|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  9  / 6 / 2015                                ماجد زيدان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مر عام .. وما زال داعش في اراضينا,

ماجد زيدان

يمر العام الاول على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على الموصل والانبارومناطق اخرى كئيبا وثقيلا وكارثيا على العراقيين كلهم وكثرة من الاهالي قد شردهم الارهاب الى الاقليم ومناطق البلاد الاخرى ويعانون من ظروف غاية في العسر والاذى وكلما مر يوما تتفاقم معاناتهم وتزداد احوالهم سوءا على السوء الذي هم فيه .

وبهذه المناسبة الاليمة التي لا يزال جرحها ينزف دما ولا تلوح نهاية قريبة للماساة والخلاص منها ، فان اللوحة لم تتغيير كثيرا ، فما تم تشخيصه لتخطيه وتجاوزه لم تجترح الحلول له ، فالجهدالعسكري الذي تبذله الاجهزة الامنية والحشد الشعبي والبيشمركة والفعاليات العشائرية المحلية والانتصارات المتحققة وبعض الانزياحات من المناطق غير كافية لطرد الدواعش نهائيا ...والحرب ما تزال تجري على اساس الكر والفر .. ولم تتمكن الحكومة من اعادة بناء القوات المسلحة الوطنية وتاهيلها عدة وعددا ، وهي القضية الارئس ليس على صعيد مكافحة الارهاب فقط ،وانما لضبط البلاد واستعادة هيبة الدولة باحتكار عناصر القوة بيدها وفقا للدستور .

لقد رأت ، منذ البداية ، قوى مؤثرة ومهمة لاسيما على الصعيد الدولي ان هذه الحرب ستطول ولابد من اعادة تاهيل القوات المسلحة العراقية من جديد واستئناف تطويرها باضافات نوعية والاستفادة من الخبرات المتدفقة على البلاد من بلدان التحالف الدولي من تجهيز وتدريب لكل الصنوف والقطعات والتشكيلات .

هذا التقدير لم يحظ بقناعة لدى عدد من القوى الداخلية الوطنية ،واكدت ان الحرب لن تاخذ سوى اشهر ، وعدنه مؤامرة اميركية لاطالة امد الحرب ولاعادة الهيمنة على العراق وما الى ذلك من الاتهامات والروايات والقصص غير المستندة لدليل خصوصا مسالة دعم داعش .

ها هو عام يمضي وما زال النقاش حاميا بشان العديد من القضايا ذات العلاقة بطرد المجموعات الارهابية وتبني خطط معللة ومحكمة للخروج مما نحن فيه .

ان التحالف الدولي الذي يضم اكثر من 60 دولة ارسل الاف الخبراء والمعدات واوقف الى حد ما تقدم داعش ولكنه متهما بانه لم يمكننا الى الان من بناء قوات مسلحة ضاربة على حد قول اطراف من الحكومة وبعض مسوؤليها وكأن الامر طوع بنانه ومسوؤليته لوحده ... ونتغافل عن دعواته الى اتخاذ اجراءات سياسية لتقويض سيطرة داعش ومشاركة جميع العراقيين في الحرب ضد الارهاب والاكثر الحاحا اسهام المجتمعات المحلية بدورها في الدفاع عن نفسها وتعزيز اللحمة الوطنية .

الحكومة تفتقد الاستراتيجية العسكرية والخطط الناجعة لمسك الارض وطرد الارهابيين , كما لم تشهد القوات المسلحة خلال هذا العام تغييرا ملموسا، بل ان الحشد الشعبي الذي تشكل حديثا اصبح حاجة ويتقدم على القوات المسلحة ويتصدر المعارك بدلها وينازعها سلطاتها واختصاصها ..كما تطورت امكانات البيشمركة واستطاعات استرداد بعض الاراضي وحسنت من ادائها وتجهيزها وتدريبها بفعل الدعم الدولي .

الجيش احد المفاصل المهمة التي كانت الابصار ترنو اليه في تحرير الارض والسكان من قبضة داعش الاجرامية ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يتحقق به النصرويحتاج الى مساندة سياسية وان تكون له عقيدة بجانبها، فالقوى السياسية الحكيمة وذات البعد الاستراتيجي في تفكيرها وتقديراتها ومنطلقاتها الوطنية عادت الى الاطروحة القديمة – الجديدة بان لا نصر على الارهاب بالجهد العسكري لوحده ،ولابد من حلول سياسية ومعالجة شاملة للجوانب الاجتماعية والاقتصادية الاخرى واستكمال مشروع بناء الدولة . اضافة الى ان القوى الدولية ذات التجربة والالمام بالمسالة العراقية تؤكد باستمرار على ذلك وتضعه شرطا بصيغة ملطفة لتعاونها التام مع العراق ودون خشية من نكوص او ضياع لمساعداتها .
 


9-6-2015

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter