|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  9 / 8 / 2015                                 مالزم أبو رغيف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



اعيدوا لهم بطانياتهم وصوباتهم

مالوم أبو رغيف

ليس القرارات التي اتخذها السيد العبادي وحدها هي المهمة، فأهم منها تاثيرها الايجابيي الذي احدثه صداها في نفوس العراقيين الذين يعيشون منذ عقود طويلة في برزخ من اليأس والقنوط، فأحيت الامل في نفوسهم وزادت من قوة تصميهم .

لقد احدثت قرارات السيد العبادي وسرعته في اتخاذ بعض القرارات مناخا وزخما ثوريا سيساهم في دفع الشعب العراقي الى المضي على طريق اعادة بناء الدولة والعملية السياسية على اسس وقواعد تختلف تماما عن تلك التي ابتدعتها احزاب المحاصصة التي سرقت الدولة وافرغتها من كل شيء حتى كرامة مواطنيها.

العبادي ليس وحده الذي سيواجه سيل الفساد العرم، من شخوص واحزاب ورؤساء كتل ونواب وكبار مسؤولين، فالشعب سيكون في مقدمة المحاربيين. اذ ان فساد وانحطاط اخلاق النواب والسياسيين وكبار المسؤليين ازال عنهم الاحترام الاعتباري الذي يمنحه المنصب للمسؤول، واصبح التخلص من الاكوام غير الطاهرة ضرورة تقتضيها المحافضة على السمعة الوطنية وعلى منظومة الاخلاق الاجتماعية

اذ لاول مرة في تاريخ البرلمانات تنحط سمعة النائب العراقي حتى يصبح مستواها اوطأ من سمعة نشال. وانها لمفارقة كبرى، ان النواب الذين وعدوا واقسموا على مساعدة الناس والدفاع عن حقوقهم، نراهم يسرقونهم ويعملون جاهدين على الاقلال من كرامتهم والاعتداء عليهم والامعان في اهانتهم.

ولكي يصبح بالامكان تطبيق الاصلاح والمضي به الى آفاق اوسع، ينبغي تغيير مسؤلي القضاء، اولئك الذين وقفوا موقف المتفرج وهم يرون كيف ان الفاسدين يولغون في خراب ودمار الدولة بجعلها ملكا مشاعا لهم ولعوائلهم.

ان تغيير الشخوص المسؤولة عن القضاء، هو جوهر الاصلاح نفسه، فهؤلاء الشخوص تهاونوا وتسامحوا حتى ان المختلس او السارق او المزور او القاتل ما ان يدخل الى قاعة المحكمة حتى يخرج منهل بعد دقائق معدودة بريء من اية تهمة.. كما ان الجهات القضائية المسؤولة هذه، تترك كل المطلوبين للقضاء، اولئك الذين هربوا بالملايين الى الخارج، مثل الدعوجي عبد الفلاح السوداني، ولا تُفعل مطاردتهم عالميا ومحاصرتهم قضائيا في الدول التي لجئوا اليها او التبي يحملون جنسيتها. ان الفساد يتناسب طرديا مع فساد القضاء، فكلما تهاون القضاء وفسدت شخوصه، تعمق الفساد وتنوعت طرقه واشكاله.

نود ان نذَكر السيد العبادي وكل الوطنيين الذين تهمهم سمعة العراق وكرامة المواطنين، بضرورة تنضيف العراق من فساد العوائل المتنفذه. فيجب، وهو امر فوري لا يقتضي التأجيل، طرد كافة ابناء المسؤولين من المناصب والوظائف والمراكز التي يشغلونها، فانهم ماكانوا ليحصلوا عليها لولا فساد ابائهم او اقاربهم.

انها لمناسبة ايضا للتذكير بان الاحزاب التي خدعت المواطنين المغلوبين على امرهم فوزعت عليهم البطانيات والصوبات وقناني الزيت مقابل وعد بانتخابهم، هي نفس الاحزاب والتيارات الدينية التي ساهمت في افساد مؤسسات الدولة التعليمية والتجارية والعسكرية والاجتماعية وجعلت من الانتخابات مسابقة لاختراع طرق فساد جديدة.

فارجعوا اليهم بطانيتهم وصوباتهم وقناني زيتهم وارموها بوجوهم التعسة. خذوا منهم حقوقكم كاملة غير منقوصة وارجعوهم الى ما كانوا عليه صعاليك تافهة وطفيليات ضارة غيرة نافعة ابعدوهم عن جسد العراق حتى تزول منه العلل فيصح وينظف.




 



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter