|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  19 / 8 / 2015                                 مالزم أبو رغيف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



اصلاح الشعور الوطني

مالوم أبو رغيف

اصلاح كلمة محايدة، ليس فيها عنف الهجوم ولا مساومة ارتخاء، لا تهدم ولا تبني، انما ترمم، والترميم هو اما تجميل لوجه البيت او تدعيم خشية خراب قادم. وفي العراق كلا الاحتمالين امرين واقعين.

الاصلاح كلمة مهادنة مسالمة تناشد الجميع التعاون والمساعدة. هي ليست المعنى الحقيقي لكلمة Reform الانجليزية، رغم ان العرب، وكعادتهم ترجموها الى ما يناسب سياستهم الهشة وليس بما يناسب الجوهر.

Reform اقوى واشد واعمق من الكلمة العربية، اذ انها اما هدم او بناء جديد، فـ Reform لا تركز كثيرا على الواجهة او على المظهر بقدر ما باحداث تغيير على الاساس الذي يستند عليه البناء، انها سعي الى تغيير القوانين والانظمة عبر تشريعات جديدة .

لكننا نشير هنا الى ايجابية رافقت عهد السيد العبادي منذ ترأسه الوزارة ، هي ان الاصلاح اصبحت الكلمة الاكثر رواجا، فلا تخلو منها عناوين الصحف ولا مقالات الكتاب ولا نشرات الاخبار حتى انها اصبحت حديث الناس على اختلاف خلفياتهم السياسة والدينية والقومية.

الحديث حول الاصلاح والتبشير به ازال كل اجواء التشاحن الطائفي والقومي والتسقيطي تلك التي كانت سائدة في عهد الفترة السابقة. وهنا لابد لنا ان نؤكد على ما يتم اصلاحه اليوم هو خراب من ليلة امس، هو موروث ثقيل من تركة كأداء لسياسة بائسة مبنية على مبدأ الفتنة خير وسيلة للاحتفاظ بالسلطة.

ورغم ازمة الماء والكهرباء والغذاء وغيرها من الازمات التي تعصف بكيان المواطن حتى تكاد ان تقتلعه من سرج صبره، الا ان هناك ما يطمئنه بان الامور قد تكون سائرة الى الافضل. ومبعث هذا الاطمئنان هي راحة نفسية خلقها غياب تلك الالسن الحادة التي تستند على اثارة الضغائن والكره الطائفي والقومي في سعيها الدائب للحصول على مكاسب سياسية.

ان اجواء التشاحن التي كانت سائدة غطت على الاسباب الحقيقية للفساد. لقد كانت الاجواق الاعلامية والتثقيفية والسياسية المقربة من السيد نوري المالكي تنتهج اسلوب الاثارة والتحريض لاشغال المواطنين بالتناحر عن التشخيص الصائب لعدم الكفاءة ولعدم النزاهة للجوقة المسيطرة على الحكم.

فترة حكم السيد نوري المالكي خلقت بيئة حاضنة ملائمة للفساد، حتى الفساد مثل فيضان نوح غطى على كل شيء وليس من سفينة للنجاة، فسقطت اهم مدن العراق بعد بغداد (الموصل) بيد شراذم ارهابية قذرة ما كانت تحلم باي انتصار لولا هذا التفسخ الوطني الذي احدثته جوقة السيد المالكي السياسية الفاسدة.

ان ما حققه السيد العبادي على المستوى ااصلاح الشعور الوطني، بتخليص العلاقات من تشنجاتها وعصبانيتها لهو امر يستحق الاشادة والاطراء. فلم نعد نسمع تلك الالسن الحادة السليطة التي حوّلت السياسة الى عركة دلالات، ولم يعد التهديد بفتح الملفات جزء من تطبيق السياسة، ونأمل ان تكف السياسة عن ان تكون منصة مزايدات ليس لهم من عنتر الى سواد قلوبهم.









 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter