|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  1  / 1 / 2014                                 محمد الجاسم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يوم السيادة في العراق..وهمٌ أم حقيقة..؟؟

محمد الجاسم

بعد أن جثا الجيش الأمريكي على صدر العراق سنين عديدة بسبب ظروف أمنية وسياسية ضاغطة،وبعد أن شارك الأمريكان في تعزيز العملية السياسية في العراق بكل ما شاب تلك الفترة من ملابسات عامة وتدخلات أمريكية بالشأن الوطني ومحاولة فرض صيغة للدستور العراقي على العراقيين القادرين على كتابة دستورهم بأنفسهم،واستمرت الضغوطات الأمريكية المتكررة على مفاصل إدارة الدولة والتدخل في تعيين وتسمية المسؤولين العموميين والمستشارين،ووصلت تلك التدخلات الى درجة تأليب أطراف سياسية على أطراف أخرى بحجة الدعوة للمشاركة الواسعة بالسلطة وإنصاف الشركاء السياسيين في إدارة البلاد،ناهيك قارئي الكريم عن تذمر واشمئزاز المواطنين من منظر الأرتال العسكرية الأمريكية وهي تجوب الشوارع بطريقة مبالغة بالحذر والتوجس وممارسة بعض التصرفات الفردية البغيضة والغريبة على الذوق العراقي،لكن العراقيين النجباء ـ وهم يرنون الى مستقبل زاهر لبلادهم ـ إنتبهوا مبكراً لضرورة وضع الحد اللازم والفوري للوجود الأمريكي العسكري والسياسي على أراضيهم،بالرغم من معرفتهم بطبيعة الإحتلال الأمريكي لبعض البلدان الذي طال عشرات السنين وبعضها مايزال محتلاً الى يومنا هذا..فإنبرى مجموعة من المسؤولين والسياسيين للتصدي لجولات مفاوضات عسيرة وخطيرة إنتهت بوضع صيغة الإتفاقية الأمنية التي بموجبها وضع المفاوض العراقي التأريخ المحدد لرحيل القوات الأمريكية من البلاد نهائياً وعدم ترك أية قاعدة عسكرية تذكر العراقيين بالإحتلال.

لقد تعامل الإعلام العربي وبعض إمتداداته المشبوهة داخل العراق مع هذه الإتفاقية بتشكيكية عالية وتم إختراع الحيل والألاعيب والقصص المفبركة لتحويل فاهمة المواطن العراقي من الترحيب بأتفاقية أمنية منتجة لعهد جديد من السيادة الوطنية الى كابوس تخويفي من وجود قواعد عسكرية متروكة بعد الرحيل للقوات العسكرية واختراع أرقام فلكية لعديد منتسبي السفارة الأمريكية في بغداد وعدم مقدرة الجيش والشرطة العراقية من مسك الأرض والدفاع عن حدود البلاد وغيرها من الأكاذيب بغية التشويش على حقيقة يوم السيادة الوطنية الذي صنع مجده العراقيون بأنفسهم،واليوم يتلمس المواطن العراقي مصداقاً جديداً من مصاديق السيادة وهيبة الدولة وكفاءة القوات المسلحة العراقية في صولتها العظيمة في صحراء الأنبار لمطاردة مقاتلي القاعدة وداعش من الذين لفظتهم أحداث انتصارات الجيش السوري الى داخل الحدود العراقية ،فاستطاعت فرقتان من الجيش العراقي من توجيه ضربات قاصمة لظهر التنظيمات الإرهابية التي جعلت من صحراء الأنبار وبعض مدن هذه المحافظة الكريمة ملاذات آمنة ومعسكرات تدريب ومخابئ لتكديس الأسلحة والأعتدة التي يضربون بها القوات الأمنية الإتحادية وقوات الشرطة المحلية ويغتالون بها مسؤولين وشيوخ عشائر وموظفين عموميين وغيرهم، مما ولّد غلياناً شعبياً عارماً في محافظة الأنبار من تصرفات تلك المجاميع الإرهابية،إضافة الى ذلك فقد وجدت تلك المجاميع المسلحة الخطيرة تأييداً ودعماً كاملاً من سياسيين وبرلمانيين وبعض رجال الدين ورجال عشائر ليجعلوا من ساحات ومخيمات المعتصمين مثابات وملاجئ للمقاتلين والإنتحاريين وتفخيخ السيارات،الأمر الذي لم يعد مجرد اتهامات حكومية ،لكنه بات واضحاً لكل ذي عينين في افلام الفيديو الإعلامية التي نشرت بعد تفكيك المخيمات من قبل الشرطة المحلية وأبناء العشائر الذين ذاقوا الويل من هذه الحواضن البغيضة للإرهاب والتي عرضت فيها أنواع الأسلحة والأعتدة وسيارتان مفخختان معدتان لقتل أبناء الشعب في محافظة الأنبار وغيرها من محافظات العراق الآمنة.

واليوم تخوض قطعات من الجيش العراقي الباسل وقطعات ساندة أخرى معارك مشرفة وكفوءة تكللت بالعديد من مظاهر ونتائج النصر المؤزر بالقضاء على الإرهابيين الغرباء الذين يهددون أمن البلاد..كما دفع أفراد وقادة تلك القوات عدداً من أرواح الشهداء الأبرار الذين قالوا للعالم قولة الحق والتضحية بأدق معانيها ،وضربوا للعالم المعاصر أمثلة للبسالة وترجمة لحقيقة الإتفاقية الأمنية من حيث قوة وأهلية القوات المسلحة العراقية في تأمين سلامة أرض الوطن والمواطن والحفاظ على رفعة وهيبة دولة العراق الديموقراطي الحديث.. ورُبَّ قولٍ أنفذ من صَوْل.
 

31كانون الأول2011


ناصرية دورتموند - المانيا
 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter