|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  7 / 10 / 2015                                 مالزم أبو رغيف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



انجازات الاسلام السياسي

مالوم أبو رغيف

بعد اسقاط نظام البعث الصدامي، وعندما لم تتغير احوال العراقيين المعيشية والسكنية ولم تتغير احلامهم عن تلك التي كانت يأملونها في عهد الدكتاتورية، حتى اصبح الامان والسلامة حلم صعب التحقيق، كان جواب الاسلاميين على تساؤلات الناس لا يبحث عن اسباب الاخفاق والعجز، بل يبحث عن تبريرات وذرائع لفشلهم الفاضح، ذلك ان الاسباب الحقيقة التي ادت الى زيادة التدهور في لمعيشة والامان تؤشر الى عدم نزاهتم وفساد نيتهم.

في البداية كانوا يتحججون بالوقت، كانوا يقولون ان كل ما نحتاجه هو الوقت وسترون كيف ان العراق سيتحول الى طوكيو الشرق الاوسط وكيف نصنع منه الجنة الثانية.

وتمر السنوات مسرعة بقوافل مثقلة بالجثث والدماء والبؤس والعويل والتهجير والنزوح والاختطاف والتعذيب والترهيب والتخلف والغش ، محملة بالاوساخ والاوحال وخرفات الدين. وتنطفيء البسمات التي اشرقت املا على وجوه النساء بعد اسقاط النظام ويخيم التجهم والتوحش على محياها.

ولم يأتي التغيير الذي وعد به ازلام الاسلام السياسيي بجميع جوقاته المخادعة المتعددة المسماة احزابا وتيارات وجمعيات ومرجعيات.

ورغم ان للزمن اتجاه واحد نحو الامام، لكن عندما حكم الاسلاميون قبضتهم على السلطة بدى وكانهم اعادوه مرتدا منكفأ نحو الخلف. ليست مشاهد البؤس اليومية واكواخ الفقراء وبيوت التنك والكارتون وبطون الاطفال الممنتفخة من الجوع وتحول الناس الى هوام تعتاش على المزابل ، ليست هذه المظاهر وحدها التي تشير الى النكوص، انما افكار الناس هي الاخرى قد تغيرت وتبدلت لتتلائم مع واقعها الموحش الخالي من روح المحبة والآلفة.

افكار الناس واعتقاداتهم وتجاربهم وقصصهم لم تعد تحاكي الحاضر، لقد اصبحت سردا تاريخيا غابرا عن حوافر الخيول وصليل السيوف وتطاير الرؤوس وسبي النساء وبيعهن في اسواق النخاسة، حتى الاسماء المتوحشة والهمجية المقرفة عادت مرة اخرى لتكون القابا لذباحين ومجرمين اسلاميين، اسماء ليس فيها الا جلف وصلف التصحر.

13 سنة مرت لم ينجز خلالها الاسلاميون الا فسادا وفقرا وتخلفا، لقد ازادوا الى القرف الموروث من نظام صدام قرفا اخر صنعوه من وساخة ضمائرهم التي سولت لهم استغلال عاطفة الناس الاعتقادية وتوظيفها من اجل السلطة.

ليسأل اي عراقي، اكان مؤمنا او غير مؤمن او ملحد، حزبي او غير حزبي، منتمي او غير منتمي، رجل او أمراة، ليسأل نفسه ماذا قدم الاسلاميون خلال سنة 13 من حكمهم؟

- هل انجزوا او بنوا او عمروا او صنعوا او جملوا؟

- هل اخلصوا للوطن او للناس او حتى للطائفة او للدين؟

- هل حفظوا دماء العراقيين؟

- هل صانوا عرض وشرف العراقيات؟ الا تباع العراقيات في عهدهم في اسواق النخاسة؟

- هل تعتبر ثرثرة ولغوا وعركات البرلمان انجازا؟

- ام ترف النواب وقرفهم و وفساد الرؤساء وفخفختهم وامتيازاتهم التي تضعهم في طبقات مصونة غير مسؤولة انجازا؟

- ام حماياتهم المتهتلة اخلاقا وتصرفا في اهانة وضرب وسحل وقتل العراقيين دون خوف من محاسبة انجازا؟

- ام ان يصبحوا مليارديرات ويملكوا الخدم والحشم والقصور والمزارع والخيول العربية الاصيلة والاصطبلات وحدائق الحيوانات الخاصة والفلل الشركات والمشاريع والاستثمارات في خارج العراق، انجازا؟

- ام ان يتزوجوا مثنا وثلاثا وربعا ويتمتعوا بما شاء لهم بكرا وثيبا انجازا؟

- ام ان يجعلوا الناس تكره وتبغض وتحقد على بعضها البعض انجازا؟

فاذا كان هذه الافعال المشينة انجازا، فان الزمن الصدامي كان ايضا انجازا!!!







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter