|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  15 / 6 / 2012                                مازن الحسوني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حوار صريح مع رفاقي مندوبي المؤتمر التاسع

مازن الحسوني
(موقع الناس)

الان وبعد ان انتهت اعمال المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي وصدرت الوثائق الاساسية للمؤتمر،يمكن الحديث عن اعماله بهدوء ونتائج هذا الجهد الكبير الذي أمتد لفترة زمنية غير قصيرة سواء من قبل رفاق الحزب او من الاصدقاء خارج التنظيم.ومن خلال دراسة هذه الوثائق يمكن معرفة مدى الاستفادة من تلك الدراسات.

لكنني الان ساكتفي بالتعليق حول ما جاء في البلاغ الختامي لأعمال المؤتمر على امل ان اضع تصوراتي حول الوثائق الاخرى فيما بعد.

بالنسبة للبلاغ للأسف لم اجد فيه روح ونفس التغيير والتطور الذي يواكب ما يدور في العالم الجانح بقوة ومنذ فترة غير قصيرة نحو تطوير الديمقراطية بكل مفاصل الحياة.حيث كان البلاغ نسخة مكررة عن سابقيه سوى التغيير في الديباجة السياسية التي تصاغ حسب الوضع السياسي للبلد الآن،اما من حيث الجوهر فلم يختلف بشيء ولم ارى أية نقطة جوهرية طرحت فيه وكان كأي خبر صحفي عادي ممل (بعد الديباجة السياسية ... توزيع الرفاق على الورش .. اصدر المؤتمر جملة من القرارات والتوصيات ... انتخب لجنة مركزية وبدورها انتخبت سكرتير .......الخ) وهنا تستوقفني الملاحظات التالية اطرحها لرفاقي مندوبي المؤتمر!!!

1: لازال الحزب والمؤتمرون مصرين على التقليد القديم والسائد منذ ثلاثينيات القرن الماضي والمتمثل بانتخاب سكرتير الحزب فقط من صلاحية اللجنة المركزية هذا التقليد الذي انتهت منه جميع الاحزاب التي تؤمن بالديمقراطية سواء كانت يمينية او يسارية وكذلك ان كانت بالحكم ام خارجه لا بل حتى بدأت بعض الاحزاب الاسلامية تمارس هذا التقليد الديمقراطي (المجلي الاسلامي الاعلى في مؤتمره الاخير انتخب رئيسه من خلال الهيئة العامة). أيكون المجلس الاعلى الاسلامي اكثر ديمقراطية منا ؟ سؤال اطرحه لكم يا رفاقي مندوبي المؤتمر؟
: لماذا تتخلون عن حق لكم لمعرفة امكانية وقدرات من يقود الحزب وما هي مشاريعه القادمة لتطوير الحزب؟
: لماذا تعطون هذه الصلاحية لعدد بسيط من الرفاق (اعضاء ل.م) دون ان تكون هذه الصلاحية لكم ومن خلالكم لكل اعضاء الحزب الذين انتخبوكم ؟
: ألم يكن من الافضل ان يكون ألاختيار من داخل المؤتمر لنرى عددا من الرفاق يتنافسون على هذه المسؤولية ويطرح كل منهم افكاره وتصوراته ومن خلالها تعرفون قدرات هذا الرفيق او ذاك وتختارون الافضل وبدوره سيكون واثقا من ان هذه الافكار ستلقى طريقها للتنفيذ والنجاح لان من خلفه يقف التنظيم الحزبي بكامله .
: ان حسابات ل.م في اختيار السكرتير تختلف بشكل كبير عن الحسابات التي يراها عامة الرفاق وهي قابلة للجدل في كثير من المواضيع .
: قراركم هذا جعل من التنظيم عاجز عن محاسبة سكرتير الحزب في اية قضية ممكن ان تكون غير صحيحة وتركتم الامر فقط بيد ل.م وهذا الموضوع سينسحب على جميع تنظيمات الحزب في المحليات والاساسيات لانها لن تنتخب سكرتيرها في كونفرنساتها بل بداخل اللجان فقط ولهذا لن يستطيع التنظيم ان يعمل شيء .
: قراركم هذا جعل رفاق معدودين فوق التنظيم الحزبي العام وأبقيتم على هيئات خاصة فقط لديها صلاحية التفكير والتقريروالانتخاب والمحاسبة دون سواها .هذا الامر ان كنتم تعلمون او لا سيخلق تخندقات هيئوية بداخل كل تنظيم تعمل هذه التخندقات على الحفاظ على نفسها ولا تسمح لاحد ان يعمل ضد رغباتها او توجهاتها سواء في الخطأ او الصواب ولدي في تجربة الكفاح المسلح في كردستان امثلة كثيرة بل وكذلك الآن بعض الامثلة الحاضرة وبقوة في اكثر من تنظيم حيث تتخندق هذه الهيئة او تلك ولاتسمح لاحد بان يغير ما تريده وتقرره وبالتالي تبعد من لاترغب فيه وتقرب من ترغبه وبلا شك ان هذه السياسة لاتخدم الحزب بشيء.

2: غياب الشفافية في البلاغ حيث لم أجد فيه اي نمط جديد في التفكير وخلا من اية قضية مهمة بل حتى ذكر من هم اعضاء المكتب السياسي الجدد وعددهم لم نجده في البلاغ رغم ان الدافع لم يكن لجوانب أمنية لاننا ببساطة بعد ثلاثة أيام قرأنا خبر من طريق الشعب بزيارة عدد من الرفاق لحدك لطرح نتائج المؤتمر وتكون الوفد من الرفيق ..عضو م.س والرفيق عضو م.س .......الخ ولهذا لم تكن الدوافع أمنية في عدم ذكر هذه المعلومة لكنه يعكس النهج الفكري القديم والذي يريد حصر المعلومة فقط عند القياديين (لعد شلون يصير مسؤول اذا ما يعرف اكثر من الاخرين) وهنا اعود مرة اخرى لمؤتمر المجلس الاعلى الذي في بلاغه الختامي طرح عدد مكتبه السياسي الجديد واسمائهم(7 اذا ما تعرفون ولاني مو مسؤول ما اضمها) وهنا اتساءل الم يكن من الافضل طرح اسماء الرفاق الذين تحملوا هذه المهمة الصعبة ام لا زلتم غير مدركين ان النهج الفكري القديم والذي لم يدرك بعد اهمية الديمقراطية الحقيقية على الحياة الحزبية هو الذي يتحكم بكل مفاتيح العمل الحزبي وقراراته . سأضع امامكم هذه الامثلة من الماضي والحاضر لكي تدركوا ما ذهبت اليه من طرح حول غياب الشفافية  .
: انا وجميع الرفاق في التنظيم (عدا القياديين) عرفنا بخبر مرض الرفيق السكرتير ومن ثم اجراءه العملية الجراحية من قنوات اعلامية خارجية وليس من مصادر حزبية الأمر الذي أثار لغطآ كبيرا حول صحة الرفيق ومآل الامور الحزبية خلال تلك الفترة.
: في بداية الثمانينيات وصلنا بلاغ من الحزب يفيد بعقده جبهة مع احدى القوى الوطنية دون ان يسميها واكيد اثار الخبر تساؤلات كثيرة لم نجد جواباً او صدى لدى رفاقنا القياديين حولها بل عرفنا حقيقتها من خلال مقابلة لاياد علاوي يتبجح فيها بان جماعته هي المعنية بهذه الجبهة ويومها اصابتنا الدهشة والغصة على عدم طرح هكذا قضايا وبكل شفافية داخل التنظيم وعدم احتكارها للقياديين فقط .

* في الختام اقول لرفاقي مندوبي المؤتمر وبكل صراحة لقد خيبتم الظن حيث كرستم بقاء نفس النهج الفكري القديم الذي يدير العمل الحزبي ولم تعملوا ما يكفي لاجل تغيير هذا الواقع بل ساهمتم ببقاءه سواء عن دراية ام لا.

** لكنني والكثيرين مثلي سنبقى ابناء هذا الحزب ونعمل ما بوسعنا لاجل تطوير النهج الديمقراطي الذي اعتقده سيدفع العمل الحزبي للأمام ليأخذ الحزب موقعه الحقيقي في خارطة السياسة العراقية الحالية بعيدا عن رؤى خاصة وضيقة لفرد او افراد يتحكمون بالقرارات الحزبية


 

14/6/2012
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter