|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  17  / 4 / 2010                                ماجد الخطيب                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أقرع "دربكّتي"
رسالة محبة إلى الدكتور كاظم حبيب

ماجد الخطيب: مراكش
(موقع الناس)

بعيدا عن أمطار كولون، وفي زاوية مشمسة من مراكش، حيث يبحث الإنسان لاشعوريا عن ظل يقي رأسه، وردتني الدعوة لحضور تكريم صديقي الدكتور كاظم حبيب.

قلت لن أرسل باقة ورد "الكترونية" عبر الإيميل تبقى بلا طعم ولا رائحة، حالها حال زهور أوربا "الصناعية"، لكنني سأحمل دربكّتي
(دنبكي) وأقرع طبول المحبة والفرح بين الناس.

وعلى أية حال فأنا بصراوي تربطه علاقة وثيقة بالخشابة والهيوة والدنابك التي حولتها اللهجة المغربية إلى دربكّة يدوّي بها الصغار والكبار أفراحهم وأتراحهم. والدربكّات هنا صغيرة وكبيرة، ملونة وزاهية، خشبية وفخارية، بكرات صغيرة مربوطة بخيوط حولها، أو بدون ذلك.

تفاجئت في زيارتي السابقة لمراكش، حيث اتفرغ عادة "لدربكة" مسرحياتي، بالطريقة التي يحيي فيها المغاربة ذكرى استشهاد الأمام الحسين وآل بيته. في عاشور مراكش، منع بيع الخمور، وكان هذا الإجراء هو التعبير الوحيد عن الحزن. مقابل ذلك ازدهرت تجارة بيع الدربكات، ارتفعت الاثمان، حمل الصغار والكبار "دربكّاتهم" وصاروا يقرعونها بمختلف الإيقاعات في الشوارع. ومع الدربكات تصاعدت أيضا تصفيقات المراكشيين الذي اشتهروا "بتكسير" الصفقات وتنغيمها كما اشتهر البصريون بذلك.

فالمغاربة يحتفلون على طريقتهم بعاشور واستشهاد الحسين وربعه. يلبسون البياض بدلا من السواد، يقرعون الدربكات بدلا من الصدور، ويحيون المناسبة كيوم تاريخي يبشر الأمام الشهيد وآل بيته وأصدقاءه بالجنة. وعلى نحو مصغر يوزع المراكشيون أيضا شيئا من حسائهم الشعبي كما يوزع العراقيون الهريسة والزردة وخبز العباس.

لهذا، وبالمناسبة، ساتشح بالبياض ياعزيزي الدكتور، كما اتشح به رأسك، وساقرع في ميلادك الـ 75 دربكّتي 75 قرعة، أقرع كأسي 75 مرة، وأقرّع نفسي ألف مرة على توقيت سفرتي السيء.

لتكن مناسبة لمزيد من الفرح والتواصل والعطاء. أحمل ربكتك وأقرع بها منورا الناس!

عقيدة

أقرع طبلك بلا ورع،
وقبّل تاجرة الحرب.
هذا منتهى العلم،
هذا أعمق ما في الكتب.

أيقظ الناس بطبلك،
وأقرع عاليا بعنفوان شاب.
سر قارعا طبلك دائما إلى أمام،
هذا منتهى العلم.

هذه هي فلسفة هيغل،
هذا أعمق ما في الكتب.
أنا فهمتها لأنني مارق،
ولأنني طبال ماهر.


                      (
هاينريش هاينة)




 


 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter