|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  1 / 9 / 2015                                 مالزم أبو رغيف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



زي موحد للنواب وللنائبات

مالوم أبو رغيف

انتشرت في المواقع العراقية الالكترونية صور لرجال معروفين منهم المثير للجدل خالد العطية ولنائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ همام حمودي، وغيرهم من الذين كان الدين مطيتهم للوصول الى المناصب، الذين امتهنوا الدين وامتهنوا السياسية فاكتسبوا من الجانبين، وهم يلبسون الازياء الاوربية ويأخذون الصور التذكارية في حدائق الغرب ومنتزهاته الخضراء.

الناس تحترم رجال الدين لازيائهم الدينية وليس لفهمهم ولا لعلمهم ولا لاشخاصهم، ذلك انهم سوف لن يحظوا بتقدير واحترام الناس اذا ابقوا على نفس اخلاقهم وتصرفاتهم ولم يكونوا متسربلين بازيائهم الكهنوتية التي لا احد يعرف متى وكيف ومن صممها ومن البسهم اياها، فليس في تاريخ الاسلام لا رجال دين ولا ازياء دين.

الناس تتوقع من الذي يرتدي الزي الديني، صدقا وزهدا وشرفا وامانة وحسن تصرف، ذلك ان الازياء مثلما لها مناسبات ارتدائها، لها ايضا فروض التزاماتها، فزي الراقصة يفترض الرقص، وزي الشرطة يفترض حماية القانون وزي الزبال يفترض التنظيف، وزي رجل الدين يفترض عفة اليد واللسان.

وقد اوضحت لنا احوال السياسة والدين في العراق، كيف ان الدلالين والطبالين والخشابة عندما ارتدوا الزي الكهنوتي، اكتسبوا ايضا احتراما وتقديرا من عامة الناس وبسطائهم.

كما نعرف ايضا بان الزي الكهنوتي يمنح صاحبه حق الكذب والسفسطة ورواية القصص الخيالية من على المنابر دون اعتراض الحاضرين ولا استنكارهم. حتى ان رجل بزي كهنوتي ادعى ان عنده چكليت يشفي جميع الامراض والعلل والسقام، واخر صرح بان الامام على بن ابي طالب قد تحدث قبل (الاف السنين) عن البرازيل فذكر نهر الامازون ووصف كرة القدم.

لكن في العراق كما في البلدان الاسلامية اختلط الحابل بالنابل، فبعض الراقصات والفنانات المصريات، اسدلن الحجاب على رؤسهن مثلما يسدل الظلام سدوله على النهار ومسكن المسابح بدل (الچمبارات) ونزلن من السلم الموسيقى وصعدن على البسملة والحوقلة وتشجمن متاعب الحج والعمرة وتغيرت القابهن من الراقصة الهلوبة ودلوعة الشاشة الى الحاجة والشيخة . لكنها نزوة وسقطة، فسرعان ما استعدن وعيهن وعُدن الى ممارسة عملهن الشريف الذي ليس فيه لا غش ولا خداع مثل ما هو حال امتهان الدين، خاصة بعد ان قرر خادم الحرمين الشريفين تمويل الارهابيين ضد سوريا بدل من تمويل حملات نشر الوهابية بين الراقصات والممثلات.

لو ان زي اعضاء مجلس النواب الكهنوتي يوفر لهم امتيازا او احتراما او تبجيلا في بلدان الغرب عند سفراتهم السياحية لمنتجعات الغرب وفي اسواقه العامرة، لما استغنوا عنه ولما خلعوه كما تخلع جواربهم، هناك هم ليسوا بحاجته وتنتفي ضرورة ارتدائه. لكن عند عودتهم للعراق يصرون على التسربل والتمظهر به، فلهم فيه عدة مآرب منها فرض غطاء دينيا على فسادهم وعبثهم بالمال العام.

الزي الديني في السياسة مسألة فاضحة، فهو تميزا دينيا وفقهيا وطقوسيا كهنوتيا، وليس قانونيا او حقوقيا او سياسيا، ومثلما اشراك الدين بالسياسة يضر الدين، كذلك فان الازياء الدينية تظهر الفساد والكذب وكأنهما من صلب الدين، وهنا نبدي استغرابنا لصمت المرجعيات الدينية عن تعمد رجال السياسة الحط من قيمة الزي الديني بارتدائه عندما يشغلون مواقعا في السلطة.

وبما ان البرلمان ليس لا جامعا ولا معبدا ولا منبرا دينيا ، لذا يقتضي اصدار قانون يلزم النواب والنائبات بارتداء زيا موحدا بدلا من عبث الازياء الذي يحيل البرلمان الى حفلة ازياء تنكرية.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter