|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  29 / 10 / 2016                                 مالوم أبو رغيف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



بدون رتوش: تعاون سني شيعي

مالوم أبو رغيف
(موقع الناس)

عندما طالب  عضو حزب الدعوة المدعو علي الاديب بالغاء مجانية التعليم لأنها اصبحت مكلفة للدولة،  ذلك انه يعتقد ان الدولة هي ملك لحزب الدعوة مثلما كان يعتقد البعث بان الدولة ملكا صرفا للمقبور صدام، كنا نتصور ان اقتراحه ليس الا نزعة سوقية غالبا ما تجدها عند جماعة الاسلام السياسي او انه تخبط ذهني يتميز به العقل الديني. لم نكن نعتقد بان الآكمة ما ورءاها، وان الدولة، حسب ما يعّرفها جماعة حزب الدعوة او قطيع الاسلام السياسي علاقة بين الراعي وبين غنمه، متثقالة من الشعب، لأنه قد اصبح عالة عليهم وكالثقل على ظهورهم، واصبح رعاتها لا يطيقونه ولا يودون سماع اخباره فعزلوا انفسهم عنه في ملاذ المنطقة الخضراء، ولربما،  وجدوا حلا للتخلص منه بوصفه عالة، فزجوا باغلب الشباب العراقي في آتون الحروب غير المنقطعة وهم في عمر الورود وفي زمن العطاء.

 اما هم فقد اعتمروا عمائمهم على الازياء العسكرية ووضعوا الرتب والنياشين والميداليات على صدورهم وتحزموا وتمنطقوا وحملوا اسلحتهم ليصوروا انفسهم وكأنهم في خضم المعارك وفي صفوفها الامامية، بينما الاناشيد الدينية والوطنية والحماسية تبث عبر الفضائيات لتدفع مزيدا من الشباب الى محرقة الحروب. تفجع الامهات والآباء باولادهم، بينما ابنائهم يتمتعون بمعاشرة النساء الجميلات باجسادهن الناعمة اللدنة الطرية، حلالا بلالا متعة او بما ملكت ايمانهم، ويملأون بطونهم بالمشروبات الكحولية الفاخرة تلك التي حرمها  محمود الحسن على العراقيين ومنع صناعتها ونقلها وحملها والمتاجرة بها.

بعد الحملة الكبيرة التي شنها العراقيون على علي الاديب واجبروه على السكوت والالتجاء الى العذر المكرر الاف المرات (لقد أسيء فهم قولي، وقد اقتطعوا الكلام من سياقه) التجأت الحكومة الى فرض الامر الواقع.

فرض الواقع  في البلدان (النايمة) لا يحتاج الى قانون، وحتى القانون والدستور فيها ليس الا كلاما على ورق، ومن يقرأ ومن يكتب في عراق الملالي، فاذا كان مطار عسكري في مدينة البصرة مدججا بالاسلحة وبالحمايات  والحراسات الشديدة تسرقه عصابه تصطحب معها اربع شاحنات فتقبض على  جميع الجنود وتشد وثاقهم وتحمل الشاحنات الكبيرة بكل آمان وأطمئنان بما يقدر قيمته سبعة مليارات وترحل الى من حيث لا يُعرف من اين جاءت.

 ومثل كل مرة يخرج مسؤول على شاشات الفضائيات في تقرير يعده محرر صحفي ليقول  بأنه تم القبض على الجناة!!  لكن من هم والى اي جهة ينتمون وكيف استطاعوا تنفيذ خطتهم بنجاح وما هي تفاصيلها كل ذلك يبقى قيد الكتمان لانه وببساطة لم يقبض على احد وكل بساطة مرة اخرى فأن لا احد يهتم ولا احد يسأل فالدولة (تايهه).

الواقع الذي فرضته مجموعة الفساد القابضة على امر الحكم وعلى لحية الرعية، هو تحويل المدارس الى خرائب تحيطها المزابل  فتملأ انوف الطلاب واجهزتهم التنفسية الغضة بروائح العفن، الغريب ان الطاقم التعليمي لا يهب  بحملة وبمبادرة تنظيف ما حول المدرسة او امام ابوابها التي يستعصي على الصغار تخطيها لان النفايات تشكل مانع طبيعي يحول دون الدخول اليها، ربما لأن من اعتاد على شيء تعوّده واصبح طبيعا جدا بالنسبة اليه.

وتم فرض الغاء مجانية التعليم ايضا دون الحاجة على اصدار قانون وذلك بعدم توزيع الكتب الدراسية على الطلاب والذريعة ضعف الميزانية، بينما تتسرب الكتب المدرسية الى الاسواق فيشتريها الطلاب مرغمين.

 بالطبع كل شيء مهمل وكل فساد مخطط ومدروس. ولا جهة امنية  ولا تعليمية ولا ادارية ولا حقوقية تتابع ترابط غياب وعدم توزيع الكتب والمناهج الدراسية على الطلاب في المدارس وتوفرها في الاسواق!!

محمد اقبال وزير التربية والتعليم يحوّل امنيات علي الاديب بالغاء مجانية التعليم الى واقع فعلي... انه ايضا نوع من التعاون الشيعي والسني بميادين الفساد..
 


 


 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter