|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  10  / 12 / 2014                                ماجد زيدان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

التركمان واقليم كركوك

ماجد زيدان

اثارت بعض القوى والاحزاب التركمانية في مؤتمرها الذي عقدته في كركوك مسألة حقوقهم وتطبيق المادة 140 ودعوا الى تشكيل اقليم كركوك على ان يتضمن محافظات تركمانية، وهي فكرة غائبة حاضرة الجديد فيها انها تطرح هذه المرة بوضوح اكبر وبشكل ملموس ويمكن ان تكون اساساً لمفاوضات واجراءات تتخذها الحكومة الاتحادية والاقليم لانهاء موضوعة خلاف اخرى.

آمال الناس اتسعت، بعد الاتفاق النفطي، لتخطي وتجاوز هذه الاشكالية على اساس الوحدة الوطنية، وكبرت الثقة بين الطرفين لتحقيق تسوية لهذه المشكلة الشائكة والتي تأخر حلها دون مبرر.

الفكرة التي طرحتها الاحزاب التركمانية تشاطرها فيها احزاب من مكونات اخرى ترى انها تشكل حلاً مناسباً ما دام هو في اطار الكيان العراقي الموحد، ولا يضير احداً ويمكن ان يكون الاقليم الكركوكلي عامل جذب وهو عبارة عن عراق مصغر تتعايش فيه المكونات العرقية والدينية العراقية، ويمتلك امكانات النمو والتطور ويختزن ثروات تتيح له في فترة قصيرة النهوض والتنمية ليكون نموذجاً عراقياً يحتذى به ويتمتع بعلاقات ترسخ وتمتن عرى الوحدة الوطنية العراقية..

كما انه يمكن ان يكون الاقرب الى الواقع، والى بناء النموذج الاتحادي بتشكيل الاقليم الثاني الذي يحفز على تطبيق الدستور وارضاء العراقيين الذين يتطلعون الى ادارة انفسهم في جغرافيتهم بذواتهم وطاقاتهم.

اي حل يتوافق عليه بشأن المادة 140 سيسهم بشكل فعال في تنقية الاجواء، ولا سيما ان هذه الفكرة تحظى بقبول واسع خلال الحوارات والنقاشات غير الرسمية، وبين السكان، والغالبية تتحسس واقعيتها.. ولكن بعض القوى النافذة لا تطرحها علانية لانها تخشى المزايدات السياسية، واتهامها انها تفرط بحقوق وبمكاسب محتملة في ظل ضعف السلطة الاتحادية.

بينما يشير واقع الحال ان مثل هذا الاقليم هو في مصلحة المجتمع المحلي الكركوكلي والمجتمع العراقي، لاننا نحفظ الكيان العراقي من التناحر والتمزق والصراعات التي تستنزف ثروات البلاد وامكاناتها في صراعات لن يستفيد منها من يحرص على تطور وتقدم العراق وجعله قويا ومنيعا على الذي يسعون الى تشتيت قواه ومحاولات استغلال ثرواته في غير مصلحته.

نظرة ومتابعة لما يجري من حراك على الصعيد العالمي بشان الجغرافية والسياسية والاقتصادية يلحظ انه متجه الى التكتلات الكبيرة القائمة على حشد الموارد والطاقات بغض النظر عن التقسيمات الاثنية والعرقية والدينية وبناء انظمة ديمقراطية حقيقية على اساس المواطنة القادرة وحدها على تلبية حاجات الانسان وخدمته ومواجهة التحديات الخطيرة والكبيرة التي تجابه الشعوب.

ان استكمال مشروع بناء الدولة العراقية من دون اشراك مكوناته فيه والاستماع الى صوت العقل والمنطق والرغبات الشعبية بعيدا عن الاجندات الضيقة والانابة في التمثيل الذي لا يستند الى الحقائق والمعطيات اصبح مطلبا وضرورة ملحة للانصات اليه واختباره في الواقع قبل الادعاء بان هذا الحل ممكن وذاك هو الممثل الصائب والوحيد لتطلعات جماهير شعبنا.

العراقيون من كل الاطياف والانتماءات يردون تنمية مستقلة ترتقي باحوالهم المعيشية والخدمية وتنهي ما هم فيه من حرمان وبناء حياة امنة ومستقرة واحترام حرياتهم الاساسية قبل ان ينحازوا الى هذا او ذاك الذي يقسمهم ويفرقهم .

 

 

8-12-2014
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter