|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  12 / 11 / 2013                                  مسلم السرداح                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سيناريوهات الخدمة الجهادية
(3)

 مسلم يعقوب السرداح

( الى السيد حسين الشهرستاني وباقي افراد لجنة كتابة قانون التقاعد )

الحلقة الثالثة

استاذ حبيب هو معلم في المدرسة الابتدائية في المنطقة القريبة يبيع الحب عند باب المدرسة المتوسط ليتمكن من اعالة عائلته . وهذا الرجل الخمسيني لايمكنه ان يحمل " طاسة " بناء كما امره السيد الرئيس لسببين الاول لشحة الطلب على عمال البناء والسبب معروف اذ من ابن امه الذي يمتلك المال ليبني او يرمم ؟ والثاني انه رجل تربوي قضى سنوات عمره السابقة مابين الكتاب والسبورة والطباشير ليقضي ما تبقى من عمره في مزاحمة الشباب العاطل عن العمل والذين يملأون المساطر بعضلاتهم الممتلئة .

لم تكن ماساة الاستاذ حبيب ان طلابه السابقين الذين صاروا الان في المتوسطة ينادونه بالاستاذ : " استاذ .. اريد لفة حب او استاذ اريد جكليتة او استاذ ما عندك علج ؟ او او " هؤلاء الاطفال الذين كانوا ينظرون له ( كمعلم ) يبدوا اكبر من ابائهم قدرا . ينظرون له الان كصاحب بسطية . لم تكن هذه مأساة استاذ حبيب امام الصغار بل كانت مأساته امام الكبار من مدرسي المدرسة الذين يديرون الحانوت التعاوني الذي يتقاسمون موارده البائسة اسبوعيا . وامام فراشة المدرسة التي تجلس بجانبه والتي تدعي احقيتها بالمكان وانه ينافسها منافسة غير مشروعة لانها تعمل في المدرسة وهي الاحق في امتلاك المكان !!!

كان راتب المعلم انذاك قد ارتفع من مائة دينار الى الف وخمسمائة دينار قبل ان يرتفع ويستقر عند الثلاثة الاف دينار .

كلما استلم استاذ حبيب راتبه المائة دينار المكون من ورقتين مزورتين من فئة الخمسين دينارا ، التي استبدلت صورة الاحصنة العربية الثلاثة بصورة دكتاتور . فيحار اين يذهب فيهما ل يذهب بهما يقال ضعف قيمتهما الشرائية اولا وثانيا لانه اينما ذهب بهما يقال له انهما مزورتان . ففكر بالذهاب الى السيد الشهرستاني ولجنته الجهادية !!! ، الذي كان ينعم بالمساعدات الايرانية ، لعله يحتسبها له خدمة جهادية له هو الاخر.

واستلم المعلم الاستاذ حبيب مبلغ الراتب الجديد وهو الخمسمائة والالف دينار وذهب ليشتري الطحين فماذا وجد ؟ لقد وجد الاستاذ العم حبيب ان سعر الكيلو الواحد من الطحين يساوي الفا وستمائة دينار فحار وراح يستدين من كاتب السطور مبلغ المائة دينار ليشتري كيلو من ردئ الطحين ليطعم عائلته في عشاء تلك الليلة .

وفي خبر لاحق ان الاستاذ المعلم حبيب باع شبابيك بيته ليشتري كما امر الرئيس القائد قميصا وبنطالا لان القائد الضرورة حين اطل بقامته المديدة ( حماها الله ) ليصرح بانه " شم وسمع وراى كيف ان المعلم لا يغتسل ويرتدي الملابس دون مراعاة لنظافة مظهره دائما " وتمنى للمعلم ان يغسل ثيابه باستمرار بما يشبه الفلاح الذي يغسل ثيابه الوحيدة في النهر ويجففها على الشجرة المنتصبة في الحقل ........!!!!!!

وفي خبر جاء بعده قام الاستاذ حبيب ببيع ابواب بيته بمبلغ خمسين الف دينار وذهب بها الى سوق الخضّارة في العشار ليشتري كيسا من الطحين – وذلك بناء على نصيحة احد جيرانه الذي تطوع للذهاب معه لدرايته بغش الباعة الذين يخلطون الرمل مع الطحين –

حين ذهب الاستاذ حبيب مع جاره الخبير اشترى كيسا من الطحين بمبلغ خمس واربعين الف دينار وحين ذهب به الى البيت اكتشف ان الطحين قد خلط ببعض الرمل رغم خبرة جاره ، جزاه الله خيرا .

وللحديث بقية
" كتبت وسأكتب هذه الحلقات ردا على ما اعتبرته لجنة كتابة قانون التقاعد الجديد خدمة جهادية لمن كانوا يعيشون في خارج العراق "




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter