|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 19/3/ 2013                                   مسلم السرداح                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كم يستحق صدام حسين ؟

مسلم السرداح 

"لم تكن سحابة فطر (مشروم) كبيرة مثل سحابة القنبلة النووية، ولكن سحابات متعددة من الدخان الكثيف وأصغر حجماً" ... صحفي

ما معنى ذلك ؟
معناه ان عدة قنابل من نوع هيروشيمما وناكَازاكي قد اسقطها النظام العفلقي المقبور على شعبنا الكردي .
أي يوم مشؤوم كان ذلك اليوم الذي أمطرت فيه قوات صدام حسين الجوية حلبجة وسكانها بسيل من القنابل الكيماوية صبيحة ذلك اليوم الربيعي من آذار 1988. ذلك اليوم الذي تحول الى غيوم سوداء ولهب، ثم حداد طويل بعد مقتل أكثر من 5500 كردي شقيق في دقائق .لقد كان منظر الشهداء يثير الاسى حقا . امراة تقشر البصل . طفل في حضن امه . ام ترضع طفلها . شاب يضحك مع عائلته . انها فضائع يندى لها جبين الشرف .

لقد نجا عدد كبير من المواطنين الكورد من تلك المجزرة ، ولكن ما الفائدة ؟ فقد خسر عدد كبير منهم – بل معظمهم - حياتهم في المستشفيات الايرانية بسبب جراحهم البليغة وحالاتهم الصحية السيئة الناتجة عن الغازات الكيماوية المختلفة ( كالسارين والخردل وغيرها ) ، التي استعملت في هذه الهجمة المهلكة على المدنيين العزل .

وهاكم بعضا من احاديث الناجين من المجزرة وهم يتذكرون المأساة ( نقلا ) :
ـ علي محمد، 68 عاما، فقد بصره نهائيا. أما زوجته فتبصر قليلا بعد عدد من العمليات الجراحية. واستشهد أحد أبنائهم وآخر في عداد المفقودين عندما لجأوا الى إيران.
وقال: "لا يعقل أن يكون عقاب صدام القتل فقط، لأنه ارتكب كل الجرائم بحق الأكراد والعراقيين عموما، الذين لم تلتئم جراحهم حتى الآن".
- سالار عبد الله، 12 عاما، قال إن أمه حكت له عن الفاجعة. وتابع وهو يشير الى صورة في يده "هؤلاء هم أعمامي وضعتهم في هذا الدفتر"
ـ صديق عارف، 45 عاما، لا يزال يعاني من تأثير الغازات، وله 6 شهداء في أسرته. قال: "ليتني مت مثل والدي ووالدتي وإخوتي. لم يبق لي في هذه الدنيا ما أستأنس به، ولا أملك أي شيء وليس في جيبي دينار واحد منذ أسبوعين، لأنني غير قادر على العمل".
- حميدة حسن كان لها من العمر 18 عاما لما حدثت الفاجعة وكانت عروسا في عامها الأول. قبل أشهر من الهجمات الكيماوية اختطف رجال صدام زوجها الى المجهول.
تعرضت حميدة حسن للضربات الكيماوية ونقلت الى إيران بجراحها ومن ثم الى أوسلو عاصمة النرويج بعد تحرير كردستان العراق من أيدي النظام البعثي عام 1991 وعودة الأهالي الى قراهم ومدنهم".
قالت :"أعيش دوما مع الآلام، حتى التنفس صعب علي جدا. أنا بحاجة ماسة الى الهواء الرطب لأن أنابيب رئتي فيها جروح مزمنة وتدمى بشكل دائم.
وتابعت حميدة "لما رجعنا الى حلبجة، وجدت جثمان زوجي في مقبرة جماعية وبدا وكأنه دفن حيا".
- كامل عبد القادر، 32 عاما، مدرس للغة العربية في إحدى مدارس حلبجة، له 8 شهداء من أسرته. قال: "توقفت إحدى كليتي عن العمل بسبب الغازات الكيماوية. والآن عندي كلية واحدة وأخبرني الطبيب أنه إذا لم يتبرع أحد ما بإحدى كليتيه لي خلال 8 سنوات فستتوقف كليتي الوحيدة عن العمل وأموت".
وأضاف متسائلا: "يا ترى هل يوجد نظام وحشي في هذا العالم مثل نظام صدام حسين؟".
- عبد الكريم محمد، 65 عاما، احترقت أجزاء من جسمه بالغازات الكيماوية، ولا تزال آثارها موجودة في رجليه وأعضاء أخرى من جسمه. قال: "يجب أن يعدم صدام حسين أو يقطع الى أجزاء بعدد جرائمه، مع أن هذا لا يكفي مع شخص دموي عادى كل أفراد شعبه".
- عبد القادر محمد 61 عاما، يعيش وحيدا في حلبجة، ضعفت عيناه بسبب الغازات الكيماوية. أمامه صورة ابنيه اللذين ماتا في مستشفيات إيران بعد القصف الكيماوي. قال محمد: "حتى إعدام صدام لا يعادل حق أحد من أبنائي، فكيف وهو قد دمر بيوت وقلوب الآلاف".
وأضاف: "لا أشك أن شخصا مثل صدام حسين ليس بحاجة الى تثبيت جرائمه عليه، لأنه من الوضوح بمكان ما اقترفت يداه من جرائم".

ولقد اعتبرت مجزرة حلبجة من جرائم الابادة الجماعية الموجهة ضد عرق او طائفة او قومية . ولقد حكمت محكمة هولندية على التاجر الذي اشترى المواد الكيمياوية وباعها من ثم الى نظام صدام حسين بالسجن خمسة عشر عاما و ادانت المحكمة نفسها نظام الحكم المقبور بمسؤوليته الكاملة والسؤال هو كم يجب ان يحكم الجاني اذا كان المتسبب خمسة عشر عاما ؟؟

لقد ارتكب نظام حكم العفالقة المجرم الفضائع تجاه الشعب العراقي . وانا كاتب هذا المقال ر
أيت بام عيني انا وزوجتي واطفالي اكوام القتلى الذين اكلت الكلاب السائبة النصف السفلي لبعضهم في اكداس قرب كلية التربية الرياضية في الحيانية وفي شارع 14 تموز في منطقة المشراق . وذلك اثناء انتفاضة عام 1991 في اذار أي بعد ثلاثة اعوام من جريمة حلبجة .

ان اسلحة الابادة الجماعية محرمة قانونا لو استخدمت ضد جيش دولة اخرى وفي حالة الحرب. فكيف الحال مع استخدامها ضد ابناء شعب واحد اعزل . ان الشعب الكردي هو شعب طيب مسالم يستحق ان يعيش بسلام وان يتمتع بحقوقه التي يضمنها له القانون الدولي وقانون حقوق الانسان .

ان نظام صدام حسين لايستحق ان نصنفه ضمن الانظمة البشرية بل ان شخوص ذلك النظام – كلهم بلا استثناء – لايستحقون الا ان يكونوا ضمن حضيرة الحيوانات المفترسة المتوحشة .

لقد زرع نظام صدام حسين التفرقة ودق مساميرالفتنة في زورق الطائفية المقيتة التي راح يعاني منها شعبنا العراقي بكل مكوناته .

الموت لنظام القهر البعثي ولكل المنادين به وبعودته ، والحياة الحرة الكريمة لشعبنا العراقي بجميع طوائفه ومكوناته . والعيش الرغيد والحر لطائفته المناضلة شعبنا الكوردي العزيزالاجمل . والمجد والخلود لشهداء حلبجة وكل ابناء شعبنا المظلوم .

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter