|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  13 / 12 / 2014                                مازن الحسوني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إقليم البصرة - ليس مفتاحأ لحل مشاكلها !

مازن الحسوني
(موقع الناس)

تتعالى أصوات ممثلي الأحزاب الإسلامية في البصرة هذه الأيام للدعوة لقيام إقليم البصرة بحجة انه الحل الامثل لمستقبل أفضل للمدينة. هذه الدعوة التي لم تلقَ نجاحًا في أكثر من مرّة، وأسبابها عديدة، منها عدم ثقة المواطن البصري بمنظمي هذه الدعوات.

منذ سقوط الصنم تناوبت على حكم البصرة أحزاب الإسلام السياسي المختلفة (المجلس الاسلامي، الدعوة، الفضيلة) والتيار الصدري تحكّم بالشارع البصري طيلة الفترة الماضية.

ما هي نتائج هذا الحكم طيلة الأعوام الماضية؟ لم يكن سوى أزمات في كل مجالات الخدمات (الكهرباء، الماء، النظافة..الخ)، وكذلك فقدان الأمان (عصابات منظمة للسرقة والاغتيالات وميليشيات محمية من السلطة المحلية)، عشائر يحكم قانونها فوق قانون الدولة، فساد في كل مجالات الحياة وبطالة.. الخ من الأزمات التي يعيشها ابن البصرة طيلة هذه الاعوام.

هل من المعقول أن يصدّق وعود مروجي هذه الحملة؟

إذا كانت حقًا ترغب هذه المجموعة من الشخصيات وخلفها أحزابها لتطوير واقع المدينة المزري، لتعمل أولا على كسب ثقة مواطني المدينة، ليتمّ مثلاً القضاء على ظاهرة المليشيات المنتشرة في المدينة، وكذلك على ظاهرة الفساد المستشري في كل الدوائر، ومعالجة مشاكل نقص الخدمات بشكل جدّي (الكهرباء، الماء...الخ)، وليتمّ رفع المزابل المنتشرة إينما كانت في المدينة، عالجوا وعالجوا وعالجوا وهكذا دواليك، عندها ستجدون كل أبناء المدينة خلفكم.

- معاناة البصرة ليست لأنها ليست إقليمًا بل إن سبب معاناتها هو من يتحكم بها، حيث أن الموارد التي تدخل خزينة المحافظة كافية للقيام بالكثير من الأعمال الضرورية للمدينة والتي كان من المفترض أن ترى النور بعد سقوط الصنم.

- للبصرة كامل الحق بأن تعيش بأفضل حال من الأوضاع التي تعيشها الآن. هذا هو الحق ولكن ما يدعو له السادة أصحاب الدعوة هو من أجل مصالحهم الخاصة. لماذا لم يقدموا شيئًا ما محسوسًا في فترات توليهم للسلطة المباشرة بالمدينة (خلف عبد الصمد عمل محافظًا، وائل عبد اللطيف عمل محافظًا وعبد الجبار أمين عمل رئيس المجلس البلدي).

- لازال أهل البصرة يذكرون بكل خير مزهر الشاوي رغم صلاحياته المحدودة لكن ما قام به وقدمه للبصرة آنذاك جعله محبوبًا إلى يومنا هذا.

- سؤالي لجميع أصحاب هذه الدعوة هل فيكم من ترك أثناء توليه لمهامه الإدارية في المدينة أثرًا طيبًا يجعل أهالي البصرة يذكرونه بخير؟

- البصرة لا تحتاج الإقليم الآن، هي بحاجة لساسة مخلصين في عملهم علميين في تخطيطهم لحاجات المدينة، ساسة لا يلعبون على الأوراق الخائبة (الطائفة، العشيرة، إفتعال الأزمات حول الماضي) ساسة ينظرون غلى أبناء المدينة بنفس المنظار دون فرق، ساسة يجعلون الكفاءة والتفاني بالعمل لخدمة المدينة هي مرآتهم.

- مشروعكم هذا لن يجلب الخير للبصرة بل سيكون وبالاً جديدًا عليها لأنكم ستتمتعون بصلاحيات كبيرة لستم جديرين بالثقة لتحملها.
ويبقى السؤال الاهم ماذا يقول ابن البصرة بصدد هذه الدعوة الجديدة !!!!!!!.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter