقا واشتعالا
لكنها ، تبيح نفسها للأيادي الخضراء المفتوحة
لاعلاقة لها بالأفكار
لا الأدب ، لا الشعر ، لا الفلسفة
إنها تبيع وتشتري ، لتربح
بضاعتها الأجساد ، وغايتها المال


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter