|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 11/1/ 2013                                   مسلم السرداح                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

محنتنا امام الدين السياسي 

مسلم السرداح

لكي اضمن لكم عراقا ديمقراطيا اقول لكم ان عليكم ان تبعدوا كل ما يمت بصلة الى الدين السياسي من الوصول الى صناديق الاقتراع ، ان لم يكن ذلك مستحيلا - لانهم سيسرقون اي منجز ديمقراطي يقوم به الثوار لو انتفضوا في يوم ما ولكن هذا الشرط من الصعب تحقيقه في هذه الورطة  الكبيرة التي نمر بها فهؤلاء ومثل العشب الضار ينتظرون اي فرصة للانقضاض على ارضنا الخالية من الاحزاب السياسية العلمانية لكي يصبحوا هم الحاكمين بامرهم بعد ان يسلبوا حق هذا الشعب النائم بأمره ايضا .

لاحظوا ان هؤلاء اتعبوا حتى الدنيا نفسها ففي العام 1991 وما ان احسوا بان الشعب قد ثار في الجنوب ابتداء من محافظة البصرة ، وما ان  وجدوا الساحة خالية الاَ منهم حتى وجدناهم يسدون الشوارع لكثرتهم . من اين جاءوا ؟ من ايران طبعا التي كانت تربيهم كما كان صدام يربي الوهابية والقاعدة .

وانا متأكد انه لولا هؤلاء لسقط الطاغية لانهم حين جاءوا غيّرت امريكا استراتيجيتها في المنطقة امام صراخ السعودية وغيرها , وخوفهم من مجيء حكم مرتبط بايران . لقد سرقوا منذ ذلك الحين ثمار ثورة  بقايا المقاتلين العائدين من جبهة القتال الطويلة الممتدة من البصرة حتى اعماق الاراضي السعودية  مرورا بالكويت ، من  الناجين من الابادة اولئك الذين اغضبتهم حرب الطاغية التي انتهت باهانة العسكرية والبشر على السواء .

وهنا لابد من القول ان الجميع في ذلك الوقت كان يرغب بسقوط الطاغية فخرج كم هائل من الشباب كانوا ينادون بسقوط حكم صدام  ولم تكن لهم علاقة لا  بالدين ولا بالاحزاب الدينية ، لا من قريب او بعيد. في ذلك الوقت و بُعيد حرب الكويت لعب صدام  بالاسلام وكأنه الحامي له فأسس حملة دينية سنَية عشائرية يحمي بها نظامه المنهار بسبب الحروب والحصار , انتعشت على اثرها الوهابية وكرد فعل لها انتعش الاسلام السياسي الشيعي . وكلا هذين الخطين هما من حصة المواطن الساذج الذي راح يقلد دون ان يعي ما يحيط به من ادوار ومخططات . علما بان الشعب العراقي ولانه كان يكره الطاغية ويكره كل ما يقوم به  ، نشأت في الخفاء ظاهرة باطنها سياسي يكره صدام وظاهرها ديني ولم يكن لها علاقة لا من قريب او بعيد بالاحزاب الاسلامية التي تحكم الان.

وحين سقط الطاغية , ولخلو الساحة السياسية من الاحزاب الثورية واليسارية والعلمانية خلا البيت لمطيرة ,  فبدا هؤلاء محامين عن الدين , جالبين معهم مجموعة من الروزخونية المملوئين سما تجاه كل ماهو تقدمي وحضاري  وعلمي وراحوا يطرقون رؤوس الناس بمطرقة الطائفية المقيتة مظهرين للناس ان ابناء الطائفة الاخرى هم ابناء قتلة الحسين وعائلته (ع) فنشأت حالة التطرف المعروفة التي انساق لها الاحتلال بدلا من استنكارها . ومجلس حكم بريمر شاهد على ذلك .

لا اريد الاطالة فالجميع يعرف ذلك ولكنه فقط للذكرى ولكن الاحزاب السياسية امتلكت الصندوق ففي كل فترة انتخابية  راحت تضمن الانتخابات بمجموعة من الحيل غير الشرعية مثل شراء الصوت ببطانية وقبلها ما سموه قائمة المرجعية وغير ذلك كثير مثل الخمسات الثلاث وتكفير الاحزاب العلمانية .

واليوم  والجميع يدعون الى اسقاط الحكومة الحالية , فبمن سنأتي بربكم وشعبنا متنعم بنومته وهنياله وقد استبدل الحياة بالموت في ظل الجهل والفقر والعبودية .

اذا كان ولابد فعلينا ان نكوَن احزابا ثورية علمانية اقرب ما تكون لليسار الماركسي  , قبل ان ندعو للاسقاط , لان احزاب الدين السياسي ستعود للحكم من جديد .

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter