|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  27  / 6 / 2015                                مديح الصادق                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

حبيبتي ووجهُ الوطن...

مديح الصادق


أنَّى ولَّيتُ وجهي
فثّمَّ وجهانِ بلا ثالثٍ
حبيبتي التي سرقتْ نومي
وفي محجرَيها
كلُّ مكرِ النساءِ
شاحباً مثلما الموتُ
في مقلتَيها نائماً كانَ
وجهُ الوطنْ
مرسومٌ على الجبينِ
حدُّ السيفِ
قطَّع الأوصالَ
وانتهكَ المحارِمَ
واسترخصَ الدماءَ
وأغرقَ البلادَ طولا وعرضاً
بالمِحَنْ
أيا وجهَ الحبيبة، مُفعَمأً بالنورِ
اسقني صبراً؛ سأشتريه
ألا ليتَ لي صبراً كصبرِكَ
يا جمَلْ
وهل للحرِّ صبرٌ
والسبايا كما الخرافُ تقادُ
وبين سَقطِ المتاعِ يُبَعنَ
ويُشترَن؟
غاباتُ جفنَيها، حبيبتي، غرقى
جحافلُ الرجال كلمى
على النعوشِ مواكبٌ قد حُمِّلتْ
والموتَ لا تشتهي، حبيبتي
منها الحياةُ، ومنها
تُستقى السننْ
قالت بعينَيها وقد بكتْ
خانَ الأمانةَ مَنْ خانَ
وابتيعَ العراقُ، يا صاحبي
والحاكمُ الباغي ومن والاهُ
قد ساوموا الأوباشَ
بأبخس الثمنْ
آهٍ، بقدر النازحينَ عن ديارهِم
وزفرةً حرَّى
مثلَ تنهيدةِ أمِّ المُعلَّقِ في الجسرِ
وشهقة الرضيعِ الذي
في سبايكرَ غدراً غادرَ والدُه
بكتْ عينا حبيبتي دمعاً
موَشَّحاً دماً
ماتَ، أم لا، لم يمتْ؟
قد شيَّعوه مع الموتى
وفرَّقوا الثواب باسمِهِ
أظنْ
لا، لا؛ كفِّي الظنونَ
فقد ماتَ الطغاةُ
ويرحلُ الأشرارُ
ويطوي الفاسدونَ متاعَهُم
كالطودِ، عزيزا شامخاً
يبقى الوطنْ
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter