|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 22/4/ 2012                                                          مسلم السرداح                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

قرص اله

مسلم السرداح
Moslemsirdah4@gmail.com

حين حان وقت  الظهر ، واحتلت  الشمس واجهة  القبة  السماوية .  جلس بروفيسور الفيزياء الهندي ،  استاذ علم الفلك ، في باحة القسم في الجامعة ، على كرسيه ، قبالة الشمس ، مطبقا باطن كفيه على بعضهما واضعا اياهما متعامدتين قبالة جبينه ، بطريقة اداء التحية الهندية ، ثم راح  يردد   " رام ، رام  "  ،  اثناء ما كان  ينحني ويعتدل خضوعا ،  وهو يؤدي الصلاة !!

دائما !!                                    

 كان قد قرأ عددا  من كتب الشعوذة ، وراح  يدعو  لنفسه ، بوصايا غريبة . وما ان عرفه الناس ، حتى صار له دون نقاش مريدون واتباع كثر من العاطلين ، المقتولين بالفراغين  .  ومن بين اتباعه ايضا عدد كبير من حملة شهادات جامعية وادباء ، راحوا يصدقون ادعاءه .  ويعتبرون ان ما يدّعيه  انما هو من المعجزات الخارقة  . وقام  بعض الاتباع بنشر وصاياه ، بتأليف الكتب عن ترهاته  التي اعتبروها ملهمة ليعطوها معنى اكبر مما خطط الدجال له ......

ليس طربا

مطرب ، يقول  باغنيته ، ان النساء لذيذات لا يُشبَع منهن ، وبناء على ذلك فان الله حلل له اربع نساء ليمارس معهن حماقاته . وراحت اربع  من بائعات الهوى يهززن الارداف والنهود الرخصة ، رخيصة ،  امامه .

شرع

تساءلت البائعة ُ المتجولة  الغاضبة  ، وهي تجوب الشوارع  مرهقة ً ، حين رأت جمعا من النساء المتجهات  للتسوق  :

-    من  سمح  لزوجي  الغبي ، بالزواج من امرأة اخرى ،  ينام معها في الليل ليشبع حيوانيته  ؟ . وهو في النهار  يجلس مختالا ممسكا بمسبحة دينية سوداء يرائي بها الناس ، كسولا مرتديا دشداشته  البيضاء الناصعة  التي اشتراها  لنفسه  من جهدينا ،  قسرا . في حين  انا وضرتي نركض ،  بحثا عن الخبزة المغمسة بسمّ  الهمّ هنا وهناك مثل كلبتين  مهددتين  باطفالهما  .

-         اليس هذا هو الشرع  ؟ قالت  لها  واحدة   .

-    فلماذا يقبل الشرع  القديم للرجل ، فعل ذلك ، وهو لا يقبله للمرأة ؟ . امن قلة الخيل (*) ؟  ام ان على "ذكر زوجي" جرس (**) ؟ . اجابتها باحتداد . 

حكاية

غزالة حوراء العينين ، اشتكت الجفاف لكبير الالهة نيابة عن الحيوانات اللائي رشحنها ، لانها مثيرة ولان الالهة تحب الجمال .

قالت له :

-         قـُتلنا ، بالجفاف والعطش ، وبيدك مفتاح كل شيء ، فهلا وجدت لنا مخرجا ؟

-         بعد عشرة اعوام من الان ستمطر الدنيا . قال الاله مبتسما ، مشاكسا الغزالة الجميلة .

ابتسمت الغزالة ُ ، وغضت طرفها حياء ً، ثم قالت :

-         شكرا لكرمك ،  الكبير .

-         بعد عشرة اعوام من الان ، سوف تمطر الدنيا . هكذا قالت الغزالة لبقايا جنسها ، الذين كانوا  بانتظارها .

-    الله كريم ، الله كريم ....هكذا راحت الكائنات البريّة  تردد وهي ترقص وتتقافز  ، وتملأ الصحراء غناء وطربا من فرط الفرحة ، متجاهلة ان اكثرها  قد لا يصل الى عشرة اعوام من العمر .

نظر الاله باندهاش الى ما صنعت يداه .

-    سوف امطر الدنيا وسأجعلها  زرعا وماءا  لاجل هذا النقاء وتلك الطيبة . قال الاله . ثم حول الدنيا بستانا من الجمال .

 

(*) يقول المثل الدارج " من قلّة الخيل ، شدّوا على الكلاب السروج " .

(**) كانت الام المتعطشة للولد ، تربط على العضو  التناسلي لطفلها الذكر جرسا صغيرا  يرن اثناء حركة الطفل ،  لتدليله  .

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter