|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  10  / 1 / 2015                                ماجد زيدان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اعادة بناء الجيش

ماجد زيدان

يحتفل العراقيون، رسمياً وشعبياً، في السادس من كانون الثاني كل عام بمناسبة تأسيس الجيش العراقي، ويحيون هذا العام الذكرى في ظروف ليست ملائمة يسترجعون تاريخ الجيش بايجابياته وسلبياته، لا سيما انه اعيد بنائه بعد عام 2003، وجاء في اعقاب حله والغاء الخدمة الالزامية والقرارات الاخرى الخاطئة التي تركت عليه بصمات مؤذية.

الحكومات التي حكمت البلاد تعاملت مع الجيش بنفعية واستغلته لمصالحها واهدافها ولم تؤسس جيشاً مهنياً واحترافياً، فقد زجته في السياسة وقمع جماهير شعبنا، ومن ثم اكتوت فعلتها عام 1963 حين اطاح بالحكومة، وبعد تموز- ايضاً، لم يكن جيشاً للدفاع عن السيادة الوطنية الخالصة، وانما اصبح جزءاً من اللعبة السياسية واستخدام في قمع الشعب الكردي، ثم جاء حكم البعث البغيض والاسود ليكون الجيش مؤدلجاً وفي خدمة فئة من الساسة وعانى من خطل القبول فيه والتمييز بين المواطنين..

ومن ثم اصبح جيشان، جيش للنخبة وصدام وجيش المواطنين العاديين الذين لا يلون على شيء..

المهم تمرغت سمعته في الوحل ودب فيه ما يفكك اواصره ووحدته، و حمل في داخله اسباب فشله في الحروب التي فرضت عليه.
كان الناس حينما حل الحاكم المدني بريمر الجيش يطمحون الى اعادة بنائه على اسس جديدة، في ضوء المهنية والاحتراف وعدم وضع كل عناصره في سلة واحدة، ولكن سارت الرياح بما لا تشتهي السفن واختلط الحابل بالنابل، وكرس التمييز فيه وبنائه على اسس المكونات حسب ما نص عليه الدستور، ثم دمجت فيه الميليشيات وبعض المقاومين، وجرى تقريب بعض جنرالاته واسناد المواقع والآمرية لهم بمقدار قربهم في الحاكم، ومنحوا رتباً عالية حتى أن كبار القادة فيه اصبحوا يفوقون الحاجة وما الى ذلك مما لا يتسع المجال الى تعداده.

والاهم ان هذا الجيش زج في غير الاهداف المعلنة له، وتحول الى جهاز امني ليحل محل الشرطة، وافتقد الى العقيدة العسكرية والرؤية الاستراتيجية له التي يجب ان لا تقتصر على التسليح والتدريب والبرامج التكنولوجية، وانما كان يفترض بناء برامج وسياسات بشأن الفكر والروح الانسانية لهذا الجيش وحتى الطريقة التي يتعامل بها مع العدو.

الجيش زج في قضايا يومية وفي ضرب المتظاهرين المعارضين للحكومة وعلى خلاف القانون، وبالتالي تم عزله عن جماهير شعبنا، وفي بعض المناطق اصبح عدواً لهم بغض النظر عن صحة تصوراتهم.

ومن الاخطار التي نشبت في الجيش الفساد الذي ضرب اطنابه فيه، فصفقات السلاح يشوبها الفساد، وقبل ذلك المواقع تشتري واصبحت تدر دخلاً كبيراً، اي انها استثمار في النهب والابتزاز، ومما يقال في هذا الشأن ان بعض الآليات تستأجرها العصابات من الوحدات لممارسة اجرامها..

باختصار غابت عنه الرقابة والمحاسبة وصار دولة داخل الدولة، حتى ان بعض قادته يخالفون الدستور علناً، دون خشية، وهم الذين يديرون قطعاته من دون تفويض او مصادقة مجلس النواب، والاكثر من ذلك يتدخلون في السياسة ويجبرون منتسبيه على التظاهر رافعين شعارات وداعين الى انتخاب بعض قادتهم امام المراكز الانتخابية.

في هذه المناسبة الكبيرة والهامة نحيي قطعاتنا الصامدة في وجه الارهاب والساعية لاستعادة ما تم فقدانه لداعش والعاملة بشرف ونزاهة الجندية وترفض كل ما يلطخ السمعة ويضير البلد ، فنحن نريد جيشاً مهنياً واحترافياً مسلحاً بالعلم والمعرفة والفكر والروح الانسانية ولا يتدخل في السياسة لا من قريب ولا من بعيد ، بما في ذلك يحرم عليه الادلاء بصوته كي لا يستغله الحاكم ويفرض عليه ما لا يرضاه .

 

6 / 1 / 2015

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter